الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الانحسار الديموقراطيّ العالميّ: التسلطية تقارع الشعبوية

الأب صلاح أبوجوده اليسوعي
Bookmark
الانحسار الديموقراطيّ العالميّ: التسلطية تقارع الشعبوية
الانحسار الديموقراطيّ العالميّ: التسلطية تقارع الشعبوية
A+ A-
مع انهيار سياسة ليبراليّة السوق في العام 2008، بلغ انحسارُ موجة التفاؤل التي عمّت العالم بمستقبل زاهر للديموقراطيّة أشدَّه، وهي موجة بدأت في أعقاب الثورات السلميّة الملوّنة التي حدثت في نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، ولا سيّما في وسط أوروبّا وشرقها. فقد بدأ التراجع الديموقراطيّ يتسارع في الديموقراطيّات الحديثة والضعيفة متأثّرًا، من جهة، بمقاومة الأنظمة التسلّطيّة وبازدواجيّة معايير السياسات الخارجيّة التي انتهجتها الولايات المتّحدة الأميركيّة وحلفاؤها؛ وبانهيار سياسة الأسواق المفتوحة والابتعاد عن مركزيّة الغرب أو القطب الأُحاديّ، من جهة ثانية. غير أنَّ القلق على مستقبل الديموقراطيّة أخذ يتفاقم منذ حوالى نصف عقد، عندما بدت حصون الديموقراطيّة نفسها مهدّدة من داخلها، مع صعود الحركات الشعبويّة وأحزاب اليمين المتطرّف، كما بيّنت نتائج الانتخابات البرلمانيّة والرئاسيّة إبّان هذه المدّة في بلدان عديدة، منها: إيطاليا والنمسا وألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد وبريطانيا والولايات المتّحدة الأميركيّة، ويُضاف إليها ديموقراطيّات حديثة نسبيًّا في بلدان مثل هنغاريا وبولندا وغيرهما.لقد قامت في وجه المدّ الديموقراطيّ الذي تنامى مع الثورات الملوّنة الأوروبيّة، الأنظمة التسلّطيّة والأوتوقراطيّة والتيوقراطيّة، وبوجه خاصّ تلك التي سمّيت حينذاك بــ "الخمسة الكبيرة"، وهي: الصين وروسيا وإيران والسعوديّة وفنزويلّا. فبالرغم من اختلاف مصالح أنظمة هذه الدول بل وتعارضها في بعض الأحيان، فقد برزت ثمّة حاجة مشتركة بينها تتمثّل باحتواء المدّ الديموقراطيّ. وقد تميّز النظام الروسيّ من بين هذه الأنظمة بانتهاج سياسة خارجيّة دوليّة حيويّة رافقها أحيانًا استخدام القوّة العسكريّة، جعلته يبدو محور استقطاب الأنظمة التسلطيّة ومصدر إلهام لها، في ظلّ عجز الولايات المتّحدة الأميركيّة والدول الأوروبيّة عن انتهاج سياسة واحدة تجاهه. فعلى الصعيد السياسيّ، سُجّل تقارب روسيّ وطيد مع الصين وإيران وفنزويلّا. وعلى الصعيد العسكريّ، اجتاح الجيش الروسيّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم