الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تقنية VAR: استنسابية في مراجعة الحالات ... وتباين بين الفيفا والمنتخبات

أحمد محيي الدين
تقنية VAR: استنسابية في مراجعة الحالات ... وتباين بين الفيفا والمنتخبات
تقنية VAR: استنسابية في مراجعة الحالات ... وتباين بين الفيفا والمنتخبات
A+ A-

تتعرض تقنية الفيديو المساعدة للحكام لوابل من الانتقادات بعد 8 أيام من انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا، وهي المرة الأولى تدخل تقنية "VAR" المونديال حيث دخلت مباراة فرنسا وأوستراليا السبت الماضي السجلات التاريخية بعد الاستعانة بالتكنولوجيا، لكن لم تنته الأخطاء التحكيمية، حيث بدا ان الاستعانة بالتقنيات الجدية "إستنسابية" لكون بعض الأخطاء أثرت على النتيجة، فاحتسب هدف سويسرا في مرمى البرازيل بعد خطأ واضح، وتغاضى الحكم عن ركلتي جزاء للمغرب ضد البرتغال من دون ان يرجع الى الآلات الحديثة التي أدخلت بغية مساعدة "قضاة" المباريات في قراراتهم التي يمكن ان تغير مصير البطولة برمتها، بينما انتقد الإنكليز عدم احتساب أخطاء لمنتخبهم خلال مباراته أمام تونس. 

وانتقد عدد كبير من المدربين التقنية واعتبروها قاتلة لـ"متعة" كرة القدم التي هي لعبة انسانية وشعبية، وان هذه التقنيات التي تستحدث موسما بعد آخر تعولم اللعبة بطريقة خاطئة. وتساءل البعض لماذا تطبيق هذه التكنولوجيا ولا يستفيد الحكم منها عند كل حالة مهمة قد تغير مصير المباراة أو الفرق؟

قدم المغرب مباراة قوية ضد نظيره البرتغالي وكان أفضل على مدار المباراة التي انتهت لمصلحة بطل أوروبا بهدف دون رد سجله كريستيانو رونالدو، إلا أن الحكم الأميركي مارك غايغر لم يأخذ بمطالبات "اسود الأطلس" لضربتي جزاء، وقال اللاعب المغربي نبيل درار تعليقاً على الأداء التحكيمي: "يا للأسف، الحكم لم يحتسب ركلة جزاء لمصلحتنا، أعتبرها مشروعة. لا أعرف ما الجدوى من تقنية الفيديو، ومن يستفيد منها".

المدافعون عن تقنية "VAR" يرون انها تضمن عدالة القرارات وأن الفريق الأفضل هو من سيفوز، ولكن حتى هؤلاء المؤيدون يعترفون بأن التكنولوجيا لا تزال في مرحلة مبكرة للغاية.

وعلى الرغم من التعقيد، فإن هذه التكنولوجيا بسيطة للغاية بشكل أساسي: فهي عبارة عن حكم إضافي يشاهد اللعبة وينصح للمسؤولين بالقرارات. لكن من الناحية العملية، قد يكون الأمر معقدًا للغاية. ويجلس حكم خاص خلف شاشات في مركز خاص لمتابعة الحالات، ويتم إخطار الحكم عبر جهاز تواصل بصحة الحالة التحكيمية من عدمها، وسيتمكن الحكم الرئيسي في الملعب من التواصل مع الإستوديو، الذي يتكون من مجموعة كاملة من الكاميرات - بما في ذلك الكاميرات البطيئة - التي يمكن الحكّام أن ينتقلوا بينها.

تقنية الفيديو ستتمكن من مشاهدة اللعبة وتصويرها بأكملها، وإذا رأى الحكام من خلالها شيئًا خاطئًا، فيمكنهم الإبلاغ عنه للحكم، كما يمكن الحكم في الملعب الاستعانة بهذه التقنية إذا اعتقد أن هناك شيئًا خاطئًا. في كلتا الحالتين، فإن تقنية VAR هي تقنية استشارية فقط، اذ إن أي قرار في نهاية المطاف يقع على عاتق الحكم، حتى ولو كان قد نُصح بالطريقة المعاكسة من VAR.


حالات أربع!

ويتم الاستعانة بالتقنية في أربع حالات، هي احتساب الهدف إذا كان قد قد دخل بالفعل، بطريقة واضحة، وضربات الجزاء، والطرد "البطاقات الحمراء"، وهو الأمر الأكثر إثارة للجدل، والهوية الخاطئة.

ويقول المنتقدون إن الحكام الذين يرفعون قراراتهم لتقنية VAR - ويأخذون الوقت لمراجعة اللقطات واتخاذ قرارهم - يمكن أن يسببوا اضطرابات في اللعب. كما أنهم يقترحون أنها ستزيل الفوارق الدقيقة المهمة التي تشكل جزءًا من التحكيم.


هل توقفت الاحتجاجات؟

على الرغم من "عولمة" كرة القدم أقله في الشأن التحكيمي، إلا انها لم تدحض الفشل في إنهاء الاحتجاجات، كما ان مضاربات حصلت بين بعض الحكام الرئيسيين والمشرفين على تكنولوجيا حكم الفيديو، هذه المغالطات توجب الاتحاد الدولي "الفيفا" للبحث مجدداً بشأن موعد التدخل من حكم الفيديو.

وأشار الفيفا الى ان المنتخبات المشاركة في البطولة راضية عن هذه التقنية، وإنها "قوبلت بشكل إيجابي وتمت الإشادة بها"، لكن من يرى كمية الانتقادات للتقنية وعدم استعمالها لكون الحكم الرئيسي له القرار الاول والأخير، يثبت العكس، إذ بالإضافة الى "الظلم" الذي تعرضت له منتخبات المغرب وانكلترا والبرازيل، قدمت أكثر من شكوى للفيفا خلال البطولة الحالية بشأن وقوع أخطاء تحكيمية لم تكشفها المساعدة بالفيديو. يدرك الفيفا أن هذه التقنية ليست مثالية، وأشار الى نقاشات وآراء متباينة بشأنها، وقد تزامن تقديم هذه التقنية لأول مرة في المونديال مع احتساب عدد قياسي من ركلات الجزاء في الجولة الأول من البطولة، هو 11 ركلة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم