الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحصص الإضافية... بين حاجة الطالب و"تجارة الأستاذ"

المصدر: "النهار
علي عواضة
علي عواضة
الحصص الإضافية... بين حاجة الطالب و"تجارة الأستاذ"
الحصص الإضافية... بين حاجة الطالب و"تجارة الأستاذ"
A+ A-


أيام قليلة تفصلنا عن الامتحانات الرسمية في لبنان، آلاف الطلاب بدأوا بالتحضير لهذا اليوم المفصلي في حياتهم الدراسية. منهم من اعتمد على الحصص المدرسية، والبعض الآخر فضل الاعتماد على الساعات الاضافية لتحسين حظوظه في النجاح. فالاختبار الرسمي هو الأول من نوعه لطلاب الشهادة المتوسطة، وما قد يشهدونه داخل قاعات الامتحان يختلف كلياً عن الامتحان داخل المدرسة. 

استعدادات الطلاب ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، فمنهم من يصل الليل بالنهار لضمان النجاح، ومنهم يفضل الساعات الإضافية كالطالبة سلوى حيدر (طالبة في صف الشهادة المتوسطة)، التي لم يحالفها الحظ في السنة الماضية لضعف المدرسة في إعدادها كغيرها من الطلاب، حسب تعبيرها. أما اليوم فهي تعتمد على الساعات الإضافية، بالإضافة الى الحصص المدرسية.

وتتكلف سلوى ما يقارب 150 دولاراً شهرياً، لقاء مشاركتها في صفوف خاصة مع عدد من الطلاب، لأنها غير قادرة على دفع تكاليف مدرس خاص.



وعلى عكس سلوى، فالشاب بهاء غنام يضطر إلى دفع 20 دولاراً عن كل ساعة خاصة، مقابل تقويته بالمواد العلمية والرياضيات، ما يكلفه مبالغ طائلة شهرياً خصوصاً في الأسابيع الأخيرة قبل الامتحانات حيث تتضاعفت الحصص التعليمية الخاصة.

وعن أسباب لجوئه إلى مدرس خاص بعيداً من المدرسة، يؤكد والده أن ابنه ضعيف في المواد العلمية، والمدرسة لا يهمها سوى الحصول على الأقساط المدرسية.

أما بهاء فيعتبر أن المدرس الخاص يعطيه دروساً بطريقة سلسلة ويركز على المواد المهمة، "في أحلى من المدرسة بالبيت؟".

قسم كبير من الطلاب يفضل الساعات الإضافية، حتى أصبح الاستاذ يعتمد على تلك الساعات أكثر من اعتماده على راتبه من المدرسة، فتحولت المسألة الى تجارة مربحة، ومضاربة بين أستاذ وآخر للحصول على أكبر عدد من الطلاب، وهو ما دفع بالعديد من المدارس الى اعتماد الساعات الإضافية لطلابها ضمن البرنامج التعليمي، وهو ما تقوم به مدارس العرفان.

قسمان

وبحسب مدير المدرسة الشيخ عماد فرح، فإن طلاب الشهادات المتوسطة ينقسمون الى قسمين منهم من هو بحاجة الى دروس اضافية مكثفة في بعض المواد، والبعض الآخر بحاجة الى تلك الدروس ولكن بوتيرة أخف. حيث يحصل الطلاب ضمن العام الدراسي على الساعات بدون أي مقابل مادي.



ومن ضمن الاستعدادات للامتحانات الرسمية، تقوم المدرسة بإجراء العديد من الاختبارات على الطريقة الرسمية وهو عامل يساعد الطلاب على التعوّد على نمط الامتحانات الرسمية بعيداً من التوتر والإرباك الذي يحدث مع الطالب أثناء الامتحان.

الانجيلية

من مدارس العرفان، الى المدارس الإنجيلية، فقد أكد الأمين العام لرابطة المدارس الانجيلية الدكتور نبيل قسطة أن المدارس الإنجيلية تُخضِع أساتذتها إلى دورات تدريبية لتقديم المعلومة للطلاب بشكل مميز، ليحصل الطلاب على نجاح مميز في الامتحانات، على عكس بعض المدارس التي تستقطب الطلاب المميزين وترفض الطلاب ذوو المستوى الأدنى.

واعتبر قسطة أن المدارس يجب ان تركز على طلابها خلال العام الدراسي، وفي حال احتاج الطالب إلى ساعات اضافية فيعني ذلك وجود خلل، مطالباً بإعادة النظر بالمناهج التعليمية وكمية المواد التي تعطى للطالب خلال العام.

"حدا عندو سؤال"


بدوره يؤكد الرئيس السابق للمركز التربوي للبحوث والإنماء نمر فريحة، أن العديد من الطلاب يعانون من الضعف، نظراً لأن التعليم جماعي. وفي حال سأل الأستاذ "حدا عندو سؤال" بالطبع ستكون الإجابة جماعية "فهمنا أستاذ"، ما يشكل حالة من الضعف لدى العديد من التلاميذ، عندها يلجأ الأهل الى الأستاذ الخاص لدعم قدرات أولادهم التعليمية.

وأكد فريحة أن الطالب يبني معلوماته الفكرية خلال السنة وليس آخر شهر من السنة، فيتحول الطالب الى آلة حفظ يختبر ما تذكر خلال الامتحان، وبعد الانتهاء من التقديم الرسمي ينسى الطالب كل ما حفظه خلال العام الدراسي أو الشهر الأخير، وهنا تكمن المشكلة.


[[poll id=360]]



أما الخبير التربوي الدكتور عدنان الأمين فرأى أن الدعم الإضافي واجب على المدرسة تقديمه للطلاب لتعويض بعض الخلل الحاصل في العام الدراسي، ولكن العديد من المدارس لا تهتم بهذه المسألة، وكأن الدعم للطالب هو على المقتدر مادياً، وهذه مسألة خطرة وقد تحولت في بعض المدارس الى تجارة.

وفي استطلاع بسيط لعدد من الطلاب، تلاحظ الحاجة الملحة لمعظمهم إلى المدرس الخاص، أو المعاهد التي تساعد الطلاب حيث يقدم العديد من الأحزاب في المناطق حصصاً تعليمية إضافية نهار الأحد، مقابل بدل مادي رمزي.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم