أرسلان لجنبلاط: ضب الزعران عن الأوادم وما حصل في الشويفات اشتباك مسلح

أشار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان، في مؤتمر صحافي عقده بدارته في خلدة، تناول فيه حادثة الشويفات الأليمة، إلى أن إشكال الشويفات تم تناوله على أنه اشكال فردي وكأن المقصود فيه الشهيد علاء أبو فرج الذي نعتبره شهيد الشويفات وشهيد الحزب الديمقراطي وشهيد طلال أرسلان. وتقصدنا طيلة الأربعة الأيام الماضية ورغم تعرضنا إلى حملات تجريح شخصية من قبل بعض الأوباش ان نبقى على صمتنا احتراماً لعائلة ودماء الشهيد، إلا ان هذا الاستهتار بكرامات الناس غير مقبول لا بالشكل ولا بالمضمون ولن نقبله ولن نتعايش معه مهما كلف الأمر من أثمان

وقال أنّ في السياسة يمتلك الفرد حريّة قول ما يريد تهجماً وإنتقاداً، وإنما بالنعوت والإتهامات بالقتل التي نفثها من تليق به هذه الأوصاف، فلا تقال لأشراف الناس ولمنازل مثل منزل الأمير مجيد إرسلان في هذه الطائفة الذي لا ينقصه براءة ذمة من أحد بل هو من يعطي براءات ذمة لكل الناس إبتداءَ بمن يرى نفسه كبيراً جداً. فتاريخنا يشرف ولا نستحي به، هو التاريخ الذي لم يتاجر بالدم ولم يضع العباد ليصل عبرهم إلى مناصب ومراكز أو قوة أو سلطة

وأضاف: "نحن دفعنا أثمان إنطلاقاً من تربيتنا التوحيدية الشريفة كرامة هذه الطائفة وهذا واجب علينا قمنا به عبر كل السنوات الماضية."

وسلط إرسلان الضوء على إشكال الشويفات الذي حاول البعض تزويره بأنه إشكال فردي والحقيقة أنه إشكال مسلح دام لأكثر من ساعتين وأنا تواصلت أربع مرات مع المخابرات.

وأكمل متمنياً لو لم تصل الأمور إلى مخاطبة وليد بيك جنبلاط عبر الإعلام، الا اننا اصبحنا مضطرين لذلك واقول له ان الطائفة الدرزية قدمت لك أغلى ما تملك في أصعب الظروف وأحلكها فاقول لك "ضب الزعران عن الأوادم..." والكلام النابي الذي يصدر عمن يدعون بأنهم نواب وقيمين على الطائفة ومصالحها ودمائها، فالمسؤول عليه أن يزن كلامه قبل التفوه به. علاء أبو فرج هو ضحية الخطاب البذيء واللا أخلاقي والتحريض والحقد في النفوس كلها عوامل أدت إلى هذا المشكل والإشتباك.

وأشار إلى أنه لا يزعل إذا انتقد نائب أو مسؤول في السياسة إنما أنت يا وليد بيك من فسح المجال وأنا لا أرد على أشخاص لا أراها مطلقاً ولا يعنوني بشيء وأنا أدعوك يا بيك إلى التفاهم بكل وضوح وصراحة... كل من تكلم من الذين يدعون بأن أولادهم لك، بقلة أخلاق وأدب وتهذيب مع خلدة ودار خلدة لن أرد على أحد إلا عليك يا بيك شخصياً لأن كل الذين "فلتوا" ينضحون بتربيتهم وأحقادهم الدفينة على الدروز أجمعين لأن الموحد لا يمكن أن يصدر منه هذا الكلام، فالصدق من شيم التوحيد ليس الغدر والكذب وليس الطعن بالظهر والتجارة بدماء الناس الأبرياء الذين يوضعون في كل مرة على مذبح السياسة."

وسأل ارسلان: "هل هذا هو ثمن السياسة والنيابة والوزارة؟ هذا هو ثمن السلطة؟ دم شباب أبرياء ليس لهم لا بالعير ولا بالنفير بالذي حصل..."

