ايران تكليفها شرعي وروسيا توزع دروعاً على حمامات السلام!

استفزت مقاربتان روسية وايرانية للتدخل الاقليمي والدولي في الشرق الاوسط عموماً وسوريا خصوصاً، جمهور مؤتمر "الامن في خضم الانحلال" الذي نظمه "بيت المستقبل" في سرايا بكفيا، عندما استصدر الباحث في جامعة برنستون سيد حسين موسافيان "تكليفاً شرعياً لايران للتدخل في سوريا، واستوحت مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية ايلينا سوبونينا تمثالاً لدب روسي يوزع دروعاً على حمامات سلام في قاعدة حميميم، لتصف دور موسكو في المنطقة. إذا كانت مؤشرات عدة أوحت أخيراً بشرخ بين موسكو وطهران يمكن أن يخفف الضغط على سوريا، أعاد الباحث الزائر في برنامج كارنيغي للشرق الاوسط جوزف باحوط ضبط ايقاع التكهنات بقوله إن الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي الايراني يبدد فرصاً محتملة لدق اسفين بين الجانبين، ويقربهما من جديد، فضلاً عن انه يفسح في المجال لدخول الصين لاعباً جديداً في المنطقة.طوال يومين، انكب خبراء وباحثون وأكاديميون لبنانيون وعرب وأجانب على البحث في ظاهرة تفكك الدول وعملية التفتيت الداخلي التي تشهدها وصولاً الى انهيار النظام الاقليمي وتقويم تداعيات ذلك على مختلف المجالات. ونظمت المؤتمر مؤسسة "بيت المستقبل" بالتعاون مع مؤسسة "كونراد اديناور ستيفتونغ" و"مركز فارس" وافتتحه الرئيس أمين الجميل، كما ألقى رئيس الوزراء سابقاً فؤاد السنيورة كلمة في الجلسة الافتتاحية.تناولت الجلسات الانحلال المتعدد الوجه، وظاهرة التفتت التي فتكت بالمنطقة وتداعياتها المختلفة من انهيار الحدود الوطنية مروراً بظهور الدول الفاشلة وصولاً الى الخلاف السني- الشيعي والخلافات بين الجماعات العرقية المتنافسة والاقليات. واستأثرت انعكاسات حكم الميليشيات وانحلال الدول على الامن بحيز واسع من النقاش الذي ألقى الضوء على الاوضاع في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج.بمنطق علمي، رأى المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، ومقرها دبي، رياض قهوجي أن الميليشيات صارت الاداة المفضلة للاعبين الاقليميين والدوليين لخوض حروب بالوكالة بعضها ضد البعض، وهو ما يعتبره الخبراء العسكريون الحرب العسكرية الرابعة التي...