الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"قف يا أبي فما خلقت كي تنكسر، الطريق ما زال طويلاً والحكاية لم تنتهِ بعد"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"قف يا أبي فما خلقت كي تنكسر، الطريق ما زال طويلاً والحكاية لم تنتهِ بعد"
"قف يا أبي فما خلقت كي تنكسر، الطريق ما زال طويلاً والحكاية لم تنتهِ بعد"
A+ A-

"اتكئ يا والدي على كتفي الصغير حجماً، الكبير تحملاً، اجعل مني قدماً تدوس بها على جراحك لنكمل معا طريقنا، فما زال المشوار طويلاً، لكنه سينتهي، سننهيه سوياً، سنصل إلى حيث نريد، سنكون درساً للجميع بأن الإعاقة تختفي حين نكون موحّدين"... كلمات يمكن قراءتها في صورة اختزلت مسيرة الالم الممزوج بالأمل، نشرها مرهف سلات على صفحته في "فايسبوك" مرفقة بتعليق: "قف يا أبي فما خلقت كي تنكسر الطريق مازال طويلاً والحكاية لم تنتهِ بعد"!

رسائل متعددة

"الطريق في الصورة تعبر عن الزمن، ووعورتها تدل على مصاعب الحياة. اتكاء قدمي المبتورة على كتف ابنتي عائشة (3 سنوات) دليل إلى أنّ الأبناء يكمّلون أهلهم، وهم عونهم وسندهم في الدنيا، وأنا مع وجود ابنتي إلى جانبي لم أعد أشعر بالنقص"، وفق ما قاله مرهف لـ"النهار"، وعن كيفية التقاط الصورة ومكانها، شرح: "في التاسع عشر من الشهر الماضي التقطها كوني أعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي، في مدينتي بنش بريف #ادلب، ثبّت الكاميرا من طريق الترايبود ووضعت اختيار موقت ذاتي لمدة عشر ثوانٍ بمساعدة زوجتي رهف".

اختزال سنوات الحرب

حصدت الصورة تفاعلاً كبيراً من الناشطين الذين تداولوها في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، معبّرين عن فخرهم بابن الثالثة والعشرين ربيعاً، الذي كرّس حياته لإنقاذ الناس، تطوّع بالدفاع المدني السوري، الى أن احتاج في نيسان من العام 2015 الى من ينقذه بعدما توجه برفقة 4 من زملائه في مهمة إطفاء في مكان لا يخلو من الخطر، "تعرضنا لاستهداف مباشر بصاروخ حراري من عناصر النظام السوري، اصبت في قدمي، استشهد زميلي راغب حمدون على الفور، في حين فقد زميل آخر عينه"، قال مرهف، وأضاف: "تفاجأت بانتشار الصورة الى هذه الدرجة الكبيرة، حيث رأى فيها غالبية السوريين اختزالاً لسنوات الحرب السبع التي مرّت، تعاطف الغالبية مع حالتي، الا أنه في المقلب الآخر تعرضت للشتم من بعض مؤيدي النظام السوري الذين تمنوا ان تبتر رقبتي، مع العلم أني لم أحمل السلاح يوماً، بل على العكس أحمل الجثث المدفونة تحت ركام الموت، واخاطر بنفسي لإسعاف المصابين".

ويبقى الأمل

بتر الصاروخ قدم مرهف، لكنه لم يبتر عزيمته في مساعدة الغير، فعاد من جديد لإكمال مسيرته الإنسانية بعدما تمكن من تركيب طرف اصطناعي... فالأمل شعاره في الحياة، وقال: "أتمنى ممن أصيبوا بإعاقة جراء الحرب السورية ألا ييأسوا، فلينهضوا ويتغلبوا على كل العثرات، فما خلقوا كي ينكسروا" وعن طموحه، أجاب: "ان اعيش حياة كريمة مع ابنتي وزوجتي والمولود القادم، وأن يفتح لي المجال لاحتراف التصوير الفوتوغرافي لأنه عشقي منذ الصغر".

جسدت عائشة مقولة "إذا كانَ الابنُ يحملُ اسم ابيه، فإن البنت تحمل أباها نفسه"، ومع هذا يأمل مرهف أن تكون طفلته ومولوده الذي ينتظره عكّازه في الحياة، يستند عليهما حين تخور قواه...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم