الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هدى متروكة.. \r\n

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
A+ A-

هل "البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً" الذي أطلقته الحكومة اللبنانية عبره تقديم خدماتها العينية للأسر اللبنانية الفقيرة، إسم على مسمى؟ أم فكرة ضائعة بين احتمالات التنفيذ والتجاهل؟ قد نعثر على الجواب في قصة برناديت الشدياق صاحبة الطلب الذي يحمل الرقم 2300516 تاريخ 5/12/2011.


ما أن توسّمت برناديت وشقيقتها المعّوقة هدى خيراً بزيارة المحقَّقة الإجتماعية منزلهما، في شوّيا – المتن، المكلفة من مركز الخدمة الإجتماعية في بكفيا، الكشف على وضعهما العائلي استناداً إلى المعايير التي وضعتها وزارة الشؤون الإجتماعية على أن تخصص لهما ما يلزم من خدمات في البرنامج، وملأت لهما الطلب، حتى دخل الموضوع طي النسيان بعد عامين من الإنتظار.


بالوقائع تعيش هذه العائلة المؤلفة من شخصين تحت مستوى خط الفقر والحرمان، وقد فقدتا والديهما في مرحلتين متباعدتين، ولم يرثا منهما غير شظف العيش والبيت الذي يقيمان فيه. لم تعرف السيدتان من الحياة غير قساوتها، فبرناديت التي ناهزت الـ54 عاماً، تعاني آلاماً في الظهر ومشكلات صحية كثيرة وهي محرومة من دخول المستشفى لإجراء الفحوص اللازمة، فمبلغ 400 الف ليرة لبنانية، الذي تتقاضاه شهرياً من خالها وزوجته المسنّين، اللذين ترعاهما وتهتم بشؤونهما في منزلهما القريب، "بالكاد يُغطي المأكل والمشرب". غير أن المعاناة لا تقف عند هذا الحد، تقول برناديت بغصة، "همي الكبير هو هدى الراقدة في الفراش ليل نهار، وذلك بسبب الإعاقة الجسدية التي ألمت بها منذ أكثر من تسعة أعوام، وهي من حاملي بطاقة المعوّقين ولم تستفد منها إلا في حالات دخول المستشفى، الأمر الذي يؤلمني كثيراً". تسأل: "أين وزارة الشؤون الإجتماعية ولماذا حرمتنا من المساعدات التي تذهب إلى عائلات سوانا؟ ألا نستحق العيش بكرامة واحترام؟ أو لو كنت من مؤيدي زعيم سياسي هل كنت حصلت على حصة من الخدمات لهدى؟".


لا تجد برناديت سنداً يخفف عنها هموم الحياة الثقيلة، "أشعر دائماً بأنني أستجدي من أجل تأمين الدواء لشقيقتي، والحفاضات، ومستلزمات ملّحة أخرى بسبب وضعها الصحي الذي يزداد سوءا"، وهي في المناسبة تشكر الصليب الأحمر اللبناني الذي يوّفر لهدى ما في وسعه من أدوية وغير ذلك.
موسم الشتاء اقترب، وبرناديت قلقة لعدم قدرتها على تأمين المازوت للتدفئة، وهي تستخدم الغاز لتسخين المياه للإستحمام.


إذا كانت برناديت وشقيقتها تسكنان في منزل والديهما "المتواضع بأثاثه وفرشه، فهل مبلغ 400 الف ليرة كافٍ لتغطية مصاريف، المأكل والمشرب ودفع فواتير الكهرباء والمياه، والدواء"؟


تابعت "النهار" منذ عام تقريباً، طلب برناديت لمعرفة السبب الذي حال دون إفادتها من خدمات البرنامج، فكان رد المحققة الإجتماعية آنذاك: "تقرير الوزارة أثبت أن عائلة الشدياق تُعتبر من الأسر الفقيرة وهي على لائحة العائلات التي يُفترض أن تتم مساعدتها". واكتفت بهذا القدر من المعلومات على أن تزودنا غيرها لاحقاً علّنا نصل إلى جواب واضح وشافٍ...ثم ضاعت الطاسة و"الذي هرب هرب والذي ضرب ضرب".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم