الموت يخطف علي السيّد قبل أن يتسنى له رؤية مولوده

شهران كانا يفصلان علي السيّد عن تحقيق حلمه برؤية مولوده، لمسه وحضنه، إلا أن الزمن بخل عليه، لم يمنحه مزيداً من العمر كي يفرح بلحظة وضع عروسته ثمرة حبهما، إذ خطفه الموت فجأة قبل ظهر أمس. فمن دون أية مقدمات هاجمه وهو في منزله يتحضر للذهاب إلى المسجد لاداء الصلاة، في دقائق سلّم الروح، قبل ان تتمكن عائلته من اسعافه.

رحيل سريع

أصيب وحيد والديه على ثلاث شقيقات كما قال جاره وصديقه حسن هاشم لـ"النهار": "بسكتة قلبية حادة عند نحو الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر"، شارحاً "كان في بيته في منطقة العمروسية - صحراء الشويفات، حين شعر بألم حاد في الصدر وانقطاع في التنفس، بدأت زوجته تصرخ، ندهت الى عائلته التي تسكن في نفس المبنى، حاولوا اسعافه الى المستشفى إلا أنه لفظ آخر أنفاسه وهو في مدخل المبنى" لافتاً إلى أنه "لم يكن يعاني من مرض، بل على العكس كان كالمارد، قامته ممشوقة وجسده رياضي".

خبر صاعق

" قبل تسعة اشهر زف علي (30 سنة) الى عروسه، كان من خيرة الاوادم، واظب على صلاته وصيامه، لا نعرف عنه الا كل شيء جيد، هوى صيد السمك والسباحة ولعب الملاكمة، عمل مرشداً سياحياً، وكان يمتلك سيارة تاكسي، في الليلة التي سبقت وفاته، شاهده اصدقاؤه قاصداً محل المعجنات لشراء مناقيش للسحور، تبادلوا السلام، مزحوا واياه، كان طبيعياً لا يبدو عليه قرب الفراق، وإذ فجأة يصلنا خبر مفارقته الحياة، الأمر الذي حلّ كالصاعقة على كل من عرفه".

الموت المفاجئ

علامات استفهام عدة تطرح عن سبب وفاة شاب في مقتبل العمر فجأة، عن ذلك سبق وشرح اختصاصي كهرباء القلب في الجامعة الاميركية الدكتور برنارد ابي صالح لـ"النهار" قائلاً ان "الذبحة القلبية التي تعني انسداداً في شرايين القلب ليست سبب وفاة معظم الشباب، فالمسؤول عن هذه الحالات هو الخلل في كهرباء القلب"، مشيرا الى ان "بعض أسباب الخلل في كهرباء القلب خلقية، بالإضافة الى مشاكل صحية أخرى كالالتهابات وضعف في عضلة القلب وغيرها". وعن علاج هذه الحالات، أجاب "بعضها يعالج بالأدوية، او بتجنب القيام بأمور معينة او الامتناع عن اخذ ادوية محددة، لكن هناك حالات تحتاج الى عمليات كَي او وضع بطارية للقلب".