الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل سيوقف إجتماع جنيف العد العكسي لصناعة القنبلة النووية الايرانية؟\r\n

المصدر: باريس - "النهار"
سمير تويني
A+ A-

تشكل المحادثات حول النووي الايراني عملية ديبلوماسية دقيقة وبالغة التعقيد لأن هدفها منع استمرار الصراع بين ايران والدول الغربية، واحترام مواقف المتشددين من الطرفين. وفي السياق يجب ان تزان كل كلمة وكل خطوة، ليجازف الطرفان بحل تفواضي يؤدي الى اتفاق لا جدل فيه يزيل هواجس المجتمع الدولي بالنسبة لطبيعة البرنامج النووي الايراني.


للتوصل الى نتيجة مرضية، يجب على الطرفين تحقيق الترتيبات ضمن خطة على مرحلتين على ما يبدو. المرحلة الاولى تحتم القيام بخطوات متبادلة لبناء الثقة وابداء النوايا الحسنة، وتترجم بتجميد تخصيب اليورانيوم من قبل طهران، وفي المقابل تقوم القوى الغربية بتخفيف العقوبات الدولية، في موازاة رسم خريطة طريق للمفاوضات. ويعتبر هذا التحدي الهدف الاساسي للقاء جنيف بهدف وقف العد العكسي لصناعة القنبلة النووية الايرانية والسماح للمفاوضين باكمال مهامهم في المرحلة الثانية من اجل التوصل الى حل شامل ونهائي لازمة النووي الايراني مقابل رفع العقوبات الدولية التي تلقي بثقلها على اقتصاد طهران.


ورغم مشاركة اوروبا والصين وروسيا على طاولة المفاوضات، فان المفاوضات الفعلية تدور بين طهران وواشنطن. وقد يكون التوصل الى اتفاق اليوم في متناول اليد لكنه يحتاج الى مزيد من الشفافية بين فريق المتشددين في ايران الذين يجب ان يرفض بوضوح السباق على التسلح في الشرق الاوسط.
من هنا، فان الحذر سيد الموقف لدى الطرفين وعندما تنتهي المفاوضات في جنيف بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) والمانيا، سيعود الى الطرفين الاميركي والايراني اقناع المتطرفين في كلا البلدين. وهذه العملية غير مضمونة النتائج.
فيما يعلن الوفد الايراني عن تفاؤله في التوصل الى اتفاق دون الدخول في تفاصيل الصفقة او الحل الذي ما زال سريا، يقول المفاوض الايراني عباس عراقجي "ان التوصل الى اتفاق في متناول اليد بعد ان وافق الطرف الاخر على الاطار الذي اقترحه المفاوض الايراني اي سياسة الخطوة الاولى والخطوات المرحلية حتى الخطوة الاخيرة"، غير ان الخلافات لا تزال قائمة حتى في المعسكر الواحد. ويذكر ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صرح بانه " لم يؤخذ بالكامل القلق الامني في اسرائيل والمنطقة، ووجود نقاط غير مرضية رغم الموافقة على نص مبدئي".


فهل يمكن التوصل الى حل وسطي يرضي المفاوضين ولا يثير ريبة المتشددين بعد انتقال وزراء الخارجية الى جنيف لمساندة مفاوضيهم كوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠ بالمئة وتحويل المخزون منه الى وقود نووي لمفاعل طهران وتجميد العمل في مفاعل "اراك"، وفي المقابل تعليق العمل بالعقوبات الغربية. وهل التوصل الى ذلك سيؤدي الى اتفاق نهائي خلال الاشهر القادمة، وهل سيكون متاحا للاسرة الدولية بواسطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التأكد من ان البرنامج النووي العسكري قد توقف نهائيا في طهران؟


التلاقي لن يكون سهلاً، فايران تعتبر من جهة ان التخصيب خط احمر، والمفاوضون الدوليون يريدون براهين عملية وعلمية ان ايران تخلت عن صناعة القنبلة النووية، من جهة اخرى. العقبات كثيرة والغرب ينتظر من ايران تنازلات فيما اسرائيل تعارض بشدة اي اتفاق معتبرة ان اي اتفاق مع ايران "خطأ تاريخي" لانه يسمح لايران بالاحتفاظ بقدرتهاعلى صناعة سلاح نووي. وتتقاسم اسرائيل هذه المخاوف مع الكونغرس الاميركي الذي يرفض اي شكل من اشكال الاستسلام الاميركي مع العلم انه صاحب القرار برفع او عدم رفع العقوبات. ويجوز هنا السؤال ايضا اذا كان المجلس الايراني سيوافق على البروتكول الاضافي الذي يسمح باجراء عمليات تفتيش مفاجئة؟


الاتصالات بين ايران والعواصم الغربية لا تزال في مرحلتها الاولى، والتقدم في المفاوضات يحتاج الى تنازلات من الطرفين. فما هي ملامح الاتفاق الجزئي المنتظر واي تنازلات ستقدم لا سيما من المتشددين؟!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم