السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

والد مروان حمزة لـ"النهار": إبني سقط ولم ينتحر ونريد معرفة ما حصل

المصدر: النبطية - "النهار"
سمير صباغ
A+ A-

في نهاية كل أسبوع كان مروان حمزة (21 سنة) يهرب من "ضوضاء" بيروت حيث يتابع علومه الهندسية في الجامعة الأميركية الى "هدوء" الطبيعة في رحاب بلدته كفررمان سيما في جوار "قصر" العائلة القابع وحيداً مع الأشجار على سفح تلة تهرا المشرفة على منطقة النبطية وقراها، بحسب ما أكد والده جراح الأعصاب مصطفى حمزة قائلاً: "كلما أتى مروان في نهاية الأسبوع بخلاف أخوته كان يجول بين أشجار المنزل وحدائقه حتى أنه كان يتفقد "قن" الدجاج، وكأنه كان يلقي السلام على كل التفاصيل قبل أن يعود الى المدينة وضجيجها".


إلا أن القدر أعاده هذا الأسبوع بخلاف العادة لا ليلقي السلام ويعود بل ليودّع الأحبة من أهله وأصدقائه نحو مثواه الأخير إثر سقوطه في حادث مؤسف من على إحدى شرفات الجامعة الأمريكية فجر الأربعاء. فما الذي قاله الوالد لـ"النهار" عن إبنه الذي غادرهم على غفلة؟
ينطلقُ الطبيب مصطفى في حديثه الهادىء جداً عن ولده البكر مروان من "أصدقائه الذين إستغربتُ بداية إسهابهم بالتأكيد على صفات ولدي الحميدة وهدوئه وإتزانه فضلاً عن روحه المرحة الى ان أعلموني لاحقاً بأن سقوطه إستغل إعلامياً بتفسيرات متعددة ولكن في الحقيقة ولدي سقط في حادث مؤسف ولم ينتحر وإلا أين هي الرسالة وما هي الأسباب؟ فنحن عائلته لم نكن نرفض له طلباً وكان سعيداً في حياته الجامعية بحسب أصدقائه". وأكد أنه "لا يتهم احداً لكن إذا كان الحاصل في الجامعة سببه الإهمال مثلاً فمن حقنا أن نعرف ما حصل فعلاً للوقوف على أسباب الحادث سيما وأن في هذه الجامعة حسب معلوماتي كاميرات مراقبة".
وكشف لـ"النهار" ان" إبنه كان جزءاً من فريق كرة القدم الأميركية في الجامعة لكن بعد إصابته في ركبته إضطر للتوقف عن ممارستها كما أنه كان يمارس السباحة يومياً. أما الموسيقى فكانت شغفه الخاص الذي لا يفارقه بحيث كان يخطط للإستمرار بالعزف في فرقة فنية أسسها مع رفاقه بالتزامن مع عمله في مجال الهندسة حتى انه كان يصر على العزف يومياً رغم إصابته بيده خلال أيار الماضي بقوله لي لا يمكن أن يمر يوم عليّ دون أن اعزف الموسيقى".
ولفت الى ان "ولده المسجل دوماً على لائحة الشرف في الجامعة لشدة ذكائه كان متأثراً بجو العائلة العلمي ولم يكن له أي ميول سياسية لكنه كان يكثر مطالعة الكتابات الفلسفية ويعشق مناقشة أفكارها مع أصدقائه بشغف حسب ما أعلموني مؤخراً وهذا لم اكن أعرفه مسبقاً"، ويذكر " كيف كان يفتح النقاش معه بطريقة إستفزازية ليخرج مني موقفا لكن رغم كونه مرناً في النقاش كان عنيداً إذا لم تقنعه كما أنه كان يكره السؤال عن أي مساعدة من أحد حتى ولو كان ذلك على حسابه الخاص".


إذا كانت العائلة "المفجوعة" كما البلدة التي ودعته الخميس بمأتم شعبي ورسمي لم تملك تفاصيل الحادث المؤسف كافة، فما الذي يقوله الأصدقاء عن ما حصل ؟
يرفض أصدقاؤه في الجامعة الحديث عن محاولته "الإنتحار" لأنه"عندما سقط على الأرض من الطابق السادس مصطدماً بشجرة كان واعياً بقوله للأمن "انا وقعت وإسمي مروان"ولم يفارق الحياة الى أن وصل الصليب الأحمر". وفي هذا السياق ذكرت إبنة خاله وزميلته في الجامعة أسيا نورالدين لـ"النهار" أنها امضت معه يومه الأخير فتناولا الغداء سوياً وكانا يسخران من أجواء الإنتخابات المشحونة وقالت:" لم يكن شخصاً إجتماعياً كالآخرين بمفهوم الجامعة الأميركية لكنه كان دوماً مبتسماً ومرحاً وكان يعشق الحياة ويخطط لمستقبله. وفي الليلة ذاتها أخبرني أنه عليه تسليم 2 assigment في اليوم التالي، وبما أنني في الجامعة نفسها أعرف انه توجه الى الطبقة السادسة قرابة الساعة الخامسة فجراً كي يتمكن من إلتقاط إشارة الانترنت الضعيفة جداً في بعض أماكن الجامعة حتى أنه إلتقى أحد أصدقائه قبيل سقوطه وقال له:"إنشاء الله نتوجه سوياً للسباحة بعد إنتهائي من واجباتي"، ثم حصل الحادث المؤسف قرابة الساعة الخامسة والنصف فجراً".
صحيح أن كفررمان ودّعت إبنها الى مثواه الأخير لكن لسان حالها مع عائلة حمزة يقول:" نريد معرفة ما حصل فعلاً في حرم الجامعة مهما كانت النتائج؟!".
[email protected]
twitter:@samirsabbagh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم