في أول زيارة له إلى صيدا منذ انتخابه البطريرك العبسي: زيارتي هي لكل أبناء المدينة

اعتبر بطريرك انطاكية وسائرالمشرق للروم الكاثوليك يوسف العبسي، أن زيارته إلى صيدا هي زيارة لكل أبناء المدينة، اذ كل واحد منا هو كل للكل، ورأى أن جمال لبنان النادر هو في التوافق والتفاهم والعيش معاً، لا عن غصب أو خداع بل عن رضى وصدق وقناعة. 

في أول زيارة له منذ انتخابه إلى أبرشية صيدا للروم الكاثوليك، استقبل البطريرك العبسي بحفاوة مميزة، فأقيم له بعد وصوله إلى صيدا، قرابة الساعة الرابعة بعد الظهر حفل استقبال حاشد في باحة القصر البلدي في المدينة، شارك فيه النواب ميشال موسى ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبهية الحريري وسليم الخوري وممثلون عن النائبين علي عسيران وأسامة سعد، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي والمطارنة مارون العمار وإيلي الحداد وشكرالله نبيل الحاج والياس الكفوري وادوار ضاهر، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم وممثلون عن مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ومفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران وجمع من رؤساء المجالس البلدية والاختيارية والكهنة والرهبان والراهبات.

وألقى رئيس بلدية صيدا السعودي كلمة رحب فيها بالبطريرك العبسي، وقال: كل الأحداث التي مرت على صيدا منذ الفي عام، بقي الثابت الوحيد الذي تقف شاهدة عليه كنائسها ومساجدها، هو أنها مدينة العيش المشترك، التي لم يلغِ أحدٌ أحداً فيها على مر العصور. وهذه الخاصية هي التي جعلت من صيدا اليوم محور القرى المحيطة بها، وصلة الوصل بين كافة الأديان والمذاهب.

وأضاف السعودي، ولأن صيدا كذلك تستقبل اليوم بكل حفاوة غبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي الطوبى، الذي يحل ضيفاً عزيزاً على مدينته وأهله في صيدا.

  العبسي

ثم القى البطريرك العبسي كلمة شكر فيها الحضور وقال: هذا اللقاء الذي أردتم أن نفتتح به زيارتي غني بمعانيه الوطنية والانسانية والدينية، يضفي على الزيارة جواً صيداوياً جنوبياً ويضعها في إطارها الصحيح. هي زيارة لجميع أبناء صيدا، إذ كل واحد منا هو كل للكل، وهذا يعبر أجمل تعبير عن انتمائنا أولاً إلى بلدنا لبنان الواحد، بلد الجمال لا في الطبيعة وحسب، بل في القلوب، في تلك الزهور اللبنانية النادرة التي تتفتح معاً في كل صباح وتغفو معاً في كل مساء على نداء الأجراس ودعاء المآذن. جمال لبنان ليس بالطبيعة ولا بالمال ولا بالأبنية بالرغم من أهمية هذه، بل جمال لبنان النادر في التوافق والتفاهم والعيش معاً لا عن غصب أو خداع بل عن رضى وصدق وقناعة.

وأوضح العبسي أن زيارته كان مخططاً لها في غير هذا الوقت، إلا أن الظروف شاءت إلا أن تكون في شهر رمضان الفضيل، حيث تتعانق القلوب وتتآلف الأفكار، هي إصبع الله الحكيم العليم التي تخط الدروب وتدلنا عليه، فنشكره وندعو إليه أن يتقبل صيام عبيده وصلاتهم وزكاتهم، وأن يكافئ جهادهم الروحي بغزير بركاته وأن يبلغهم راضين شاكرين إلى الفطر السعيد.

ومن باحة بلدية صيدا مشى الحضور سيراً على الاقدام إلى مطرانية صيدا للروم الكاثوليك تتقدمهم الفرقة الموسيقية لكشافة الجراح. ولدى وصول الموكب إلى باحة المطرانية تزامن قرع الأجراس مع صوت رفع أذان العصر.

وترأس العبسي القداس الإلهي في كنيسة كاتدرائية القديس نيقولاوس، حيث انضم إلى الحضور النائب زياد اسود وهيئات روحية وجمع من أبناء الرعية.

ومن المقرر أن يزور العبسي صباح يوم غد الأحد مزار سيدة المنطرة في مغدوشة.