السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

محمد قيس وحيداً: أين البرامج الإنسانية؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
محمد قيس وحيداً: أين البرامج الإنسانية؟
محمد قيس وحيداً: أين البرامج الإنسانية؟
A+ A-

تغرق الشاشات في دراما تقطع غالباً الصلة بالواقع، ووحدها "أم تي في" تحاكي الفقراء. في الشارع حيث الإنسان المُتعب والمُحمَّل أثقال الأرض، يجول محمد قيس، مقدّماً المساعدة. تنطفئ برامج الخير في #رمضان وأحدٌ لا يهتم بأحد. يبحث التلفزيون عن ربحه في مكان لا تطئه أقدامٌ مُعذَّبة. تذكُّر المُتعبين يقتصر على المناسبة، ورغم ذلك سلّمنا بالأمر. لا بأس بأضواء موقتة تُلقى على فئات منسية قبضت عليها الظلمة. لا بأس بربط المناسبات الدينية بالبؤساء: الجمعة العظيمة ورمضان وليلة الميلاد. نرضى طالما أنّ النيات طيبة والمشهد مُجرّد من المِنّة والشفقة. في رمضان 2018، "تركا علينا" يُفرِح قلوباً تحتاج إلى التفاتة. 

المسألة ليست دهان جدران أو أثاث منزل أو ثمن العلاج وتكاليف العرس. هي في المبادرة الطيّبة. وأعمال الخير لا يُحكم عليها سوى بالخير. الغياب المُحزن لبرامج إنسانية يقابله حضور قيس القادر على مَدّ الآخرين بالبهجة. يزور شوارع تنساها غالباً الكاميرات، ويدخل منازل لا وجود لها عادة في المسلسلات. هنا الوجه الحقيقي للبؤس البشري ودراما الإنسان. يوظّف قيس الجهات الداعمة لغرض إنساني، فيُغيّر نفسيات ويعزّز الأمل بالحياة ويترك بشراً أمام واقع آخر.

الفارق في دواخلنا قد تصنعه كلمة أو موقف مؤثر. إسعاد الناس ليس بحجم الهدية، بل بكيفية تلقّيها، بأيّ روحية وأيّ قلب. قيمة البرنامج بقدرته على إدخال السرور إلى أرواحٍ مِن تعب. "أعطوا تُعطوا كيلاً جيداً"، وجمال الحياة في العطاء الصادق.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم