في سوريا...ايران تكليفها شرعي وروسيا توزع دروعاً لحمامات السلام!

على مدى يومين، انكب خبراء وباحثون وأكاديميون لبنانيون وعرب وأجانب على البحث في ظاهرة تفكك الدول وعملية التفتيت الداخلي التي تشهدها وصولاً الى انهيار النظام الاقليمي وتقييم تداعيات ذلك على مختلف المجالات. ونظمت المؤتمر مؤسسة "بيت المستقبل" بالتعاون مع مؤسسة "كونراد اديناور ستيفتونغ" و"مركز فارس" وافتتحه الرئيس أمين الجميل، كما ألقى رئيس الوزراء الاسبق فؤاد السنيوة كلمة في الجلسة الافتتاحية. تناولت الجلسات الانحلال المتعدد الوجه، وظاهرة التفتت التي فتكت بالمنطقة وتداعياتها المختلفة من انهيار الحدود الوطنية مروراً بظهور الدول الفاشلة وصولاً الى الخلاف السني الشيعي والخلافات بين الجماعات العرقية المتنافسة والاقليات. وكان لتداعيات حكم الميليشيات وانحلال الدول على الامن حيز واسع في النقاش الذي ألقى الضوء على الاوضاع في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج.الحرب العسكرية الرابعةبمنطق علمي، اعبتر المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، ومقرها، دبي رياض قهوجي أن الميليشيات صارت الاداة المفضلة للاعبين الاقليميين والدوليين لخوض حروب بالوكالة ضد بعضها البعض، وهو ما يعتبره الخبراء العسكريون الحرب العسكرية الرابعة التي تتمثل بخسارة الحكومة المركزية احتكارها لاستخدام السلاح أو للجوء الى العنف. وبتقويمه قهوجي، تعتمد ايران هذا النوع من الحروب بطريقة ممتازة، وهي تجاوزت روسيا في هذا المجال. ففي العراق وحده، أحصى كبير الباحثين في مركز الخليج للأبحاث محمد اليحيى 47 ميليشيا يتفاوت التأثير الايراني عليها. أما في لبنان فيرى أن الخط الفاصل بين اللاعبين المنتمين الى دولة state actors وتلك غير التابعة للدولة non state actors تختفي.ولئن أوحت الانتخابات العراقية أن العراقيين يريدون الابتعاد عن ايران، كما عن الولايات المتحدة، باعطائهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حصة كبيرة من التصويت، لفت الناطق السابق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ الى ان الصدر قد يكون يريد التحرك بعيداً من ايران، ولكن "طهران تمسك بمناصب اساسية في تياره". وفي اعتقاده أنه سيكون صعباً عليه الخروج من هذه التوليفة. ...