"لنكسر الحواجز... لنبني المستقبل" غداً في المؤتمر الاقليمي الثاني للحد من أخطار المخدرات

تظهر الدراسات عن استخدام المخدرات أنّ الحشيش هو المخدر الأكثر شيوعاً الذي يتعاطاه الأشخاص البالغون في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ويبلغ عدد مستخدمي المخدرات بالحقن، وخصوصاً بين الأشخاص من 15 الى 64 عاماً، حوالى 570,000 شخص في 20 بلداً في المنطقة، اما النسبة الأعلى ففي إيران وباكستان ومصر.

في موازاة ذلك، تستمرّ معدلات فيروس نقص المناعة البشري بالزيادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أما الاسباب الرئيسية لها فهي الجنس غير الآمن (بشكل رئيسي بين الرجال) واستخدام المخدرات بالحقن. اذ انه من أصل 2790 إصابة محدّدة جديدة لفيروس نقص المناعة البشري - الإيدز بطرق الانتقال المعروفة المبلّغ عنها في 15 بلداً في العام 2010، كان نصفهم من مستخدمي المخدرات بالحقن. كما تظهر الدراسات أنّ باكستان تضمّ أعلى نسبة انتشار لفيروس نقص المناعة البشري بين الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات بالحقن تليها إيران وست دول أخرى (انتشار بنسبة تفوق 5%) على الأقل في أجزاء من البلد، هي أفغانستان والجزائر ومصر والمغرب وعُمان والمملكة العربيّة السعوديّة. أما في البحرين فتراوح النسبة بين 1% و5%، وأقل من 1% في خمسة بلدان أخرى هي الأردن والكويت ولبنان وفلسطين وسوريا.

منصة تفاعل
"لنكسر الحواجز... لنبني المستقبل"، تحت هذا الشعار يبدأ غداً "المؤتمر الاقليمي الثاني للحد من أخطار استخدام المخدرات" على مدى خمسة أيام ويستمر لغاية 15 تشرين الثاني في فندق ميتروبوليتان في سن الفيل.
المؤتمر من تنظيم "الشبكة الاقليمية للحد من اخطار استخدام المخدرات" MENAHRA ويحضره ممثلون لجمعيات مدنية وحكومية من نحو 20 دولة عربية وشمال افريقية (تنضوي في شبكة "مينارة")، الى ممثلين عن منظمات دولية داعمة للقضايا الصحية والانسانية في العالم وتحديداً في المنطقة العربية. في هذا الاطار، يقول المدير التنفيذي لـ"مينارة" إيلي أعرج لـ"النهار" ان الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر، اضافة الى رفع الصوت والحد من اخطار استخدام المخدرات، "تبادل الخبرات بين المشاركين من كل دول المنطقة، وخلق منصة للتفاعل بين عاملين ميدانيين ورجال دين وشرطة وأصحاب قرار وبرلمانيين الى مدمنين ومدمنين سابقين ليتشارك الجميع في السياسة البديلة التي يجب اعتمادها للحد من ااخطار استخدام المخدرات". علماً ان الجمعية ساهمت في تنظيم المؤتمر الدولي مع الجمعية العالمية للحد من أخطار استخدام المخدرات الذي عقد العام الفائت في لبنان.

البرنامج

المؤتمر حافل بالنشاطات واللقاءات وسيعالج مشكلات الادمان واللاجئين ويتطرق الى العلاجات، ويبدأ غداً بزيارة عند العاشرة والنصف صباحاً الى سجن رومية، قسم محكومي المخدرات والخاضعين لبرنامج اعادة التاهيل، اذ سيعرض فيلم توعوي عن اخطار استخدام المخدرات وايجاد البديل، يليه حوار مع مساجين محكومين بتعاطي المخدرات، وذلك بالتنسيق مع جمعية عدل ورحمة، وبرعاية وزير الداخلية.
أما يوم الثلثاء 12 تشرين الثاني فيعقد ظهراً اجتماع للمانحين الدوليين الذي يدعمون القضايا الصحية والانسانية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. تكمن اهمية هذا الحدث في النجاح في استقطاب جهات دولية الى لبنان رغم كل الظروف الامنية والسياسية الصعبة في لبنان والمنطقة. ثم في الرابعة بعد الظهر من اليوم عينه، تعقد جلسة الافتتاح، برعاية وزير الصحة علي حسن خليل وحضوره الى ممثلي المنظمات الدولية، وسيتضمن شهادة لمدمنة سابقة عولجت من ادمانها عبر المسرح.
جلسات المؤتمر تبدأ الاربعاء بـ13 تشرين الثاني، ابرز عناوينها: "القادة الدينيون والحد من الأخطار" يشارك فيها رجال دين من تونس المغرب مصر وسوريا، "القانون والمخدرات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا"، "حقوق الانسان في اطار الحد من استخدام المخدرات"، "اللاجئون وأخطار المخدرات"، "اطلاق التقرير الذي يتحدث عن آخر الاحصاءات عن الشرق الاوسط وشمال افريقيا"، "علاج المخدرات بالدواء البديل"، وخصوصاً ان هناك خبراء من بلدان كإيران وافغانستان سيعرضون تجربتهم في هذا الاطار، الى حلقات حوارية جانبية يتبادل فيها المشاركون من عدد من البلدان خبراتهم في مجال الخضوع لبرامج الحد من أخطار المخدرات والتوعية من آثارها وسلبياتها.
وبالتوازي مع الجلسات النقاشية، ستعرض يوم الخميس 14 تشرين الثاني أفلاماً وثائقية، معظمها قصص واقعية تحاكي مشكلات متعاطي المخدرات من كل انحاء العالم. وسيتم تسليط الضوء على فيلم "بن" الذي يعرض حالة شاب دمّرته المخدرات (الثانية بعد الظهر)، في حضور والدة الشاب التي ستحضر خصيصاً من لندن لتروي تجربتها مع ابنها وتبعث رسالة توعية الى الشباب.
أما اليوم الأخير فسيكون ختام المؤتمر ورفع التوصيات والنتائج.