الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الشامسي لـ"النهار": على الحوثي أن يفهم... تحرير الحديدة رسالة إلى إيران وطريق إلى صنعاء

محمد نمر
الشامسي لـ"النهار": على الحوثي أن يفهم... تحرير الحديدة رسالة إلى إيران وطريق إلى صنعاء
الشامسي لـ"النهار": على الحوثي أن يفهم... تحرير الحديدة رسالة إلى إيران وطريق إلى صنعاء
A+ A-

تلقت إيران صفعة قاسية في اليمن من شأنها أن تكون بداية طريق النهاية للأزمة. فوقت كان القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري يكابر بأن "اليمن على أعتاب الانتصار"، كانت قوات الشرعية اليمنية بمشاركة التحالف العربي تطهر مطار الحديدة وتكمل عملياتها باتجاه تحرير المدينة ومينائها الحيوي.  

تفكيك الألغام في مطار الحديدة قابلته حركة ناشطة في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في بيروت، حيث طغى الحدث اليمني على مكاتب السفارة مواكبة للانتصار من دون اغفال الشأن اللبناني - الإماراتي.   

وعلى رغم المسافة الجغرافية، فإن السفير الاماراتي حمد الشامسي يتابع عبر قنواته الديبلوماسية التطورات في اليمن وانعكاسها على المنطقة، ويقول لـ"النهار" إن "قوات الشرعية اليمنية والتحالف بقيادة السعودية وإلى جانبها الإمارات يستعيدان الحديدة الاستراتيجية من احتلال الحوثيين وغطرستهم، وبعد تحرير المطار تستكمل عملية تحرير المدينة ومينائها الذي استخدمه الحوثيون لامدادهم بالأسلحة والمعدات العسكرية والفنيين غير اليمنيين".

لا يسعى التحالف العربي إلى إنهاء أي مكون يمني ويرفض منطق القوة، استناداً الى الشامسي الذي يشدد على أن "تحرير الحديدة سيثبت عدم قدرة الحوثيين على فرض إرادتهم بقوة السلاح وأن عليهم أن يكونوا أحد المكونات اليمنية يتفاوض مع الآخرين لتحديد مستقبل بلادهم في اطار عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة".

ولا يخفي أن "تحرير الحديدة نقطة انطلاق لاستعادة بقعة جغرافية مفصلية في الأزمة هي العاصمة صنعاء وتسليمها إلى الشرعية"، مشدداً على أن "السعودية والامارات وحلفاءهما يراهنون على انجاح مشروع الدولة في اليمن بناء على طلب الحكومة الشرعية ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ونحن نمهد لعملية سياسية ناجحة تفضي إلى سلام في اليمن. وكان أمام الحوثيين فرص كثيرة لتحقيق السلام عبر محادثات جادة لكن تعنتهم عرقل الأمر وأدى إلى سوء الأوضاع الانسانية".

ويذكّر بأنه "قبل أكثر من عام، كان هناك توافق على استخدام ميناء الحديدة للتجارة وتقديم المساعدات الانسانية، بموافقة الحوثيين، لكن اتضح انهم يحاولون كسب الوقت واستخدام الميناء لغايات عسكرية وابتزازية لتحصيل الأموال من الامدادات الحيوية التي تدخل عبر الميناء".

تحرير الحديدة يقلب الطاولة ويغير مسار الأزمة، ويشير الشامسي إلى أن "المؤشرات تدل على اقتراب نهاية الأزمة ما يؤدي إلى استقرار المنطقة"، موضحاً أن "تحرير الحديدة رسالة واضحة إلى إيران وأذرعها بأن لا مجال لضرب الدولة سواء في اليمن أو غيرها".

ماذا عن عدم نجاح جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث في فرض الحلول السلمية؟

يجيب الشامسي أن "الحوثي يطالب خلال مفاوضاته بـ 50% في بنود التفاوض فيما حجمه لا يتعدى 3%. ويعمل المبعوث الأممي بجهد للحلول السلمية لكنه لا يلقى قبولاً من الحوثي الذي لا يفهم لغة النقاش والتفاوض وكل ردود الحوثيين سلبية ومطالبهم غير واقعية. إن الأزمة اليمنية تشهد تطوراً متسارعاً على المستوى العسكري وفي الوقت نفسه باب المفاوضات مفتوح بغطاء أممي، وعلى الحوثي أن يفهم أن عليه أن يكون مكوناً سياسياً لا ارهابياً وأن ينحصر دوره بمؤسسات الدولة الشرعية وليس بميليشيا الترهيب والقتل وتنفيذ الأجندات المعادية والتحريض على الدول العربية".

واستخدم الشامسي مقولة لبنانية رداً على جعفري قائلاً: "العالم بأكمله يشهد على الانتصار في الحديدة وكل التصريحات من الدول الداعمة لوجود الحوثي على أرض اليمن نرد عليها بمقولة: الشمس طالعة والناس قاشعة".

يتلاعب الحوثيون والمحور الإيراني بالملف الانساني كسلاح لمواجهة الشرعية اليمنية والتحالف العربي، فيما الوقائع تؤكد أن التحالف يضع خطة لحماية المدنيين ومساعدتهم خلال أي عملية عسكرية. ويلفت الشامسي إلى "خطة بدأ بتنفيذها الهلال الأحمر الاماراتي لمواكبة العمليات في الحديدة، بتسيير جسور جوية وبحرية لتقديم عمليات الاغاثة العاجلة. في المقابل يقوم الحوثيون بالتمركز في مباني المدينة المكتظة بالمدنيين لاستخدامهم دروعاً بشرية ولن نسمح بذلك انطلاقاً من أولوياتنا الثلاث: حماية المدنيين، الحفاظ على تدفق المساعدات وتحريك العملية السياسة في اليمن". ويضيف: "دول التحالف قدمت 14 مليار دولار للمساعدة الانسانية بالتنسيق مع وكالات محلية ودولية منها الهلال الاحمر الاماراتي ومركز الملك سلمان للمساعدات الانسانية والاغاثة". وتواصل الوكالات الاماراتية والسعودية العمل مع الأمم المتحدة ضمن برنامج غذائي عالمي لضمان عدم المساس بالمشهد الانساني، ويفيد الشامسي أن "هناك أطناناً من المساعدات جاهزة عبر السفن والطائرات لتدخل الحديدة ومحيطها وجزء منها بات على الأرض اليمنية، وسيستفيد أكثر من 6 ملايين شخص منها لنحو شهرين، والمساعدات ضمن الخطة ستستمر إلى حين استئناف عمل المطار والميناء لعودة المساعدات المنتظمة والشحنات التجارية، واذا فكر الحوثيون في الاضرار بالبنى التحتية واللوجستية بميناء الحديدة فلدينا خطط طوارئ لنقل المساعدات".


[email protected]

Twitter: mohamad_nimer


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم