اقتراح اجتماع رئاسي لبناني - سوري على الحدود على غرار شهاب - عبد الناصر

تأخّر لبنان الرسمي كثيرا، وخصوصا في عهد الرئيس ميشال عون، عن وضع خطة تواصل علني مع الرئاسة والحكومة السوريتين. صحيح أن هناك اتصالات دائمة غير معلنة بين الرئيسين عون وبشار الأسد، غير أن الحاجة الوطنية اللبنانية لتحويل هذا التواصل إلى برنامج تنسيق معلن حول عدد من القضايا العملية وعلى رأسها قضية النازحين السوريين هي أكثر من ملحة. من الأساس، منذ سنوات الحرب السورية الأولى كانت طريقة المقاطعة اللبنانية الرسمية للدولة السورية تعني انخراطا لبنانيا في الحرب الأهلية السورية. نظرية النأي بالنفس جاءت لاحقا، وهي على صحتها، لم تتحول إلى سياسة كان من المفتَرَض أن يكون وجْهاها مترابطَيْن:النأي بالنفس كدولة عن الصراع السوري ومعه التواصل السياسي بين الدولتين اللبنانية والسورية. الذي حصل أن "تيار المستقبل" و"حزب الله" دخلا هذه الحرب السورية، كل منهما على طريقته منذ اللحظة الأولى ومعهما القوى اللبنانية المعلنة وغير المعلنة بكل انحيازاتها الإقليمية والدولية، وتعطلت معهما لغة التواصل الرسمي التي صار عنوانها البديل والوحيد دور المدير العام للأمن العام بحجة أنه تواصل على المستوى الوظيفي وليس السياسي وهذا صحيح شكلا وغير صحيح سياسيا في آن معا. لا أناقش هنا المسألة المعقدة المتعلقة بالمشاركات...