الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الراعي في قداس الأحد: الشعب اللبناني فقد ثقته بالسلطة

المصدر: الديمان- "النهار"
A+ A-

اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس #الراعي ان "الحياة الوطنية لا تستقيم اذا لم يتصف اصحاب السلطة بالتجرد والتواضع"،  مستنكرا اهمال الاقتصاد والاسيلاء على المال العام، مؤكدا ان الشعب اللبناني فقد ثقته اليوم اكثر من الامس بالسلطة. 

كلام البطريرك الراعي جاء خلال عظة قداس الاحد الاول في الديمان وعاونه فيه لفيف من الطارنة والكهنة وحضره جمع من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى غبطته عظة تحدث فيها عن زكا العشار ثم تناول الوضع الراهن وقال: "لا تستقيم الحياة الوطنية ومسيرة الدولة، إذا لم يتّصف أصحاب السّلطة بفضيلتي التجرّد والتواضع. هذا هو أصل الأزمة السياسية الراهنة عندنا، أعني أزمة تعثّر تأليف الحكومة. أليس لأن كلّ فريق متمسّك بمصالحه وحصّته ومكاسبه وحساباته؟ فلو تجرّدوا وتواضعوا، مثل زكّا العشّار، لتألّفت الحكومة للحال! ولو تحلّوا بفضيلة الرجاء واتّكلوا على عناية الله، وأفسحوا له في المجال ليظهر تجلّياته، لتّخذوا قرارات شجاعة وانتصروا بها على ذواتهم، كما فعل زكّا. إنّ المتجرّد المتواضع يترك مجالاً لعمل الله في حياته، مع ما له من نتائج عظيمة لخيره وخير الجماعة". 

واضاف: "تدعونا فضيلتا التجرّد والتواضع إلى موقفين: الاستنكار والإعلان.
نستنكر الافراط في استعمال السلطة السياسية، استبدادًا أو ظلمًا أو إستيلاءً على المال العام، أو وسيلة لمكاسب ومغانم وأرباح غير مشروعة، فيما هي فنّ شريف في خدمة الخير العام على كلّ المستويات. ونستنكر إهمال الإقتصاد، عصب البلاد، في كلّ قطاعاته، وبالتالي إفقار الشعب، وإيقاع الدولة في عجز مالي خطير، وفتح باب الهجرة على مصراعيه بوجه شبابنا المثقف وقوانا الحيّة.  ونعلن أنّ الشعب اللّبناني فَقَدَ الثقة بالسلطة السياسية اليوم أكثر من الأمس. فبالأمس أقلّ من خمسين بالمئة شاركوا في الإنتخابات النيابية، وأكثر منهم لم يمارسوا هذا الحق لعدم الثقة. واليوم، إذ يرون هذا التراجع في الحياة السياسية بعد الإنتخابات ازدادوا عدم ثقة. فإلى أين نحن ذاهبون ببلادنا؟ ليست الدولة ملك أحد، بل أصحاب السّلطة مؤتمنون عليها وموكّلون، والمطلوب من الوكيل أن يكون "أمينًا وحكيمًا، فيما هو مُقام ليعطي الشعب طعام حاجاته"، كما يقول الرب يسوع في الإنجيل (راجع متى 25 : 45)". 

وتابع: "نعلن عدم القبول بهذه الحالة وبهذا النوع من الممارسة السياسية، وعدم القبول بتراجع لبنان الإقتصادي والإجتماعي والمعيشي والثقافي، وعدم القبول باستباحة المبادئ والمعايير الدستورية والقوانين، وبممارسة الظلم من خلال عدم تطبيق العدالة وبخاصة قرارات مجلس شورى الدولة من قبل الوزارات المعنيّة، كما نشهد في عدد من القضايا. فإلى من يلجأ المظلومون لينالوا حقوقهم؟
". 

بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين في صالون الصرح البطريركي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم