السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"مش بالقوة" ... فقط بالمحبة والاحترام تحل الخلافات العائلية

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
"مش بالقوة" ... فقط بالمحبة والاحترام تحل الخلافات العائلية
"مش بالقوة" ... فقط بالمحبة والاحترام تحل الخلافات العائلية
A+ A-

"مش بالقوة"، عنوان حملة أطلقتها اليوم السيدة ميسا منصور. الأم التي اخذ منها ابنها فارس في أول أيام عيد الفطر، في حضور عدد كبير من عناصر قوى الأمن التي كسرت وخلعت ثلاثة أبواب، لتصل الى ابن التسع سنوات محدثةً صدمة سيكون لها أثر نفسي يرافق فارس طيلة حياته وفق علماء النفس. جمع فارس اليوم أهل الإعلام والسياسة والمجتمع المدني والطب والحقوق في مؤتمر شرّعت من أجله نقابة الصحافة أبوابها. إجماع على حق ميسا في استرجاع طفلها مع تأكيد الاحترام للأديان والمحاكم الروحية، وضرورة تطوير الأحكام الصادرة عنها لكون قضية ميسا تمثل معاناة كل النساء في مواجهة قوانين الأحوال الشخصية التمييزية ضد المرأة، وتفتح الباب لإعادة النقاش والنظر في موضوع الحضانة من بابه الواسع. ودعوة من المتحدثين لجميع المنظمات والجمعيات للتعاون واطلاق قانون "فارس".

دموع ابن السنوات التسع وركوعه أمام قوى الأمن هزت الرأي العام، فتفاعل مع القضية التي لم تعد شخصية، وتخطت ميسا وفارس، كتفاعله مع أمهات سبقن ميسا في التجربة، وسيتضامنّ حتماً مع سيئة حظٍ قد تسير على الدرب نفسه. الحضور في قاعة النقابة لا بأس به، تنوع بين أمهات وسيدات مجتمع ومرشحات سابقات للانتخابات النيابية، حقوقيات، الأهل والأصدقاء وحشد إعلامي. الدعم لم يقتصر على الجنس اللطيف، فالقضية إنسانية بجوهرها. أدارت المؤتمر المرشحة السابقة جينا شماس التي لفتت الأنظار إلى حملة "بدي ربيك بلا عنف" التي بدأت بها وزارة الشؤون الاجتماعية، وإلى قرار وزير العدل سليم جريصاتي إلزام وجود مرشدة أحداث مع قوى الامن عند اصطحاب الطفل، معتبرة أنها "محاولات مشكورة لكنها لا تستطيع وحدها حماية أطفال لبنان من التداعيات في حال وجود نزاع بين الوالدين". وطلبت شماس من كل أب وأم التفكير في أسئلة من قبيل "كيف تُنزَعُ حضانة طفل الـ٩ سنوات من أمه اذا كان القانون يحدد حضانتها الى عمر ١٢ سنة؟ كيف يعامل الطفل معاملة المجرم الهارب بالدخول بالكسر والخلع وتعريضه لصدمة؟ متى تسقط الحقبة العثمانية عن النصوص اللبنانية ويستمتع أولاد لبنان بالمساواة وبقانون أحوال شخصية يساهم في تحديد ما هو الأفضل لاولادنا؟". 

الأم ميسا عرضت في مداخلتها ما حصل مع الطفل: "غريزة الأمومة تدفعني للسعي بكل ما أوتيت من قوة الى الدفاع عن ابني وما تعرض له من خرق لحقوقه كطفل عندما اجبر على الرحيل بقوة الامن والسلاح الظاهر"، مناشدة اللبنانيين دعم حملة "مش بالقوة – صور حالك وأعطي رأيك"، في رغبة منه بـ"جعل قضية فارس بداية لتغيير القوانين بطريقة تعود بالافضل على الاسرة بأكملها".

إقبال دوغان، رئيسة المجلس النسائي، أبدت ملاحظاتها على الحكم الصادر بحق ميسا مفندة مخالفات تضمنها، وفيها "انتهاك لحق الطفل والأم" وفق تعبيرها، كأن تنتزع #حضانة الأم وولدها لم يبلغ 12 عاما، تنفيذ الحكم يوم عيد الفطر بدلا من أن يكون يوم فرحٍ للطفل، اللجوء إلى القوى الأمنية للتنفيذ مخالفة لبنود اتفاقية حقوق الطفل التي أبرمها لبنان، عدم انتظار انتهاء العام الدراسي لتنفيذ الحكم. وفي حديث الى "النهار"، أكدت أن "النساء ملزمات مساعدة بلدهن من خلال النضال لتطوير قوانينه غير العادلة"، مشددة على "ضرورة تعديل البرامج التربوية في المدارس وتضمينها مواد توعوية على قضايا الاسرة وحمايتها".

في الجانب النفسي، شرحت الاختصاصية في علم النفس ومعالجة الأطفال الدكتورة دانيال بيشو تداعيات الوقائع على الطفل، مستغربة تماما تلبية قوى الامن الدعوة الى التنفيذ بسرعة تامة وفي يوم عطلة على طفل عمره ٩ سنوات. وقالت لـ"النهار": "الخوف بدا على فارس في الشريط المصور لواقعة التسليم، والتي ستترك حتماً أثرا نفسيا على الطفل طيلة حياته. المتابعة النفسية ضرورية لفارس، وستخفف ربما وقع الصدمة، إلا أنها لن تمحو أثرها نهائيا".

"للإعلام دوره المهم في مناصرة قضايا تعني المجتمع برمته"، يؤكد الدكتور فؤاد حركة عضو مجلس نقابة الصحافة لـ"النهار"، وهو مثل نقيب الصحافة خلال المؤتمر. وناشد حركة الدولة إيلاء القضية الاهتمام اللازم.

أما النائبة بولا يعقوبيان، فاستغربت "تدخل السياسة في شؤون البلاد كلها، حتى العائلية والحقوقية منها، حيث منطق القوي هو السائد". وتحدثت عن زيارتها الطفل ووالده ومناشدتها جدته، لكونها أما، أن تعمل لتعيد فارس الى أمه.

المحامية غادة نقولا من "تجمع النساء الديموقراطي اللبناني"، والتي واكبت القضية منذ البداية، اكدت "وجود تزوير ومخالفات عديدة في طريقة التعامل مع الملف".

عدم استخدام القوة في تنفيذ أحكام نزع الحضانة كان مطلباً جامعاً في لقاء اليوم، رافقه تشديد على ضرورة وصول القضيىة الى خواتيم واضحة وأمام الرأي العام.

"مش بالقوة"، فقط بالمحبة أولاً وبالاحترام ثانيا تحل الخلافات بين أطراف النزاع. الأمر مفروغ منه، ولكن متى تحظى شؤون المواطن الحياتية باهتمام أصحاب القرار المتلهين بصغائر السياسة؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم