هذا الشاب... هذا الرجل... كان يرسم مستقبلنا
06-06-2018 | 14:47
المصدر: من أرشيف "النهار": 14 - 6 - 2012
كل الذين يعرفون غسان تويني من بعيد أو من قريب يتحدثون عن فكر الرجل، عن جرأته، عن ديبلوماسيته، عن مهنيته، لكنهم، أو معظمهم، لا يعرفون الانسان الذي فيه، أو الانسان الذي هو.من الضروري الاضاءة على جانب آخر في شخصية الرجل، الذي انتفض على الواقع باكراً جداً. فلم يلتزم حدود "نهار" والده، وشوارع الاشرفية، بل شد الرحال الى البعيد، ولكن الى هارفرد، وليس الى المغتربات التي يحلم قاصدوها بالمال الوفير والحياة الهانئة.ذهب طلباً للعلم الذي لم يكن يرتوي منه، أحب الفلسفة فدَرَسها ودرَّسها، وكان يفلسف كل الامور حتى أمكنه أن يتجاوز كل المحن، والتجارب على قول المؤمنين. وهي تجارب لو مرت على غيره لجعلته كافراً وملحداً ورافضاً هذه الارادة الإلهية. لكن غسان تويني، وبفضل الفلسفة ربما، نمّى ايمانه، فقبل تلك "المشيئة الإلهية".ظل عاشقاً للفلسفة حتى أيامه الاخيرة، لذا أحب بولس الرسول الذي زاد على المسيحية الاولى، البسيطة الايمان، والادراك، البعد اللاهوتي والفلسفي.أذكر مرة قبل سنوات ان نايلة أخبرته بعيد ميلادي، فسألني عن عمري، وأردف يسأل "كم كتاباً قرأت في هذه السنين؟"، وقال انه سيهديني موسوعة فلسفية صادرة حديثاً في ثلاثة أجزاء. ولما كنت أعلم تماماً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول