المونديال... واهدافه الخفية!

على امتداد شهر ونيف كان هذا العالم مجرد ملعب لكرة القدم. لم يكن الصراخ يرتفع من الملاعب الفرنسية فحسب، ربما كان في وسع الكواكب المجاورة ان تستمع الى صراخ بني البشر في ليالي القارات الخمس، حيث تبيّن ان المونديال لم يتقاذف الكرات فحسب بل تقاذف قلوب الناس، وان اعصاب الملايين كانت هي ايضاً نوعاً من العشب الذي دارت فوقه المباريات. اليوم يستيقظ العالم، على بعض من الكدر والحزن العبثي، فلقد انتهى الاحتفال الكبير الرائع كما تنتهي الاحلام الجميلة، وبات على الذين ادمنوا هذا النوع من التشويق المثير ان ينتظروا اربع سنوات اخرى. اذاً، الى اللقاء سنة 2002. على ان مسيرة المونديال التي استأثرت بتلابيب مليارات البشر على امتداد الاسابيع الماضية، تركت استخلاصات وملامح ودروساً كثيرة تتجاوز الرياضة لتتصل بشؤون الامم والمشاعر الانسانية عموماً ومنها: ولاً: ان المونديال قدم نموذجاً مثيراً عن العولمة. ربما كان الوجه الحسن الوحيد لهذه العولمة، على الاقل لأن اللعبة تدور تحت الاضواء الكاشفة وعلى مرأى من مئات الملايين، بينما "الألعاب" الاخرى بين الدول والشعوب تدور بعيداً عن الاضواء والعيون حيث يمكن دائماً تسويق الخديعة والاستغلال والوحشية. والتنافس في المونديال اكثر شفافية واكثر عدالة فالانتصار اقرب الى الجدارة والهزيمة اقرب الى الاستحقاق،...