السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

16 قتيلاً في تفجيرين... و"داعش" تقطع رأس "تمثال الحرية" وماذا بعد؟

المصدر: ا ف ب
A+ A-

قتل 16 شخصا على الاقل في تفجيرين احدهما وسط دمشق والثاني في مدينة السويداء، وذلك غداة فشل الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على تحديد موعد لمؤتمر "جنيف – 2" لحل الازمة السورية.
في غضون ذلك، اعلنت موسكو عن استعدادها لاستضافة لقاءات غير رسمية بين النظام والمعارضة تحضيرا لهذا المؤتمر الذي كان يؤمل في عقده خلال هذا الشهر.


التفجيران


وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان ثمانية اشخاص بينهم امرأتان قتلوا "جراء تفجير ارهابي بعبوة ناسفة في ساحة الحجاز في دمشق"، وقع على مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي. واضافت ان 50 شخصا على الاقل اصيبوا في التفجير، بينهم نساء واطفال وعمال "كانوا يقومون بأعمال صيانة للمبنى".
وشهدت مناطق سورية عدة سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة يقود بعضها انتحاريون، منذ بدء النزاع في منتصف آذار 2011. واستهدفت العديد من هذه التفجيرات مقرات امنية وعسكرية.
وفي مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، قتل ضابط وسبعة عناصر من المخابرات الجوية في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قرب مقر لهذا الجهاز الذي يعد من الاقوى في سوريا.


وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في بيروت ان انتحاريا فجر نفسه بسيارة "ما ادى الى مقتل رئيس الفرع وهو ضابط برتبة رائد، وسبعة عناصر".
من جهتها، افادت سانا ان التفجير ادى الى "استشهاد ثمانية مواطنين واصابة 41 آخرين بجروح"، والحاق اضرار مادية بالغة في المكان. وتقع السويداء تحت سيطرة النظام، وبقيت الى حد كبير في منأى عن النزاع.
وعرضت قناة "الاخبارية" السورية لقطات من مكان التفجير تظهر العديد من السيارات المحترقة، في حين يعمل رجال الاطفاء على اخماد النيران التي ما زالت مندلعة في بعضها، وسط تجمع مئات الاشخاص.


الميدان


ميدانيا، تواصلت اعمال العنف في مناطق عدة. واعلن المرصد ان مقاتلين بينهم جهاديون من "الدولة الاسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة" (المرتبطتين بالقاعدة) وكتائب اخرى سيطروا "على مبان ومخازن في مستودعات الاسلحة التابعة للقوات النظامية قرب بلدة مهين في ريف حمص (وسط)"، واستولوا على كميات من الاسلحة.
واتى ذلك بعد اسبوعين من المعارك العنيفة للسيطرة على هذه المستودعات التي تعد من الاكبر في سوريا. الا ان مصدرا امنيا سوريا نفى لفرانس برس سيطرة المقاتلين على الاسلحة، مؤكدا مواصلة المعارك وتكبيد المسلحين "خسائر كبيرة".


وفي شمال البلاد، افاد المرصد ان مقاتلين من "الدولة الاسلامية" وجبهة النصرة سيطروا على محطة حرارية اساسية لتوليد الكهرباء الى الشرق من حلب، كبرى مدن الشمال السوري، متخوفا من ان يؤدي ذلك الى قطع التيار الكهربائي عن المدينة التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليها.
من جهتها، سيطرت القوات النظامية على غالبية بلدة تل عرن ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، وذلك بعد ايام من سيطرتها على مدينة السفيرة الاستراتيجية القريبة منها، بحسب المرصد.


وفي الرقة، وهي مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام، قال المرصد ان الجهاديين اعدموا طبيبا "بإطلاق الرصاص عليه في ساحة المحافظة"، بعد اتهامه بانه "يتاجر بالاعضاء البشرية ويقوم بتصوير المقاتلين والثوار ويرسل الصور الى المخابرات التركية".
وفي المدينة نفسها، قطع مقاتلو "الدولة الاسلامية" رأس تمثال يعرف باسم "تمثال الحرية"، ويجسد فلاحا وفلاحة بالزي التقليدي يرفعان مشعلا، بطريقة مماثلة لتمثال الحرية في الولايات المتحدة.


"جنيف – 2"


دبلوماسيا، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استعداد بلاده، ابرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام والمعارضة قبل مؤتمر جنيف 2.
وقال بوغدانوف، حسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للانباء، ان "اقتراحنا باجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في اطار الاعداد لجنيف-2 مهم، لخلق اجواء ملائمة واتاحة مناقشة المشاكل القائمة".


ويأتي الاقتراح الروسي غداة فشل اللقاء الثلاثي الذي عقد الثلثاء بين الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابرهيمي ومسؤولين روس واميركيين، في التوصل الى الاتفاق على موعد لعقد جنيف 2 الذي من المزمع ان يجمع ممثلين للنظام والمعارضة سعيا للتوصل الى حل سلمي للنزاع.
وكان الابراهيمي رفض الثلاثاء تعداد نقاط الخلاف التي حالت دون الاتفاق على تحديد موعد للمؤتمر، لكنه اشار الى ان "المعارضة السورية منقسمة وليست جاهزة"، مبديا امله في عقده قبل نهاية العام الجاري.


وتواجه المعارضة انقسامات داخلية وضغوطا خارجية للمشاركة في المؤتمر. ويشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على ضرورة ان يضع المؤتمر جدولا زمنيا لمرحلة انتقالية تنتهي برحيل الاسد. الا ان النظام يؤكد عدم ذهابه الى جنيف 2 "لتسليم السلطة"، ويرفض البحث في مصير الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته في العام 2014.
وردا على ذلك، اعتبر الائتلاف السوري المعارض ان هذه التصريحات تظهر ان النظام "يتخبط في محاولة لاخفاء عجزه وعدم استعداده للتعامل مع أي حل سياسي"، وذلك في بيان اصدره الاربعاء.


واليوم، قارن الاسد بين النزاع ضد مقاتلي المعارضة الذين يعدهم "ارهابيين"، والنزاع الاهلي الذي غرقت فيه الجزائر قرابة عقد من الزمن. وقال خلال استقباله وفدا جزائريا ان "مواقف الشعب الجزائري المساندة لسوريا ليست غريبة عن هذا الشعب، خصوصاً انه خاض تجربة مشابهة الى حد بعيد لما يعانيه الشعب السوري الآن في مواجهة الارهاب"، بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة سانا.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم