الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأمير وليم في زيارة تاريخية للمنطقة... هل انتهت علاقة "العشيقة السرّية"؟

المصدر: "النهار"
الأمير وليم في زيارة تاريخية للمنطقة... هل انتهت علاقة "العشيقة السرّية"؟
الأمير وليم في زيارة تاريخية للمنطقة... هل انتهت علاقة "العشيقة السرّية"؟
A+ A-

ويأتي الأمير وليم بلا زوجته كايت الى المنطقة في وقت حساس جداً بعد اعتراف الادارة الاميركية بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقلها سفارتها اليها، الامر الذي اثار سخطاً عربياً واحتجاجات في غزة تطورت الى مواجهات مع اسرائيل. وينشط حالياً كبير مستشاري الرئيس الاميركي صهره جاريد كوشنر في محاولة لتسويق ما سمي بـ"صفقة القرن".

ويبدأ الأمير جولته من الأردن اليوم، وينتقل الى إسرائيل مساء غد. وسيقيم في فندق الملك داود في القدس - الذي كان المبنى الإداري الرئيسي للمسؤولين خلال فترة الانتداب البريطاني، من 1920 إلى 1948. وكان الفندق هدفًا لهجوم إرهابي نفذته منظمة صهيونية في  تموز 1946، أسفر عن مقتل 91 شخصًا.

ووسط التوتر في المنطقة، سيحاول كل من الفلسطينيين والاسرائليين انتزاع دعم من دوق كامبريدج على رغم حرص الجانب البريطاني على تأكيد الطابع "غير السياسي" للزيارة.

من هذا المنطلق، يتوقع أن يكون الامير الشاب حذراً جداً في زيارته. فحتى قبل وصوله أثار برنامجه الذي أعلنه قصر كنسينغتون، عاصفة انتقادات في الصحافة الاسرائيلية، وتحديداً لجهة تضمنه قوله إن برنامج "المناطق الفلسطينية المحتلة" سيبدأ بالاطلاع على تاريخ وجغرافيا البلدة القديمة في القدس.

وعلق وزير شؤون القدس الإسرائيلي زئيف الكين، قائلاً: "من المؤسف أن بريطانيا سعت إلى تسييس الزيارة...فالقدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل منذ أكثر من 3000 سنة، ولا يؤدي أي تشويه (للحقائق) في صفحات برنامج الجولة إلى تغيير الواقع، وأتوقع من مساعدي الأمير تصحيح هذا الخطأ".



  وذهبت المعلقة اليمينية كارولين غليك الى اعتبار الاشارة الى القدس على أنها "جزء من المناطق الفلسطينية" استمراراً للتعامل الغريب والعدائي حيال الدولة اليهودية" من بريطانيا والعائلة المالكة. وكتبت: "بدلاً من موقف بريطاني حازم في القضية الاكثر تفجراً في النزاع العربي مع اسرائيل، قررت بريطانيا استخدام زيارة الامير وليم للقيام بما عجزت عنه كل الدول في ما عدا باكستان، وهو الادعاء رسمياً بأن تلك الاجزاء من القدس تعود الى العرب، لا الى اليهود".


 ولم يعلن القصر الملكي في بريطانيا عن الأماكن التي سيزورها الامير وليم، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" أفادت أنها ستكون المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وكنيسة يوحنا المعمدان، وحائط البراق.

وفي المناطق الفلسطينية واسرائيل، تشمل الزيارة لقاء مع الرئيس محمود عباس وآخر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.


 بموجب سياسة غير معلنة، حرصت العائلة المالكة دائماً على عدم التقرب كثيراً، من اسرائيل، أقله علناً، تجنباً لاغضاب العرب، وارتأت البقاء بعيداً عن ذلك المستنقع الديبلوماسي ما دام النزاع الفلسطينية-الاسرائيلي لم يحل بعد.

 ويذكر أن بريطانيا حكمت المنطقة طوال ثلاثة عقود حتى استقلال اسرائيل قبل 70 سنة، ولا يزال فريقا النزاع يلومانها على زرع بذور نزاع لا يزال يضرب المنطقة حتى الان.

 وطوال تلك الفترة، كانت ثمة تقارير متفرقة في الاعلام تشير الى محاولات يائسة من اسرائيل لاستضافة الملكة أو أحد أفراد أسرتها.


 وفي رسالة مسربة عن مبادلات بين اثنين من الحاشية الملكية عام 2007، كتب أحدهما: "من الآمن الافتراض أن لا فرصة لحصول هذه الزيارة. الموافقة ستصعب تجنب الطرق الكثيرة التي تريد من خلالها اسرائيل استغلال الامير تشارلز لمساعدتها في تحسين صورتها".


وعندما زارت مارغريت تاتشر عام 1986 اسرائيل للمرة الاولى كرئيسة للوزراء، سئلت في مؤتمر صحافي متى ستأتي الملكة، فردت بتعال :"ولكنني هنا".

وتقول صحيفة "تايم" البريطانية أنه حتى المرأة الحديد لم تكن بديلاً لزيارة ملكية، وواصل الاسرائيليون توجيه الدعوات، الا أن العائلة المالكة لم تلب أياً منها منذ سبعين سنة.

 في الفترة الماضي، كان أفراد كبار من العائلة المالكة يزورون اسرائيل في مناسبات محددة. فولي العهد الامير تشارلز حضر الجنازة الرسمية لرئيسي الوزراء الراحلين شمعون بيريس واسحق رابين. وقام والده الامير فيليب بزيارة حج الى ضريح الاميرة أليس باتنبرغ على جبل الزيتون في القدس، الا أن هذه الزيارات اعتبرت "خاصة".

وتدعي اسرائيل بأن هذا التحفظ البريطاني ليس الا سياسة علنية، إذ أنه "خلف الكواليس لدينا علاقات قوية جداً مع بريطانيا...نتشاطر معلومات استخباراتية معهم.ولكن في العلن يعاملوننا كعشيقة سرية".

بين تلك "المعاملة" والزيارة المعلنة للأمير وليم مسافة كبيرة توحي بتغير حقيقي في السياسة البريطانبية حيال اسرائيل.

 وقال الاعلام البريطاني إن الزيارة قيد الاعداد منذ اربع سنوات، وأن الامير هاري كان سيقوم بها، الا ان زواجه دفع الى تغيير الخطة. ولكن المضي في الزيارة مع فرد من العائلة المالكة هو أرفع مستوى من الامير هاري في ترتيب العرش، يوحي بتبدل في سياسة العائلة حيال اسرائيل، في وقت يبدو النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني أبعد من أي وقت عن حل.

 الواضح أن العلاقات بين بريطانيا عموماً واسرائيل تتحسن باطراد، تجاريا وعسكريا. وفي تطورات جديد، بدأت سفن بريطانية ترسو دورياً في المرافئ الاسرائيلية، ويزور جنرالات بريطانيون الدولة العبرية ويشاركون في مناورات مشتركة، وهذه كلها أمور لم تكن تحصل قبل سنوات. كذلك، تشهد ارقام التبادلات التجارية تحسناً كبيراً.


تعتبر اسرائيل ان علاقاتها صارت أكثر ندية مع بريطانيا، بعدما كانت رعائية. أما أحد اساب هذا التحول، فهي في رأي مسؤول اسرائيلي أن بريطانيا التي تستعد لمغادرة الاتحاد الاوروبي السنة المقبلة وتريد ضمان اتفاق للتجارة الحرة مع أميركا، تشعر بالحاجة الى ارضاء ادارة ترامب المقربة جداً من اسرائيل.

ومع ذلك، يبدو الفلسطينيون راضين عن الزيارة. وتأمل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي التي ستلتقي دوق كامبريدج في أن تؤدي الزيارة الى "فهم أكبر للواقع الفلسطيني وطبيعة القمع الذي يمارسه الاحتلال والحاجة الى انهاء هذا الوضع القاسي وغير العادل". وتقول: "هدف الزيارة اصلاً التوصل الى تفاهم أكبر وعلاقات أكثر انسانية وتاريخية وثقافية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم