ترامب في طريقه إلى قمة هلسنكي يقصف استباقياً الأطلسي وأوروبا

عشية مغادرته واشنطن لبدء جولة اوروبية يشارك خلالها في قمة حلف شمال الاطلسي في بروكسيل، وبعدها في قمته الرسمية الاولى والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، جدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب هجماته على دول الحلف.  اتهم ترامب الدول الأعضاء في الحلف بانها لا تزال متقاعسة عن انفاق ما قيمته 2 في المئة من ناتجها القومي على موازناتها العسكرية، وربط التوتر في شأن الحلف وما يعتبره العجز التجاري لمصلحة الاتحاد الاوروبي، والذي دفعه الى فرض رسوم حماية تجارية على الحلفاء والتهديد بفرض رسوم جديدة، في ما يمكن اعتباره تهديداً لمجمل العلاقة الاميركية التقليدية مع القارة الاوروبية وما يسمى النظام الليبرالي العالمي الذي أسسته الولايات المتحدة وحلفاؤها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية. وثمة تخوف أوروبي عميق وحقيقي من ان يفجرّ ترامب القمة الاطلسية، عشية لقائه بوتين، كما فجر قمة الدول الصناعية السبع الكبرى التي انعقدت في كندا في حزيران الماضي عشية لقائه الاول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون في سنغافورة. كما أن ثمة شكوكاً في ان يستخدم ترامب مسألة الانفاق العسكري لدول الحلف ذريعة لاضعافه وتهميشه.وليس من المبالغة القول إن هجمات ترامب المستمرة على المؤسسات الغربية مثل حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، واستخفافه العلني بزعماء الحلف أمثال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وتحديداً هجماته اللاذعة والشخصية على المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، تعكس اصراره على الانسحاب من العمل الجماعي الغربي، ونبذ المؤسسات الغربية التقليدية، والعمل على المستوى الدولي بشكل منفرد انطلاقاً من مفهومه الانعزالي الذي يلخصه بكلمتين: "أميركا...