الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أتاتورك -أردوغان: الأصل والظل

سليم نصار
Bookmark
أتاتورك -أردوغان: الأصل والظل
أتاتورك -أردوغان: الأصل والظل
A+ A-
هل يستطيع رجب طيب اردوغان تغيير نظرة "جانوس" بحيث يتطلع الى شرقي تركيا وشمالها، بدلاً من التطلع نحو بلغاريا ودول الاتحاد الاوروبي؟ هذا هو السؤال الذي طرحته وسائل الإعلام التركية عقب إعلان فوز زعيم "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في انتخابات حزيران (يونيو) الماضي. و"جانوس" حسب الأساطير الرومانية هو إله الأبواب والبدايات، لذلك صنع له الأقدمون تمثالاً له وجهان، يطل واحدهما على الشرق والآخر على الغرب. ويقول المؤرخون إن التمثال كان مثبتاً قبل مئات السنين غربي مدينة اسطنبول على مضيق البوسفور.الدافع الأول والأخير لطرح هذا السؤال الطريف يعود الى القلق المتنامي لدى الشعب التركي منذ وصول اردوغان الى السلطة قبل خمس عشرة سنة. وهو قلق متواصل حوّله زعيم "حزب العدالة والتنمية" الى خوف جماعي، نتيجة سياسته المتقلبة وإصراره على الدخول في عضوية الاتحاد الاوروبي. والملفت أن إصراره على تحقيق هذا الحلم كان يقابَل دائماً بوضع شروط تعجيزية من قبل حكّام دول الاتحاد. وبين أبرز تلك الشروط كانت القضايا المتعلقة بحرية الصحافة، وانتهاج أسلوب دكتاتوري يسمح للرئيس باحتكار السلطة والتغاضي عن فساد أنصاره ومحازبيه.وتقدم المعارضة أمثلة مختلفة على مخالفات اردوغان، أهمها بناء قصر الرئاسة المؤلف من ألف غرفة تتسع لكل أعضاء الحكومة والموظفين التابعين للوزارات. وقد شيّد فوق رقعة من الأرض تبلغ مساحتها أكثر من مئتي ألف متر مربع. في حين سكن رؤساء الجمهورية السابقون في مقر متواضع يرتفع فوق منطقة "تشانكايا."أنصار اردوغان لا يعتبرون هذا الإسراف بذخاً يستوجب الانتقاد والاعتراض. وهم يؤكدون أن الضخامة وجدت أصلاً من أجل راحة طاقم الرئاسة وموظفي نظام الحكم الجديد. ويأتي في الطليعة فريق المستشارين الموزعين على تسع هيئات تهتم كل واحدة منها بحقل اختصاصها. وعلى سبيل المثال، هناك هيئة للعلوم والفنون، وأخرى للصحة والنظافة، وثالثة للاقتصاد والتجارة، مع كل ما يتفرع عنها من مكاتب مرتبطة مباشرة بمكتب الرئيس. ويتردد في أنقرة أن أردوغان مهتم بتطوير مكاتب التكنولوجيا والاستثمارات الخارجية، خصوصاً بعدما صُمِّم مطار اسطنبول الجديد لاستقبال تسعين مليون راكب في السنة الأولى. ويقول المهندسون إن تصنيفه يأتي في طليعة مطارات العالم، إن كان من حيث الحجم (تبلغ مساحته 68 مليون متر مربع) أم من حيث القدرة على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم