السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تورتة وحاجة ساقعة ومعازيم... حفلات "الخلع" تتزايد في مصر

المصدر: "صيحات"
مروة فتحي
تورتة وحاجة ساقعة ومعازيم... حفلات "الخلع" تتزايد في مصر
تورتة وحاجة ساقعة ومعازيم... حفلات "الخلع" تتزايد في مصر
A+ A-

طلبت مها من بائع الحلويات أن يُحضر لها تورتة كبيرة ويكتب عليها عبارة من كلمتين "حفلة خلع"... عندما سمع البائع هذه العبارة وقف مندهشاً، فقالت له بصوت جهوري مؤكدة عبارتها :"اكتب حفلة خلع". هذا ليس مشهداً سينمائياً أو قصة من وحي الخيال لكنها حدثت بالفعل، إذ انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة في المجتمع المصري وهي احتفال سيدات مصريات بحصولهن على أحكام خلع، هذه الاحتفالات تشبه إلى حد كبير حفلات الزفاف ولها مدعوون أيضاً.  

قررت مهى ف. سيدة مصرية تبلغ من العمر 34 عاماً وتعمل في مجال العلاقات العامة والدعاية أن تخلع زوجها بعد أن طالبته مراراً وتكراراً بأن يطلقها لكنه كان يرفض ويماطل، فكان الخلع هو الحل المثالي حتى وإن كان ثمنه التنازل عن حقوقها الشخصية.

 قالت مهى لـ"النهار:" زواجي لم يدم سوى سبع سنوات فقط وطوال هذه السنوات كنت أتحمل معاملة زوجي السيئة لي من أجل الأبناء لكن بعد أن طفح بي الكيل قررت الانفصال بشكل لا رجعة فيه، حيث كان بخيلا ويضربني ويهينني بأقذع الشتائم، إضافة إلى استيلائه على كل أموالي بحجة أن نعيش في مستوى أفضل وفي المقابل كان ينفق أموالي ويوفر أمواله في البنك، وبعد أن طلبت الطلاق وعدني بأن يتغير لكنه لم يفعل فقررت الانفصال لأن حالتي ساءت كثيرا وعندما رفض الطلاق قمت بخلعه وبعد أن أخذت الحكم في تشرين الثاني من العام الماضي احتفلت ودعوت أصدقائي وكتبت على التورتة "حفلة خلع" ابتهاجا واحتفالا بالحرية".

وأضافت: "المرأة التي تصل إلى حد كره زوجها وعدم قدرتها على العيش معه مرة أخرى يصبح يوم التخلص منه عيداً، وبصراحة كانت فرحتي يوم الخلع أكبر أضعاف أضعاف يوم فرحي، حيث أقمت حفلة في أحد الأندية القريبة من منزلي وأحضرت التورتة والجاتوهات ودعوت أصدقائي والتقطنا الصور التذكارية وكنت سعيدة وأنا أسمع كلمة "ألف مبروك".

وتابعت: "كثير من معارفي وزملائي عندما كانوا يعلمون بحفلة الخلع هذه كانوا يعجبون بالفكرة، وكثير منهم كانوا يرون أن المراة التي تفعل ذلك فهي تتمع بشخصية قوية وقيادية لا يوجد ما يهزمها وقادرة على الوقوف على قدميها وتربية أبنائها بمفردها وهذا ما أقوم به بالفعل لأن طليقي لا ينفق على الأبناء ولا يعرف عنهم أي شيء سوى رؤيتهم ثلاث ساعات مرة كل أسبوع". 

أما سهى ع. التي تقيم في محافظة البحيرة وتعمل مشرفة في إحدى دور الحضانة فتؤكد أنها حصلت على الخلع بعد عامين من رفع الدعوى في المحكمة وبعدها احتفلت بإقامة حفل كبير دعت إليه أصدقاءها وأقاربها وأحضرت تورتة كبيرة كتبت عليها اسم الزوج وفرحتها بخلعه بهدف توصيل رسالة لزوجها السابق أنها بدونه أفضل بعد أن تفنن في تحويل حياتها إلى جحيم لا تطاق.

أوضحت سهى: "بعد الاحتفال والتقاط الصور وضعت الصور على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، البعض شجعني لمعرفته بمعاناتي خلال فترة زواجي حيث كان زوجي السابق وعائلته يعاملونني بشكل سيئ للغاية، ولكن هناك من انتقدني على احتفالي ووصفني بأني ناكرة للفضل وأشّهر بزوجي السابق وعائلته وكأنني ارتكبت جريمة بشعة، ولكني أرى أن كل شخص حر في طريقة فرحه وطريقة التعبير عن هذه الفرحة، فأنا ضحيت كثيراً من أجل زوجي ووقفت بجانبه وساعدته فى تأثيث منزل الزوجية ووافقت على الزواج منه بالرغم من أنه كان متزوجاً ولديه أطفال من زوجته الأولى ولكن كل ما فعلته معه ذهب هباء". 

حفلات الخلع واقع تعيشه بعض السيدات المصريات اللاتي حصلن على أحكام رسمية بالانفصال، وهذه الحفلات ليست نوعاً من المباهاة بقدر ما أنها تعبر عن فرحة حقيقية تعيشها المرأة التي حصلت على حكم بالانفصال الرسمي أنقذها من العيش مع زوج لا يمكن معاشرته، فتدعو الأصدقاء والأقارب وتوزع الحلوى والمشروبات كإعلان لبداية حياة جيدة خالية من الهم والغم ومليئة بالمسؤوليات والتحديات لأن الرجل المخلوع لن يسكت وحتماً سيفكر فى الانتقام على طرقته الخاصة والتي تكون في الغالب عدم الإنفاق على الأبناء وترك الشيلة على الأم المكلومة.

يشار إلى أن قانون الخلع في مصر صدر لأول مرة في مطلع عام 2000 كأحد أسباب الطلاق الصادر بها حكم نهائي من المحكمة، وفي عام 2008 جاء الخلع فى مقدمة أسباب الطلاق بنسبة 48.5%، وظلت هذه النسبة ترتفع لتصل إلى 66% عام 2010، ثم 67% عام 2012، ثم بلغ أعلى مستوى له عام 2014 بنحو 75%، وبلغ نسبة 70% عام 2016.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم