السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الراعي وجّه نداء لإبطال قرار الكنيست: أليس مريباً أن تُحصر عقدة التأليف بتوزيع الحصص؟

الراعي وجّه نداء لإبطال قرار الكنيست: أليس مريباً أن تُحصر عقدة التأليف بتوزيع الحصص؟
الراعي وجّه نداء لإبطال قرار الكنيست: أليس مريباً أن تُحصر عقدة التأليف بتوزيع الحصص؟
A+ A-

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي قداسا احتفاليا، على قمة جبل الصليب و #مار_شربل فاريا، اقامته بلدية فاريا ورعية مار شليطا، شارك فيه النائب شامل روكز ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب فريد الخازن ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونواب المنطقة وفعالياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


بعد الانجيل، القى الراعي عظة بعنوان "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك"، تحدث فيها عن "ثقافة النهج المسيحي التي بدأها وأعلنها ربنا يسوع المسيح، وعاشها القديس شربل. وهي ثقافة التفاني والبذل وهبة الذات من أجل تغيير وجه العالم والتاريخ. وقد شبه الرب يسوع هذا النهج ونتائجه "بحبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت، فتعطي ثمرا كثيرا" (يو12:24). إنه نهج الوالدين المتفانيين في سبيل حياة أولادهم ونموها وسلامتها ومستقبلها. ونهج الكهنة والرهبان والراهبات المضحين في سبيل نشر الإنجيل وخدمة تقديس النفوس والشهادة لمحبة المسيح. ونهج المعلمين والمعلمات والمربين الذين بحب يتكرسون لتعليم الأجيال وتربيتهم، والسهر على نجاحهم، وزرع الأمل في مستقبلهم. وكم نرجو أن يسلك بحسب هذا النهج أصحاب السلطة السياسية، بحيث يتحلون بالتجرد عن مصالحهم الخاصة، ويتعالون عن مكاسبهم المالية غير المشروعة وصفقاتهم وتقاسم المغانم على حساب المال العام وحقوق المواطنين، ويتفانون في خدمة الخير العام ويعملون على قيام الدولة المنتجة ودولة العدالة والقانون والمؤسسات، ويكرسون طاقاتهم وأحزابهم وانتماءهم الديني والمذهبي من أجل تكوين الكيان اللبناني التعددي في الوحدة! فالتعددية الثقافية والدينية هي ميزة لبنان ورسالته في محيط يعتمد الأحادية في الدين والرأي والحكم. وها هي بكل أسف دولة إسرائيل التي احتلت أرض فلسطين تعلن نفسها "دولة قومية، وطنا للشعب اليهودي"، فيما الغرب يروج لها دولة ديموقراطية. إن قرار الكنيست يعتبر أيضا أن "القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل"، وأن "اللغة العبرية هي اللغة الرسمية".

وتابع: "هذا القرار مرفوض وغير مقبول لأنه يقصي الديانتين المسيحية والإسلامية، كما يقصي شعبنا المسيحي بكل كنائسه الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية، ويقضي على القضية الفلسطينية ومسار السلام. إن لنا هناك أبرشيات ورعايا ومؤسسات وشعبا. فلا يحق للشعب اليهودي، وللدول التي تدعم قراره، التمادي في الإعتداء والإقصاء. وإنا نوجه النداء الى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإصدار قرار يبطل قرار الكنيست المشين والمنافي للديمقراطية والعولمة وتعايش الأمم والشعوب، ويعيد التأكيد على القرارات الدولية السابقة ذات الشأن". 


وختم الراعي: "أما في لبنان، فلو سلك أصحاب السلطة بحسب نهج التجرد والتفاني، لما كنا وصلنا إلى الأزمات التي تتآكلنا: أزمة تأليف الحكومة التي ينتظر أن تكون على مستوى التحديات الراهنة والإنتظارات، وأزمة الإقتصاد المتراجع؛ والأزمة الاجتماعية، المعيشية والسكنية والتربوية الإستشفائية؛ وأزمة البنى التحتية ولا سيما الماء والكهرباء والطرقات؛ وأزمة الفساد الأخلاقي والسياسي والإداري".

وتساءل: "أليس من المريب، أمام كل هذه الأزمات، أن تكون عقدة تأليف الحكومة الجديدة محصورة بتوزيع الحصص من أجل المغانم والمكاسب؛ بدلا من إيجاد حكومة تضم خبراء تكنوقراط يحققون الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات كما حددها مؤتمر باريس CEDRE، ويوظفون المساعدات المالية الموعودة بين قروض ميسرة وهبات بقيمة أحد عشر مليار ونصف دولار أميركي! ولئن كان هذا الكلام لا يدخل ربما عقول المسؤولين، فإنا نقوله راحة لضميرنا، ومخاطبة لضمائرهم. وهذا هو دور الكنيسة المحرر من كل مصلحة ذاتية". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم