الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الضرب حتى الموت.. التربية على طريقة "اكسر للبنت ضلع"

المصدر: "صيحات"
مروة فتحي
الضرب حتى الموت.. التربية على طريقة "اكسر للبنت ضلع"
الضرب حتى الموت.. التربية على طريقة "اكسر للبنت ضلع"
A+ A-

يتعامل عديد من الآباء بطريقة المثل المصري القائل "اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24"، حيث يلجأون لضرب أبنائهم ضرباً مبرحاً اعتقاداً منهم أنه الأسلوب الأمثل في التربية.

دراسة مهمة

ووفقاً لدراسة أعدها المجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفل "اليونيسيف" فإن أكثر أنواع العنف شيوعاً في المجتمع المصري هو العنف الموجّه من الآباء والأمهات داخل الأسرة إلى أبنائهم، إذ تصل نسبته إلى 96%، ورغم أن الرقم بالفعل صادم إلا أنه يؤكد في الوقت نفسه سيطرة مفاهيم خاطئة عن التربية والجهل بطرق تقويم السلوك السلبي لدى الأطفال، فلم يدرك آباء اليوم أننا أمام جيل بتحديات تربية مختلفة، فلم يهتم بالابتكار أو بتطوير نفسه، والنتيجة أجيال تصدّر أمراضها النفسية.

حادث مأساوي

 وقد طالعتنا وسائل الإعلام المصرية أخيراً بحادث قتل بطله "جمال .ع" 48 سنة يعمل أستاذاً بجامعة الأزهر فرع محافظة دمياط، ضرب ابنه "عبد الرحمن 14 عاماً" حتى الموت، بعد أن علم أنه سرق مع إخوته أموالا قدرها 400 جنيه مصري وجنيهان ذهبيان وسبيكة ذهبية.

وتعدى الأب على أبنائه الثلاثة بـ"سير" غسالة مثبت به مفك حديد وضربهم حتى توفي أحدهم من شدّة التعذيب، وتم القبض على الأب والأم التي تدعى علياء. س"، 45 سنة، طبيبة، وأخطرت النيابة المصرية لإجراء التحقيقات، وقررت حبس الأستاذ الجامعي 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما تبين وجود إصابات مماثلة بأماكن متفرقة لجسد شقيقي المجني عليه.

ثقافة التهديد

من جانبه يقول دكتور محمد رجائي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، لـ"صيحات" إن المصريين تسيطر عليهم ثقافة التهديد في العديد من تعاملاتهم، فالأم أو الأب يقولان لطفلهما "لو مسكتش هحرقك بالنار، لو معملتش كذا هموتك من الضرب"، وبالتالي تحول الضرب إلى أسلوب أساسي في العقاب، وطريقة في التربية يتوارثها الأجيال بطريقة ديناميكية، لكنه أسلوب غير مقبول وغير تربوي في تعديل السلوك.

ترسبات طفولية لدى الآباء

ويعود إقبال الآباء على ضرب أبنائهم إلى وجود ترسبات طفولية لدى الأب، مخزّنة في العقل اللاواعي، يبدأ ممارستها على ابنه فيما بعد، أي أن الأب  نفسه كان يُمارس عليه العنف البدني من والده أو والدته ثم يبدأ بعمل إزاحة لما حدث معه ويمارسه على ابنه، وعندما يحدث ضرب من جانب الأب يكون العقل اللاواعي هو الذي يعمل وفي حالة حدوث إصابات يبدأ العقل في التوقف، لكن في كثير من الأحيان يكون العقل مغيّباً تماماً، وبالتالي تحدث إصابات قد تصل إلى حد الموت.

طرق تعديل السلوك

ولفت رجائي إلى أن هناك طرقاً عدّة لتعديل السلوك، بخلاف الضرب، يمكن الاختيار منها بحسب سلوك الطفل نفسه، ومن أبرز هذه الطرق أو الفنيات:

- التجاهل: قد يفعل الطفل أي سلوك قد يهدف لجذب الانتباه أو توصيل رسالة عقابية للأب أو الأم، وهنا يجب التجاهل، حيث يعمل على عدم ظهور السلوك مرة أخرى، لأن الابن لا يجد أي استجابة.

- النمذجة: أن يرى الابن نموذجاً إيجابياً أمامه حتى يقوم بتقليده سواء بتعديل السلوك أو لإكساب إيجابيات سلوكية جديدة.

- الشخصية المفتاح: وهو الشخصية التي يكون الطفل حريصاً على أن يظهر أمامها بمظهر جيد، ومحترم، ومؤدب، فنلوّح للطفل بهذا الشخص دائماً.

- التايم أوت: عزل الطفل لمدة زمنية مناسبة لعمره، فإذا كان عمره خمس سنوات، فمدة العقاب خمس دقائق وهكذا، ثم يقوم الأب أو الأم بتعريفه خطأه، والطفل خلال فترة العقاب يبدأ يراجع نفسه في السلوك الذي أتي به، كما أن مراكز الاستجابة لديه تتفتح لاستقبال التعليمات من الأب.

- سحب معزز إيجابي: يتم منعه من شيء محبّب يفعله مع تعريفه سبب ذلك حتى يتفادى فعلته الخاطئة لاحقاً.

وتابع رجائي: "ضرب الأبناء يفرز شخصية ضعيفة ليست لديها ثقة بالنفس، عدوانية تعاني تأخراً في القدرات الذهنية، كالانتباه، والتركيز، والفهم، والاستيعاب، كما يفرز شخصية مهزوزة تميل للخوف والجبن والانطوائية والانعزالية"، مشيراً إلى أنه "في ظل انشغال كل من الأب والأم لا توجد تطلعات من جانبهما للأساليب الحديثة في التربية، فيتحول الأبناء مع الوقت إلى حقل تجارب فيما يخص أساليب التربية، كما أن التكنولوجيا الآن أصبحت تُستخدم بشكل خاطئ، فبدلأ من استخدامها في أن يقترب الأهل من أبنائهم أصبحت تُستخدم بشكل مضاد من خلال إيجاد عالم افتراضي يعيش فيه كل من الأبوين فيبتعدان عن أبنائهما وبالتالي ينعدم الحوار والتربية البناءة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم