الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحكومة تنتظر العودة من الخارج

هدى شديد
الحكومة تنتظر العودة من الخارج
الحكومة تنتظر العودة من الخارج
A+ A-

رغم كل التعقيدات الحكومية التي برزت في الساعات الاخيرة، ورغم جمود محركات التأليف عند العقد المعروفة، يشير المطلعون الى ان الساعات المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة لجملة اتصالات ولقاءات على علاقة بعملية التأليف بعدما مهّد لها كل طرف بتحصين مواقعه الدفاعية، في معركة إثبات وجود وحجم. وتأتي هذه الاندفاعة المتجددة قبل سفر الرئيس المكلف سعد الحريري في رحلة عائلية لأيام عدة وبعده. ويأتي في طليعة حركته لقاءان يعقدهما هذا الأحد مع كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي يلبي دعوته الى عشاء في بيت الوسط. 

وفي استرجاع سريع للمواقف التصعيدية التي شهدتها الساعات الاخيرة، بدءاً من البيان الرئاسي الذي ثبّت فيه رئيس الجمهورية ميشال عون ما له من صلاحيات وحقوق مكتسبة، جاءت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا لتؤكد الحرص على تحصين التسوية الرئاسية التي انطلقت مع العهد، وعلى التعاون والتنسيق الكامليْن مع الرئيس ميشال عون. وصحيح انه لم يحمل جديداً في عملية التأليف الا انه حصّن موقعه كرئيس مكلّف بأن حدّد قواعد لتشكيلته الحكومية بفريق يُؤْمِن التوافق الوطني مترافقاً مع انسجام يراه اساسياً بين مكونات هذا الفريق.

بدورها، حملت اطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله تمسكاً بمطالب ابرزها اعتماد المعيار الواحد باحترام نتائج الانتخابات النيابية، وبتمثيل السريان والعلويين، و"كل من يحق له أن يتمثل"، وحتى بزيادة حجم وزراء فريقه الذي يرى ضرورة تمثيله بأكثر من 6 وزراء. الا ان المطلعين يلفتون الى اللهجة الهادئة التي طبعت الخطاب حكومياً وتأكيده ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وعدم انتظار التطورات الإقليمية

ويشير المطلعون على حركة الاتصالات الحكومية أيضاً الى زيارة مرتقبة لرئيس حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس الجمهورية الأسبوع الطالع لإعادة التواصل المباشر والحوار الإيجابي لإعادة تحصين "تفاهم معراب"، وذلك رغم الموقف الأخير الذي أطلقه جعجع واعتُبر تصعيدياً بتمييزه بين "تفاهم معراب" وحلف "أوعا خيّك" وما عدّده في هذا السياق عن "أوعا سيادة الدولة" و"أوعا مصالح الناس"، و"أوعا الهدر" و"أوعا الفساد" و"أوعا لقمة عيش الفقراء". الا انه حرص كذلك على التوضيح أن معارضة "القوات" إنما كانت للهدر والفساد والصفقات المشبوهة ولم تكن موجّهة ضدّ وزير بعينه أو فئة سياسيّة بحدّ ذاتها، وإنّما ضدّ منظومة قائمة...".

وفق المصادر ان تحصين المواقع من قبل كل فريق لا يعني تأزماً او قطع طرق الحوار الحكومي، والدليل ان اللقاء الذي استضافه الرئيس الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط ، أعطي طابع التشاوري، وكان الهدف الواضح منه تحصين موقع الرئيس المكلّف داخل طائفته، بالتأكيد على صلاحياته "في مهمته لتأليف الحكومة وما يلي التأليف من مسؤوليات"، وفق ما جاء في البيان الذي أعقب هذا الاجتماع.

وفق المصادر المطلعة، ان زيارة الوزير غطاس خوري الى بعبدا كان الهدف منها اطلاع رئيس الجمهورية على حركة الاتصالات التي يتابعها الرئيس الحريري، والمبادرات التي يعمل على تسويقها في لقاءاته عشية سفره ويستأنفها بعد عودته. بحيث يتواصل مع كل الأطراف لتقريب وجهات النظر لاسيما بين المعنيين بعقدتيْ التمثيل المسيحي والدرزي.

صحيح ان مشهد مسار التأليف الحكومي ما زال قاتماً وملبداً، الا ان المطلعين على حركة الرئيس الحريري ينقلون عنه اطمئنانه الى ان الأمور في طريقها الى الحلحلة خلال ايّام، وانه سيلاقي بعد عودته من سفره الرئيس بري لتذليل آخر العقبات المتعلقة بتمثيل فريق الثامن من آذار ،واعداً بتقديم تشكيلته الوزارية قريباً وخلال ايّام، اذ ان غيابه عن البلد لا يعني ان محركات التأليف ستتوقف.

يبقى ان كل هذه التحصينات والتسهيلات الداخلية تكون قابلة للتحوّل الى مشروع تسوية حكومية في اي لحظة الا اذا كان هناك ضوء اصفر خارجي لم يعرف بعد اذا كان سيتحول اخضر أم احمر .

[email protected]

Twitter: @HodaChedid



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم