السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قوّات الحكومة اليمنيّة تدخل مطار الحديدة

قوّات الحكومة اليمنيّة تدخل مطار الحديدة
قوّات الحكومة اليمنيّة تدخل مطار الحديدة
A+ A-

دخلت القوات الموالية للحكومة اليمنية، والمدعومة من التحالف العسكري، #مطار_الحديدة اليوم، بعد نحو اسبوع من المعارك عند أطرافه، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية أنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص حدوث اختراق سياسي.

وجاء دخول المطار بعد معارك عنيفة دارت في الصباح عند المدخل الجنوبي، في موازاة غارات مكثفة لطيران التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، في سابع أيام أكبر عملية عسكرية للقوات الموالية للحكومة ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاثة اعوام.

وقالت وكالة الانباء الاماراتية الحكومية: "بمشاركة وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، دخلت المقاومة اليمنية المشتركة مطار الحديدة في عملية عسكرية نوعية. وتتهاوى دفاعات ميليشيات الحوثي".

وأكد مصدر في القوات الحكومية لوكالة "فرانس برس" دخول المطار.

وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الاربعاء الماضي، بمساندة التحالف العسكري، هجوما واسعا بمسمى: "النصر الذهبي"، بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والسيطرة عليها.

وتضم المدينة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان في البلد الذي يعاني أزمة انسانية كبيرة، ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكن التحالف العسكري الذي يضم الامارات، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف ايران بتهريب الاسلحة الى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران.

ويدعو التحالف الى تسليم إدارة الميناء الى الامم المتحدة او الحكومة المعترف بها دوليا، لوقف الهجوم. وكانت الامارات، التي تساند القوات المنمية المهاجمة، أكّدت الاثنين ان الهجوم في اتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف الا اذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط.

وقالت "وام" ان معارك اليوم "خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي، بينهم قادة ميدانيون، خلال عملية اقتحام قوات المقاومة اليمنية لـمطار الحديدة".
وأضافت: "المقاومة اليمنية المشتركة تأسر عشرات من مسلحي الحوثي ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المباني"، متحدثة عن "سيطرة على أجزاء واسعة" من المطار. 

وفي داخل الحديدة، بدت المدينة أنها تستعد لحرب شوارع. ووفقا لأحد سكانها، عمد المتمردون منذ الاثنين الى "قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة". 

وأضاف مفضّلا عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال: "حفروا (اي المتمردين) خنادق في الشوارع بعمق نحو مترين". وتابع: "الحركة في المدينة اليوم تبدو شبه مشلولة".

وقالت عبير محمد المقيمة في الحديدة: "هذه أسوأ أيام نمر بها منذ بداية الحرب. الطيران فوقنا لا يتوقف ليل نهار، وأصوات الصواريخ نسمعها في كل أنحاء المدينة".

وأضافت: "الحياة داخل المدينة آمنة الى حد ما. لكننا لا نعرف اذا كان سيستمر هذا الوضع لوقت طويل أو يتغير في لحظة. انه أمر مخيف بالنسبة الى السكان، لاننا لا نعرف ماذا ينتظرنا".

ومع استمرار الحرب، تتزايد حركة النزوح نحو مناطق اخرى مجاورة، بينها العاصمة صنعاء، على بعد 230 كيلومترا.

وأعلنت الامم المتحدة اليوم ان نحو 32711 شخصا نزحوا في محافظة الحديدة منذ 1 حزيران الجاري، بينهم 3073 شخصا في مدينة الحديدة.
وتوقعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نزوح آلاف من سكان مدينة الحديدة خلال الايام المقبلة. 

محاولات اممية


ويسير الهجوم في الحديدة في موازاة محاولات يقوم بها مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث للتوصل الى تسوية سياسية تجنّب المدينة الحرب خلال زيارة الى صنعاء الخاضعة أيضا لسيطرة المتمردين بدأها السبت. 

وغادر المبعوث الدولي صنعاء اليوم من دون ان يدلي بتصريح للصحافيين في المطار.

وكان أبلغ مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة مغلقة عبر الفيديو الاثنين، عن أمله في أن تستأنف في تموز المقبل مفاوضات السلام بين اطراف النزاع في هذا البلد، على ما افاد ديبلوماسيون. 

ووفقا للمصادر، فإن غريفيث يعتبر ان هناك حاليا "فرصا" لانتزاع تنازلات من أطراف النزاع، مع اقراره في الوقت نفسه بأن المعارك الدائرة في مدينة الحديدة تصعّب هذه المهمة.

ويدور النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين في اليمن منذ نحو أربعة أعوام. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في ايلول 2014، وبعدها على الحديدة.

وتخشى الامم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدي الحرب في الحديدة الى وقف تدفق المساعدات. لكن السعودية والامارات سعتا الى طمأنة المجتمع الدولي عبر اعلان خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.

وستمثل السيطرة على الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كيلومترا عن صنعاء. 

وأدى النزاع في اليمن، منذ التدخل السعودي على رأس التحالف، الى مقتل نحو 10 آلاف شخص، واصابة عشرات آلاف، ونزوح أعداد كبيرة من اليمنيين عن منازلهم، في ظل ازمة انسانية تصفها الامم المتحدة بالأكبر في العالم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم