اكتشاف جديد في الحفريات يوثّق تاريخ طرابلس... يا لغنى هذه المدينة

كشفت حفريات البنى التحتية بين طريق عام الزاهرية وباب التبانة في طرابلس عن جسر قديم عبر نهر أبو علي تحته قبل فيضانه سنة ١٩٥٥، والذي تسبب في كارثة انسانية كبيرة ذهب ضحيتها مئات الأشخاص، وتدمر فيه مجتمع كبير كانت بيوته تقوم على ضفة النهر. الحفريات تقع على تقاطع الطريق العام القديم الزاهرية-باب التبانة على مقربة من سوق الخضار، مع الطريق الوافدة من اوتوستراد طرابلس غربي باب التبانة متجها إلى ابي سمراء وقلعة طرابلس والقبة وخارج المدينة الشرقي، وقربها مبنى براد البيسار.للاكتشاف أهمية متعددة الجوانب، فأولا، يعتبر الجسر المكتشف، في حال تمت المحافظة عليه، الوحيد المتبقي من الجسور الأخرى التي كانت تمر فو النهر، ويوثق للنمط العمراني للجسور في تلك المرحلة. ثانيا، يؤشر الجسر المكتشف إلى النقطة التي كان يعبرها النهر بالتحديد، ومجراه السابق غير المجرى الحالي بعد توسيعه، وتفصل بينهما مسافة زهاء الخمسين مترا تقديرا. والثالث، يدل حجم فتحة الجسر، أي مجرى النهر السابق، كم كان معبر النهر ضيقا، مما يفسر قوة الطوفان، وقدرته التدميرية، حيث كان يستحيل تصريف السيول في الفتحة الضيقة التي يظهرها الجسر المكشوف حاليا.تضاربت الاراء على ماهية المكتشف، وثمة من رأى أنه قد يكون نفقا ما، ويستلهم أصحاب هذا الرأي روايات أن قلعة طرابلس تتصل بالبحر بنفق من تلتها...