السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

شباب "الوطني الحر" و"الاشتراكي" يلمسون "زيادة الثقة" بينهم

علي منتش
A+ A-

قد لا يكون الأمر مستغرباً من منطلق القاعدة الراسخة التي تقول بألا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في علم السياسة وواقعها. الا ان التقارب الحاصل بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحرّ"، يجرّ المراقبين عبر بعض تفاصيله الى الاستهجان، فكأن الكيمياء المفقودة بين الطرفين قررت فجأة جمعهما. هكذا كرت سبحة الاجتماعات التنسيقية الدورية بين الحزبين، وبدأ العمل التنسيقي بين اللجان الاكثر تمثيلاً للقاعدة الشعبية، خصوصاً بين لجان النقابات، ولجان الشباب والطلاب.


إنتخابات "الجامعة الأميركية في بيروت" كانت إمتحاناً رمزياً لهذا التقارب، وملاحظة التنسيق الكبير بين طلاب الطرفين كانت سهلة الرصد.
يحاول مسؤولو الشباب لدى الطرفين تقييم هذا التقارب من خلال التجربة ، فهم اول من جعل تقارب حزبيهما ملموساً. يرى صالح حديفة، مفوض الشباب في "التقدمي الاشتراكي" ان "التقارب على المستوى القيادي انعكس تقارباً على مستوى القواعد الشعبية، وخصوصاً لدى الشباب والطلاب".
ويصنّف حديفة تجربة التحالف في "الجامعة الأميركية" بعد التقارب بـ"الجيدة جداً"، اذ "توقعنا بعض التردد من قبل قواعدنا، لكن الأمر لم يحصل فكان هناك انسجام الى حدّ كبير أدى الى إفشال جميع محاولات إيقاع الخلاف التي حاولت بعض القوى السعي من أجلها، لكن هذا لا يعني ان الخلافات على العديد من النقاط لم تعد موجودة، وهذا لا يعني ان لا نتواصل من اجل اراحة النفوس في الجامعات والبلد".
ويجد ان "التفاهم الذي يظهر بيننا وبين شباب "التيار" يمكن البناء عليه في المستقبل".


يقول انطون سعيد، رئيس قطاع الشباب في "التيار الوطني الحر"، ان هامش رسم التحالفات السياسية على صعيد طلاب الجامعات "أوسع بما لا يقارن مع الواقع السياسي الوطني، وبناء على توصية العماد ميشال عون بالانفتاح على كل من ينفتح علينا، لم يكن هناك اي مانع مبدئي من الانفتاح على منظمة شباب التقدمي، وتزامن ذلك مع تقارب على مستوى القيادة والقاعدة".
ويؤكد سعيد ان "التجربة العملية لهذا التقارب والتي تجلّت في انتخابات الجامعة الاميركية يمكن وصفها بالممتازة، اذ ان اعمال الماكينات الانتخابية كانت منسجمة الى حدّ يمكن البناء عليه، وبدا ان الثقة بدأت تبنى بقوة بيننا".
لا يرى سعيد اي مشكلة في استمرار هذا التقارب، اذ "يجب علينا كشباب نسيان كل ما حصل في الماضي لكي نبني وطن، وبالتأكيد تبحث الملفات الخلافية على مستوى القيادة السياسية، ولدينا ثقة بقدرة العماد عون على مقاربتها بطريقة صحيحة".
بدوره يعتبر يوسف دعيبس، مسؤول الجامعات الخاصة في منظمة الشباب التقدمي، انه "لم يكن هناك اي قطيعة بيننا وبين اي طرف انطلاقاً من موقعنا الوسطي، وان محاولات التقارب كانت عديدة الا انها لم تكن تنضج لتصبح تحالفات لاسباب الاصطفاف الذي كان قائماً، واليوم كانت الظروف مؤاتية للتقارب مع التيار الوطني الحر".
ويضيف: "نحن وشباب "الوطني الحرّ" كنا في الخندق عينه في 14 آذار 2005، وبالتأكيد فان التقارب اليوم، هو لصالح الطلاب والجامعات والبلد، والتجربة الناجحة في " الاميركية"، يبدو انها ستطبق في الجامعة اللبنانية الاميركية ايضا".
كذلك يقول مسؤول الجامعات في لجنة الشباب في "الوطني الحرّ" جان جاك مانانيان ان "العلاقة ممتازة بيننا وبين منظمة الشباب التقدمي، وهي مثال للعلاقة التي نراها، والتي تنطلق من القاعدة الى القيادة، والثقة بيننا على الارض كانت في انتخابات "الاميركية" شبه مطلقة، رغم محاولات اكثر من طرف سياسي السعي من اجل ايقاع الخلاف وبث الشائعات، وخصوصاً عندما حاول أحد الأطراف الترويج لحصول إشكال بين طلاب "التيار" و"المنظمة"، وهذا ما سارع مسؤولو المنظمة الى نفيه".
ويؤكد مانانيان انه "لم يكن هناك تردد لدى طلابنا بالتصويت او التنسيق مع طلاب "الاشتراكي" بل على العكس، وان التجربة ستتجدد في انتخابات الجامعة اللبنانية الاميركية نهار الجمعة".
لسان حال الشباب الحزبي يشي بازدياد الثقة بين الطرفين، اما مناصرو الطرفين من غير الحزبيين، فلا يزال عدد كبير منهم ينظر بشيء من عدم الفهم لما يجري ويسأل عن المدى الذي سيبلغه التقارب بين التيارين السياسيين، خصوصاً بعد سنوات من عمل الماكينة السياسية الإعلامية لدى كل طرف على انتاج صورة للخصم لا شك ان لقاءات ومحطات "ثقة" عديدة قد تكون لازمة لتغييرها في الأذهان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم