الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إنسحاب ترامب من الاتفاق النووي يقوّض حكم المعتدلين في ايران

إنسحاب ترامب من الاتفاق النووي يقوّض حكم المعتدلين في ايران
إنسحاب ترامب من الاتفاق النووي يقوّض حكم المعتدلين في ايران
A+ A-


عن تأثير الإنسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع ايران على حكم المعتدلين في هذا البلد، كتب موقع صحيفة "ذا ناشيونال إنترست" الأميركية، أن الرئيس دونالد ترامب اعتبر في خطاب الإعلان عن الإنسحاب من الاتفاق النووي، أن قراره يخدم آمال الشعب الإيراني في العيش بسلام وإزدهار. وقال ما حرفيته:"إن مستقبل إيران يخص شعبها. إنهم ورثة ثقافة غنية وأرض قديمة، ويستحقون أمة تكون عادلة مع احلامهم".  

وأضافت أنه على رغم ذلك، فإن نظرة فاحصة على تداعيات قرار الرئيس، تقدم نتيجة مختلفة تماماً لـ"دولة إيران التي تفتخر بنفسها"، وان قرار ترامب في الواقع دفع إيران إلى مزيد من الإستبداد - محلياً وجيوسياسياً - وقت يحطم آمال الإيرانيين في الحصول على مستقبل.

وأوضحت أنه من الناحية الاقتصادية، ستقوّي إعادة فرض العقوبات الأميركية التي تستهدف النظام المالي الإيراني ومبيعات النفط، شأن المتشددين في طهران. ولاحظت أنه عندما تصير القنوات الشرعية للتجارة غير قانونية مجدداً، سيزدهر اقتصاد الظل في إيران كما حصل لدى فرض الرئيسين جورج بوش ثم باراك أوباما نظام "العقوبات المشلة". ويُعتقد أن الكيانات شبه الحكومية التابعة للحرس الثوري الإيراني والتكتلات التي تعمل تحت إسم المؤسسات الدينية تسيطر على غالبية الإقتصاد الإيراني.

وحذرت من أن "هذه الشركات والمؤسسات ستكون قادرة على استخدام قنواتها السوداء والأساليب السرية لاستيراد السلع المطلوبة. ونتيجة لذلك ستعمد مجموعات السوق السوداء إلى استخراج أرباح فاحشة من الإيرانيين العاديين نتيجة الأسعار المرتفعة. أضف أن مثل هذه السلع المهربة والتلاعب بالأسعار ستدفع القطاع الخاص الناشئ إلى الوراء. وهذا أمر سيئ لأنه كان يمثل تحديداً، إمكاناً لوجود قطاع مصرفي يتسم بالشفافية على نحوٍ متزايد، عقب الإتفاقات التي وقعتها إدارة الرئيس حسن روحاني مع أوروبا، بما يشكل شوكة في جانب الهيمنة السياسية - الإقتصادية لتلك الكيانات". وخلصت الى أنه "صحيح أن هذه الكيانات شبه الحكومية وكيانات الدولة قد استفادت على نحو شبه حصري من الأرباح الإقتصادية التي توصل إليها الإتفاق الإيراني. وعلى سبيل المثال، كانت هناك إعادة لمليارات من الأصول المجمدة التي ملأت خزائن طهران وقد استثمرت في سياساتها الإقليمية التوسعية. ومع ذلك، بما أن الكثير من هذه الأموال قد انفق، فإن بعض المتشددين يعتقد أنه لم تعد ثمة فائدة للبقاء في الاتفاق".

وأعربت عن اعتقادها أنه "من الناحية السياسية، أهان الإنسحاب الأميركي إدارة روحاني. والآن، يندد المتشددون الإيرانيون المرتبطون بالحرس الثوري ومرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بما يسمونه سذاجة إدارة روحاني وفشلها المطلق في استخلاص الفوائد المرجوة من الاتفاق". على أن "الأهم من ذلك هو أن تفويض ترامب الاتفاق النووي أدى إلى إهدار الوقت الذي تمس الحاجة إليه لدى الجماعات الإيرانية المعارضة للجمهورية الإسلامية كي تنظم نفسها عقب الإنتفاضة. وتشمل المعارضة الداخلية الإيرانية الطبقة الوسطى التي تطالب بالديموقراطية والطبقة الدنيا التي تطالب بالعدالة الإجتماعية. ولم تتمكن مجموعات المعارضة المحلية ولا المعارضة المنفية من التغلب على انقساماتها وصوغ برنامج أو بيان مشترك للعمل السياسي. لقد قتل ترامب الفرصة التاريخية بالنسبة إليهم. وهكذا تسبب تحرك ترامب بضرر لتطلعات الإيرانيين على كل الجبهات التي يمكن تخيلها. ونتيجة لذلك، من المرجح أن يزداد البؤس الإجتماعي والإقتصادي والسياسي، بينما تقترب إيران من نظام حكم عسكري". 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم