السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أدونيس مفكِّراً: انحياز أسيمة درويش مثلاً

نجلاء حمادة
Bookmark
أدونيس مفكِّراً: انحياز أسيمة درويش مثلاً
أدونيس مفكِّراً: انحياز أسيمة درويش مثلاً
A+ A-
يكاد من يقرأ أسيمة درويش أن يؤخذ بروعة لغتها وسلاسة أسلوبها فيقتنع بما لا يقنعه من غيرهما. وإذ يراجع القارئ تأثّرات قناعته بهذه الجمالية قد يتساءل إن كانت أساليبنا اللغوية أم عصور الانحطاط التي مررنا بها السبب في انجرافنا نحو التحيّز والمبالغة وتوخي الإقناع بطرق مغايرة للجدليات المحكمة. ولأن مقدرة الكاتبة على التحليل والتعليل واضحة في مقاطع كثيرة من أعمالها النقدية، يكاد من يتنبّه إلى التسرّع والتحيّز في مواقع أخرى من كتاباتها يضع الملامة على ضلوع الأديبة بالضرب على أوتار اللغة مما يوقعها أحيانًا في توخّي الإطراب بدل الإقناع. هذا انطباعي العام من قراءة أسيمة درويش. وهو انطباع كوّنته من قراءات أخرى فاجأتني فيها حلاوة اللغة وضحالة المحتوى. أما البعد عن الموضوعية، فيظهر في النقد أكثر من سواه. فلطالما رأينا أنه مجال يكثر فيه مديح الأصدقاء والمقرّبين، مما ينبىء عن نقص في الرقيّ، وفق مقولة فرويد أن مدى الموضوعية هو خير قياس لرقي الحضارات كما الأفراد. تقول أسيمة درويش في كتابها "مسار التحولات": "بين أدونيس والقارىء حجب إعجاب مفرط أو نقد متجنّ". وقد وجدت عندها إعجاباً بأدونيس جعلها توقف على شعره كتابيها في النقد، وتدافع عنه في وجه تصنيف بنيس له كأستاذ وليس كمبدع، وتضفي عليه، دون مبرّر مقنع، قيماً تعتبرها مفصلية كالعقلانية ونصرة المرأة ومواقف تظنّها مفروغاً من أولويتها كاتّخاذ السعادة هدفاً.وتظهر مقدرة أسيمة درويش على التحليل والتعليل المقنعين في تناولها تصنيف بنيس لأدونيس كما في كلامها عن التأثّر بكتّاب آخرين، المنوط بموضوعي الأصالة والتغريب. ففي مراجعة "الكتاب 1: في كتابها " تحرير المعنى" تدافع درويش عن أدونيس إزاء تصنيف بنيس له في خانة الشعراء الأساتذة، "من جمعوا طرائق المبتكرين واستعملوها بجودة تضاهي المبتكرين أو تفوّقهم" وليس في خانة الشعراء المبدعين، وفق تبني بنيس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم