"شمش" عرضٌ رؤيوي وجداني لزاد ملتقى في متحف سرسق

"شمش" المعرض الذي يحضنه متحف سرسق، بعد بيينال البندقية، حتى الخامس والعشرين من حزيران، ليس عملاً ثابتاً، واقفاً في الزمن، ولا لوحات يعبر المشاهد أمامها، غريباً عنها، ثم ينسى ما رأى. المُشاهد، قبل دخوله في شمولية العرض، يدخل في صميم الموسيقى التي ألّفها زاد ملتقى بوحي من نشيد حمورابي، إله العدل السومري، وأنشدتها جوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب توفيق معتوق.  استند زاد ملتقى في كتابته موسيقى النشيد إلى مفردات أكادية مشوّهة، مبتورة، كأن صاروخاً سقط في وسط اللغة واشعل حريقاً في الكلمات. على هذا النشيد قام العرض في القاعة التي انتصب في وسطها الصاروخ الحامل غير معنى. العتمة والضوء الشحيح، كانا الدليل لدخولنا إلى القاعة، شريكين في هذه الرحلة الزمنية التي غامر بها زاد ملتقى، لا كأركيولوجي ينكش بمعوله موقعاً معيّناً، لا كمؤرّخ اختار ناحية من التاريخ يجعل عليها دراسته، بل هو كلاهما، ذلك المنقّب في الزمن، المتأمل في علاقة الإنسان بتاريخه، بطبيعته، بماضيه، وحاضره. انتماؤه الكلّي إلى مواطنية شمولية، له في كل حضارة ولغة وملامح إنسان، أرض صالحة للزرع، برزت أساساته إنطلاقاً من...