السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

من ألوانهم تعرفونهم

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
من ألوانهم تعرفونهم
من ألوانهم تعرفونهم
A+ A-
الإنتخابات الأخيرة أعادت اللبنانيين إلى الأزمنة القبلية الغابرة. كانت القبائل تتصارع وتتقاتل تحت رايات الألوان. لكل قبيلة لون يميزها عن غيرها. كان اللون علامة الحروب.  ومن ليس منضوياً تحت هذا اللون هو الآخر، هو المختلف، هو العدو. وكان اختلاف الألوان علامة الفرقة والإنقسام وعدم معرفة الآخر أو الرغبة في التعرف اليه والإعتراف به. كان ذلك زمن الظلام، زمن القوقعة والخوف والإنغلاق، والتمييز. فالإنفراد بلون معين يرسم خطوطاً فاصلة بين الناس، لأنه يقيم جدراناً وحدوداً. إنه الإنقسام بحد ذاته. انت لست من لوني ولا علاقة لي معك، لأني أنا على حق وأنت على ضلال. وأنا وحدي الصالح.التطورات السياسية في ما بعد، قادت إلى التوحيد. فانضوت القبائل والإقطاعيات تحت وحدة الدول، بقوة السلطة المركزية التي تكونت في مراحل حاسمة، ليصبح للدولة رأس معروف ولون واحد معروف.ولم نكن نحن في لبنان بحاجة إلى المزيد من علامات الإنقسام، وإلى القمصان والرايات الملونة. وفي ما يتجاوز البحث في تكاليف تلك الملابس والرايات واللافتات المعلقة، فإن الأثمان الباهظة هي في مكان آخر.إنها في الشرذمة. كأنه كان ينقصنا الألوان بدل الإنضواء تحت اللون الوطني الواحد.وبعدما إستهلكت الألوان الأساسية، لم يعد لدى البعض سوى ألوان مستغربة ومضحكة إنضووا تحتها. في المباريات الرياضية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم