صلوات وممارسات "دينية" غريبة... ماذا يحدث في المجتمع المصري؟

علامات الاستفهام تتجاوز تحليل كل واقعة من تلك الوقائع بصورة فردية. والنظر إليها بشكل مجمل، قد يعطي مؤشرا لحقيقة ما يحدث في ذلك المجتمع، الذي يبدو أنه يمر بتغيرات فكرية وسلوكية مهمة تسترعي الانتباه والتوقف أمامها لفهمها. هذه السلوكيات المفاجئة لم تحيّر المواطنين فحسب، بل أثارت دهشة علماء النفس والاجتماع، وجعلتهم يخرجون بتفسيرات متباينة حولها، ووضع تلك التفسيرات جنبا إلى جنب، قد يعطي صورة أكثر وضوحا لحقيقة ما يجري. عبث بالهوية الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية، يرى أن هناك "تعمداً للعبث بهوية الشعب المصري"، ويؤكد لـ"النهار": "احتمال أن تكون تلك الممارسات تستهدف العبث بهوية المصريين، أمر مؤكد بنسبة تزيد على 70%. هناك توجه لتلويث الصورة البيضاء الناصعة للمجتمع المصري، والتي تكشف أنه راسخ في التدين منذ القدم. إن ما يحدث هو عبث بالثوابت، ثوابت التدين نفسه".ويوضح : "قد لا يتصور العقل ما ظهر في مقاطع الفيديو التي انتشرت مؤخرا. العقل الواعي يرى أن هذه الممارسات غير ممكنة، فيأتي الخصوم ويدفعون هؤلاء (الذين ظهروا بالفيديو)، سواء فعلوا هذا بحسن نية، أو بقناعة، أو نظير مكافأة، ليس لنا علاقة بهذا، المهم أن هذا قد حدث بالفعل، فيثبت في ذهن المشاهد أن هذا ممكن".ويشير أبو حسين إلى "أن هذا السلوك يقول للعقل الواعي والعقل غير الواعي في المجتمع، إن هذه الأشياء التي لم تكن تتصور حدوثها ممكنة، بعدما كان الذهن يعتقد أن تلك الممارسات غير ممكنة، تأتي مثل هذه التصرفات، فتضرب هذا التصور، وتقول له لماذا تخاف؟ يمكن أن تقرأ الفاتحة بالموسيقى، يمكن أن ترقص عليها، يمكن أن...