الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان... نسبة التلوث "في هذه الشواطىء والأنهر وصلت إلى 100%"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
لبنان... نسبة التلوث "في هذه الشواطىء والأنهر وصلت إلى 100%"
لبنان... نسبة التلوث "في هذه الشواطىء والأنهر وصلت إلى 100%"
A+ A-

تظهر نتائج الدراسة التي تعدها مصلحة الأبحاث الزراعية، ان مياه لبنان بمعظمها ملوثة بنسب متفاوتة، تلوثاً جرثومياً وكيميائياً وبالمعادن الثقيلة. و"وصلت نسبة التلوث في بعض الشواطىء لا سيما الصناعية وذات الكثافة السكانية الى نسبة 100%، ومنها بيروت وعكار وبعض مناطق الجبل والبقاع"، وفق النتائج المذكورة. 

وترتكز هذه الخلاصة على مسح لنوعية المياه في مختلف المناطق اللبنانية، ويقول رئيس مصلحة الأبحاث الزراعية ميشال افرام أن "ليس هناك شاطئاً غير ملوث ولكن تتفاوت نسب التلوث بين منطقة وأخرى. نعاني مشكلة حقيقية وخطيرة، ذلك ان التغيير المناخي وزيادة مفعول التلوث وانخفاض هطول الأمطار أدت الى تفاقم الواقع البيئي والجرثومي. وقد كشفت الفحوص وجود ملوثات كيميائية وجرثومية ومعادن ثقيلة ومنها الزئبق في مختلف الشواطىء وحتى الأنهار والينابيع، ويعود ارتفاع نسبة الزئبق في بعض الأنهار الى صب مجارير الساحل والجبال في البحر وعدم معالجة مشكلة النفايات بطريقة صحيحة".


الصور الآتية تمثل نتائح فحوص الأنهر لعام 2018:


وفق افرام "يطال التلوث مختلف الأنهار والشواطىء وأهمها نهر الكلب وانطلياس وبيروت والليطاني والبردوني والغزيل حيث سجلت نسبة تلوث مرتفعة نتيجة مياه المجارير. كما يحتوي بحر ضبيه وجونيه الى جراثيم وأهمها E-Coli. كما تضم بعضها تلوثاً في المجارير والنفايات ومنها شاطىء صيدا وطرابلس. وقد اكتشفنا في السنة الماضية ان قعر البحر في صيدا يحتوي على نفايات مستشفيات تمّ رميها دون علم أحد". 

أخطر من المجارير

ويقول رئيس مصلحة الأبحاث الزراعية أن "نتيجة عصارة النفايات وعدم معالجة مشكلة النفايات المستمرة منذ سنتين أدت الى وجود نسبة جراثيم مرتفعة وصلت الى المليارات، رقم خيالي ومخيف. كما سُجل وجود الملوثات الثلاثة معاً (الجرثومية والكيميائية والمعادن الثقيلة) في بعض المناطق. وفي مقارنة مع الدراسات السابقة في العام 2016-2017، وضع بحر لبنان من سيئ الى أسوأ، لا سيما في ظل ازدياد عامل التلوث وعدم هطول الأمطار ومعالجة النفابات بطريقة عشوائية وغير صحيحة".

مطمر بلدة الجديدة والبحر... نموذجاً


من جهته، يؤكد رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد لـ "النهار" ان "الفيديو الذي انتشر في مواقع التواصل الإجتماعي ويظهر فيه وجود بقع ورمال وسموم في البحر هو نتيجة رواسب خارجة من قسطر من مطمر  بلدة الجديدة وصلت مفتتة الى البحر. وهذه الرواسب هي ما يُطلقون عليه تسمية عصارة النفايات وهي كناية عن مكونات تعتبر أخطر 100 مرة من المجارير وتحتوي على سموم ومعادن ثقيلة وذلك بسبب عدم فرز النفايات".  


الصورة الآتية تظهر نتائج عام 2016:

3000 طن من النفايات

في حين، يشير رئيس بلدية جديدة-سد البوشرية أنطوان جبارة الى ان "البلدية تراقب المتعهد الذي لزمته الدولة لكن تكمن المشكلة في عدم فرز النفايات وتدويرها بطريقة صحيحة. لذلك نحن بحاجة الى فصل البحر عن النقطة التي ترمى النفايات فيها. هناك حوالى 3000 طن نصف الكمية مصدرها مطمر كوستابرافا والنصف الآخر من مطمر جديد".

وفق جبارة ان "الموضوع دقيق ويعالج بطريقة سطحية، نحن بحاجة الى معالجة معمقة وجذرية من خلال انشاء معامل حديثة ومتطورة لحماية البحر وعدم رمي النفايات من كل ما هبّ ودبّ. رمي النفايات ليس بجديد لكن اليوم صارت الامور على المكشوف، ما يجري اليوم مخيف ويجب معالجته بطريقة جدية".

السنة الماضية... عيّنات

في السنة الماضية، قامت "النهار" بفحص مياه بعض الشواطىء، فتوجه الزملاء الصحافيون في مناطق لبنانية مختلفة إلى بعض الشواطىء في الرملة البيضاء، وضبيه، وصور، والمينا، والهري. وأخذوا منها عينات مياه أرسلت تالياً إلى مختبر الجامعة الأميركية في بيروت للتأكد من نظافتها أو احتوائها على باكتيريا Streptococcus وE- Coli الدالّة على تسرب مياه الصرف الصحي إلى البحر.

ونعرض في ما يلي جدولاً يظهر النتيجة، حيث المعدَّل المسموح به هو واحد في الـ 100 ميليليتر:

بكتيريا Streptococcus، صور: 1، الرملة البيضاء: 400، ضبية:5، الهري: 1، المينا: 400.

بكتيريا E- Coli: صور: 1، الرملة البيضاء: 400، ضبيه: 54، الهري:1، المينا:19.

وهنا، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ هذه النتائج السابقة التي نشرتها "النهار"  السنة الماضية ترتكز على عينة واحدة محددة أُخذت من الشواطىء المذكورة آنفاً، وترتكز الأبحاث العلمية إلى أكثر من 3 عيّنات من كل شاطىء للحصول على نتائج أدقَّ، لكن دراسات مماثلة غالباً ما تتبناها الدول التي وجب عليها إجراء تحاليل دائمة لاختبار نظافة المياه، نظراً الى التغيّرات التي تطالها وتبدل حركة التيارات المائية.

واقع الشواطىء والأنهر في لبنان كارثي في أوجه عدة، علماً ان المجلس الوطني للبحوث العلمية لم ينشر "خريطة تلوث الشواطىء" السنة الماضية، كما انه ليس من الواضح بعد، ان كان سينشر الخريطة المذكورة هذه السنة، فهل من يتحرك للحدّ من التدهور البيئي الكبير؟



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم