السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تذكارات ومعروضات في منازلنا.. ما رأيكم في التعرف الى قصصها؟

المصدر: "النهار"
آية يونس
A+ A-

يحتاج المنزل الى لمسات رقيقة كي يكون متجدداً دائما، فتسعى السيّدة الى اختيار التحف واللوحات والأكسسوارات والأغراض الصغيرة للعرض التي تتناسب مع الوان الأثاث، والتي تستطيع شراءها كل فترة عكس المفروشات الباهظة الثمن والتي تبقى لسنوات كثيرة من دون تغيير. فالتجديد الصغير يعيد "انعاش" المنزل من جديد ويكسر الروتين النظري ليشعر اهل البيت بالراحة النفسية كلّ فترة.


كثيراً ما يشتري لنا الأقارب والأصدقاء خلال اسفارهم "التذكارات" من البلد الذي يزورونه، فنضع الهدية في الزاوية المخصصة لتلك الأغراض او على طاولة "للعرض" ليتبين لنا بعد فترة ونرى في الأسواق السياحية القديمة الغرض نفسه وكأنه من تراثنا اللبناني، و"بتضيع الطاسة"، تحف واكسسوارات زينة وتذكارات لا هويّة لها . تقول السيدة سونيا عقيقي"لا يهمّ، طالما الألوان تتناسب مع الوان الفرش". وتجيب برناديت حويّك" انا اعرف ان تمثال الحرية من اميركا وبرج ايفل من فرنسا والأهرام من مصر، ففي لبنان ما زلنا نختلف على كتاب التاريخ فهل علينا معرفة تاريخ الاخرين؟"
التذكارات التي تعرض لم يكن هذا الغرض منها، ولم تأت فكرة اختراعها تلبية فقط لحاجة الزينة والديكور، فهي بالتأكيد تجسّد تاريخا وثقافة وافكار شعوب وطريقة عيشهم . هي "مشغولات" نجدها في عدد كبير من المنازل ولا نعرف ماهيّتها وهويتها. فما رأيكم بالتعرف الى قصة هذه التذكارات والمعروضات الشهيرة وفقا للمراجع المختصة؟


دمى الماتريوشكا


عبارة عن دمية خشبية في داخلها دمى اقل حجما من الكبيرة الى الصغيرة. وقد يكون عددها 3 أو 5 أو 7 أو أكثر من ذلك. تشتق تسمية الماتريوشكا عن اسم ماتريونا النسائي اي "أم عائلة". صنعت في تسعينات القرن التاسع عشر في روسيا على يد فازيلي زفيوزدوشكين وزخرفها الفنان سيرغي ماليوتين.
ترسم على الدمية الخشبية عادة امرأة بأزياء الملابس القومية الروسية تحمل بيدها الورود أو سلة أو خبزا. الا ان شكلها بات يتنوع في الوقت الحاضر،فيحل مكان الإمراة رجال سياسة او شخصيات اسطورية.


يقال أن الماتريوشكا من اصل ياباني، وفي المعلومات التاريخية انها جاءت من فكرة صناعة الروس للبيض الخشبي القابل للانفصال، وهو تذكار يكثر عرضه عشية عيد الفصح المجيد.
عام 1900 عرضت الماتريوشكا في معرض باريس الدولي وحصلت على الميدالية البرونزية. فانتشرت بعد ذلك صناعتها في أنحاء مختلفة من روسيا. وفي عام 1922 ظهرت في الاسواق أول ماتريوشكا من مصنع " نقوش سيميونفسك " والتي صار العالم يعرفها جيدا. وشهد معرض طوكيو عام 1970 عرض اكبر ماتريوشكا من 72 قطعة.


القرود الثلاثة الحكيمة


"لا أرى شرًا لا أسمع شرًا لا أتكلم شرًا" هذا هو المبدأ الذي تمثله القرود الثلاثة. القرد الأول يدعى ميزارو وهو الذي يغطي عينيه (لا أرى شراً) والثاني كيكازارو ويغطي اذنيه (لا اسمع شراً) والثالث ايوازارو ويغطي فمه (لا اتكلم شراً). وجدت صورة القرود منقوشة على باب احد المزارات المشهورة في طوكيو في القرن السابع عشر. ويمكن ان نرى احيانا شيزارو القرد الرابع الذي يغطي بطنه أوأعضاءه التناسلية أو ضامًا ذراعيه يُمثل مبدأ "لا افعل شرًا".
المعنى الاساسي لهذه القرود هو "الربط بينها وبين رجاحة العقل والكلام وحسن التصرف".


الأحذية الخشبية


نشأت الاحذية الخشبية في هولندا، كانت تصنع يدوياً ولكنها اليوم ، مع التكنولوجيا الحديثة اصبحت تصنع بكميات كبيرة واشكال صغيرة كرمز للبلاد. ينتعلها اجمالا المزارعون والصناعيون لانها تؤمن حماية كافية لأقدامهم "فمن الملائم المشي في الحقول مع احذية خشبية". يرتدي بعض الاوروبيين "القباقيب" في المناسبات الخاصة للحفاظ على التقاليد حتى يومنا هذا ، فهي "تزين القدمين مع الفساتين الهولندية التقليدية في الرقصات التراثية".


هرّة الحظّ



باللغة اليابانية maneki-neko، "المانكي نيكو" نعني القطة التي تجلب الحظ لصاحبها. ظهرت للمرة الأولى خلال فترة الـ"إيدو" في اليابان.
وهناك اساطير شعبية كثيرة حول أصول "المانكي نيكو" . تحكي واحدة منها عن رجل ثري اختبأ من عاصفة تحت شجرة حيث كان هرّ ينظر اليه وكانه يدعوه للابتعاد عن الشجرة، وعندما تبع الرجل الهرّ، ضرب البرق الشجرة. ولأن القط قد أنقذ حياته ، كان الرجل ممتنا للغاية وصنع تمثالا له بعد وفاته .
ترفع "المانكي" مخالبها اليسرى الى الأعلى ويدل ذلك على حسن الحظ والمال وبعض الاحيان نراها ترفع مخالبها الاثنين وهذا يدلّ على الحماية لمالكها.


المانكي الأكثر شيوعا هي باللون الابيض مع بقع برتقالية وسوداء، ويمكن ان نراها بألوان اخرى ترمز لها رموز مختلفة.


الماسك الفينيسي


الأقنعة سمة من السمات الرئيسية لمهرجان البندقية. تقليديا سمح للناس ارتداء الاقنعة بين مهرجان سانتو ستيفانو ( يوم القديس ستيفن، 26 كانون الاول)، و بداية موسم الكرنفال . و أيضا في الفترة التي تمتد بين 5 تشرين الاول حتى عيد الميلاد ،وبهذا يتمتع الناس في البندقية بفترة تنكرية طويلة من السنة. وواضعو القناع او الـ maskmakers يتمتعون بحقوق وبمكانة خاصة في المجتمع ولديهم نقابة خاصة بهم .
تصنع الاقنعة من الجلود، والخزف أو الزجاج. كانت الأقنعة بسيطة إلى حد ما في التصميم، وغالبا ما كان لها وظيفة رمزية وعملية. في الوقت الحاضر ، يتم صنعها من ورق الذهب و كلها رسمت باليد باستخدام الريش الطبيعي والأحجار الكريمة للتزيين. ويقال ان استخدام الاقنعة بدأ في القرن الثالث عشر. فكان يتنكر كل سكان البندقية بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية.


وكان الأرستقراطيون والمقامرون يرتدون الأقنعة لعدم الكشف عن هويتهم في حال خسروا الكثير من الأموال او في حال ارادوا الخروج عن القانون والقيام بأعمال غير اخلاقية وغير مشروعة.
اما اليوم فيوضع القناع في مهرجان البندقية الذي يحتفل به سنويا في ايطاليا.


التذكارات والأغراض التراثية رسالة من تاريخ البلاد وتراثه عمرها الاف السنوات وقرون. فرحلت الأيام ولم يبق منها سوى هذه القطع المصنوعة يدويا او صناعيا والتي تتنقل من بلد الى اخر تفتش عمن سيشتريها لتأخذ مكانا لها في زاوية منزل، او طاولة مكتب، فينظر اليها المعجبون متسائلين عن هويتها وقصّتها ومدلولاتها التي تفتح مخيلة الناس على عوالم وتواريخ غير تلك التي عرفوها.



[email protected]
Twitter: @ayayounes01

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم