الاستعدادات لكأس العالم استكملت في بعلبك... "علّه ينسينا الوضع الامني المرهق"

إنه كأس العالم الذي له نكهته الخاصة في مدينة بعلبك. فالكل يترقّب بشغف مبارياته التي تبدأ بعد أيام قليلة. والاستعدادات بدأت تأخذ مسارها فوق الطبيعي داخل المدينة وأحيائها. ففي مناسبة هذه المباريات يستعيد الجميع شيباً وشباناً ذكريات الزمن الجميل، ويتنفس الأهالي الصعداء مع نوادرهم ونهفاتهم و"زكزكاتهم". فلا تجالس اثنين في المدينة، إلا وتجدهما يخوضان جدالاً مصحوباً بالابتسامة العريضة حول البطولة الحادية والعشرين من بطولات كأس العالم لكرة القدم، بعيداً من السياسة والأمن اللذين أرهقا كاهل المدينة وأهلها.

وهو موسم تجاري ينتظره الجميع علّه يوقظ الركود الاقتصادي في المدينة من سباته، فينتظر أبناء المدينة، وخصوصاً أصحاب المحال التجارية والمطاعم والمقاهي، هذا الاستحقاق الرياضي، ليروا كافة المطاعم والمقاهي والمحالّ التجارية التي تبيع سلعاً خاصة بالمونديال، تعج بالرواد والزوار.  

غالبية المطاعم ومقاهي متنزه رأس العين تزيّنت بأعلام الدول المشاركة في المباريات بتعددها وألوانها. ونصبت شاشات عملاقة لمتابعة المباريات. وهي تسابق الزمن لإنهاء كافة التجهيزات لتأمين راحة زبائنها وجذب العدد الأكبر منهم. لكن هاجس دفع خمسة دولارات للشركة المعنية ببث المونديال كرسم دخول عن كل فرد، يقلقهم ويرتّب عليهم مبالغ مالية كبيرة. كما يقلقهم هاجس التقاط إشارات البث التي يمكن من خلالها مشاهدة كأس العالم في تلفزيون لبنان نتيجة ضعف الاشارة وطبيعة المنطقة الوعرة التي تكثر فيها الوديان والجبال، ما يحرم الكثير من المناطق والقرى من مشاهدة المونديال.

المواطن هيثم بيان وهو من أقدم أصحاب المحال التجارية لبيع الأعتدة الرياضية ولوازمها بالجملة والمفرق في مدينة بعلبك أكد لـ"النهار" أن نسبة المبيعات حتى الساعة لم تصل إلى مستواها مقارنة مع الاستحقاقات الرياضية السابقة. ومن المتوقع ان تنشط مع الايام القليلة المقبلة حيث ينتقل الاهالي من الأجواء الرمضانية والأعياد إلى أجواء المونديال التي تنشط في مثل هكذا استحقاق في المدينة. ولا يخفي بيان تخوفه من الضرر الذي يسببه انتشار المحال التي تعرف بـ 1$ والتي تنافس المحال المختصة ببيع الأعتدة الرياضية .

ويوضح بيان أن "الأعلام الأكثر مبيعاً هي التي تمثل الفرق الكبيرة كـ "البرازيل، ألمانيا، والأرجنتين، فيما أعلام الدول العربية المشاركة في المونديال هي الأقل مبيعاً".

وتبقى الأنظار متجهة إلى أهالي المنطقة والروح الرياضية التي يتوجّب عليهم التحلّي بها.