وإستخدم إرسلان قول المشايخ الأتقياء والأنقياء: "من وليّ على عدد من الرجال كان له عقل الكل." عله في هذا القول يرد العقل الصالح لمن نفذ عقله وعقلانيته. ولا اعلم إذا كان يعرف هذا القول، كما هناك قول اخر "من خشي من بشرٍ مثله سلط عليه"، عسى ان تكون يا بيك تعرفه، ولكني اشك بذلك.

وأكمل إرسلان جائداً أنه نحن تحملنا كل أنواع التزوير والكذب والتضليل، حتى الصور التي توزعت على وسائل التواصل الإجتماعي هي صور مزورة وتخللها صور لا تمت للواقع بأي صلة "أهكذا تبنى الثقة؟" الحمدالله يا بيك ضميري مرتاح." فإن تسأل في لبنان أي طرف سياسي كان أو مذهب أو طائفة يشهدون لطلال إرسلان بالصدق والشفافية والأمانة والإلتزام بالمبدأ. نعم، فنحن لا نتاجر بدم الناس."

وتابع بالقول: "يوم تريد تحريضنا على الشيعة وفي اليوم الثاني على المسيحيين واليوم الثالث على السنة لأنك تزاعلت مع الرئيس الحريري. نعم، فالقصة حسب مزاجك، وكفت ووفت ليقلب تحريضك على الدروز بين بعضهم، هذه السياسة مدمّرة وستساهم في توصيل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه وستورط أولادنا والجبل ونحن لا ننسى أنه لك الفضل على الجبل بأحلك الظروف، إنما كنت أتمنى أن تتقيد بالوحدة في الجبل لا أن تنقض عليها عندما تصل الأمور إلى مصالحك الشخصية وعندما تصل لقطف الثمار في السياسة على دماء العباد فتتاجر بها.

وكي يحفظ التاريخ ما جرى أعاد إرسلان سرد الأحداث إبتداءً من إتصال وليد بيك به في 24 نيسان الساعة الحادية عشرة إلا ربع ليلاً وطلب منه وتمنى عليه أن يصدر بيان مشترك بأن تكون الانتخابات ديمقراطية وبروح رياضية. فأجابه إرسلان بأن ما يريد منه شبر اريد هو منه متر ونحن حاضرون لصدور البيان، وكما تم الاتفاق توزع البيان في اليوم التالي اي في 25 نيسان. وإذ في 29 نيسان وخلال إحتفال لائحة المصالحة في عاليه لم يتقيد أحد من جماعة البيك في هذا البيان.

وطلب إرسلان من جنبلاط ألا يقوم بالتواصل معه وأن لا يطلب بيانات وبعدها يقوم بتفليت من يحوي بإهاناتهم الشخصية.

وأكمل إرسلان قائلاً: قبل أسبوعين أو أسبوع في الشويفات، وفي كلمة "نائب الفتنة" ولا أريد أن أناديه باللقب الذي أطلقته أنت يا بيك عليه وبتوصيفك له، قال ما قاله من كلام ناب وبحضور تيمور جنبلاط ولم ترد أيضاً ولم نرد على ما جرى في عاليه وفي بتاتر وفي بعقلين إلى أن وصلت أن تتكلم حضرتك يا بيك في نيحا وعماطور عن ال 57. أهكذا ترد الجميل للمير مجيد إرسلان بعد 35 سنة على وفاته؟ ألا تنبش القبور من 60 سنة بهذا الكلام؟ أليس معيباً هذا؟ هذه هي القيم؟ تريد فتح صفحة ال 57 وال 58؟ الناس لها كرامة ونستطيع أن نتكلم ولدينا أدق تفاصيل ال 57 وال 58، فكفى لعب على أوتار أنت بغنى عنها ونحن والطائفة أيضاً.

واردف بالقول: "ذكر الدروز بحقوقهم يا بيك وبعزهم وبفخر إنتمائهم ومقاومتهم وبمواقف العز والكرامة ولا تذكرهم بمواقف الفتن والغدر والطعن بالظهر.

واسترجع إرسلان في مؤتمره أحداث يوم الخميس، قبل الانتخابات بثلاثة أيام، حيث زار "نائب الفتنة" عائلتين كريمتين من أهلنا في الشويفات عائلة الجردي وعائلة صعب. ويوم الجمعة صدر عن الذين كانوا في الإستقبال في المحلتين أن كلامه جاء على أننا نحن والأمير طلال واحد ولا يوجد مشكل بيننا، ولكن تبين ان كلها لياقات مهترئة لأنه ليس صادقاً فيها ومن الكلام الذي قاله أن بعد الأحد سنهتم والأمير طلال بأمور الطائفة... إلى أن صدر الإثنين الفيديو المسرب له، فتمنى إرسلان على كل وسائل الإعلام نشر وإعادة نشر هذا الفيديو الذي يتضمن كلام ناب لا يليق إلا بقائله. وهذا ما تطلب محاولات تهدئة الناس التي استمرت حتى يوم الثلاثاء، لكن صفحات التواصل الإجتماعي ليست بيد أحد.

وقال: "أطلق علينا النار على ثلاثة شباب عزل من السلاح أمام مبنى أبو هدير في الشويفات، هذه التفاصيل نصل لها في القضاء. وبعد ربع ساعة من الوقت إنتقل المشكل من وسط الضيعة بعد أن توجهت السيارات نفسها مع بضعة سيارات أخرى إلى الميدان وقاموا بإطلاق النار على السرايا الإرسلانية.

وهنا يا بيك اقول لك:" هذه سرايا أجدادك يا وليد بيك تم اطلاق النار عليها ومدفن جدك يا بيك..."

وأضاف إرسلان أن في تلك الأثناء تم تبادل إطلاق النار وكان ممكن أن يستشهد أحد من أي فريق في هذا الإشتباك، فلا مهرب من القدر ومن يريد أن يحضر السوق عليه ان يبيع ويشتري. وصرختي مع الاجهزة الامنية كانت بهدف الإنتشار في الشويفات لأن الوضع يتفاقم ومن الصعب ضبطه ولا تهمني السرايا، كل ما يهمني هو دم الناس فقوموا بحماية الضيعة.

وقد حصل إشتباكين آخرين أدى اخرهم إلى استشهاد المرحوم علاء أبو فرج...

قام وليد بيك بالاتصال بي بعد نصف ساعة طالباً إعادة إصدار بيان مشترك بهدف تهدئة الأجواء وبعد صدور هذا البيان بدأ كل حاقد وكل قليل أخلاق ينضح سم وتحريض وإهانات شخصية لنا.

 ولفت إرسلان إلى أنّ إذا توجه أهل الفقيد بكلام لنا فهذا فكنا سنتفهم ذلك وهذا حقهم وهم مجروحون. لكن مسؤولي حزبك يا بيك لم يوفروا لحظة الا وتهجموا ولم ألبي دعوات الأهالي بالرد على ما يصدر بحقي إحتراماً لدم الشهادة وإلتزاماً بالبيان الصادر لما بعد دفن الشهيد. فبدأت التجارة بالدفن، أهذه عادات بني معروف؟

وذكّر الأمير باستشهاد الشيخ أبو غالب ابو إبراهيم في الخلوات وبالمعاملة التي صدرت إتجاه وليد جنبلاط، كما ذكر أيضاَ بالشهيد أكرم عربيد في الشويفات وكيف تعاملنا مع البيك. فبعد عشرة أيام من إستشهاد أكرم عربيد ورغم إنقطاع التواصل بيننا إتصل وليد بيك بي وطلب زيارتي في خلدة ومرافقته ليقوم بتعازي آل عربيد ولم يواجه البيك بأي شرط من قبلنا لأن اخلاقنا لا تسمح 

 بالمتاجرة بدماء أخ وصديق كأكرم عربيد.

وكسردٍ لوقائع أرادها إرسلان أن تؤرخ بعد أن حرفت التواريخ فقال: "لم يسمح للصليب الأحمر بالدخول إلى مكان إستشهاد علاء أبو فرج إلا بعد مرور عشرين دقيقة على وقوع الحادثة ولم يسمح لمخفر الشويفات أن يقوم بفتح محضر أو بالكشف على موقع وقوع الحادث؟ وتمنى إرسلان أن يتم وضع الأمور في إطارها الصحيح غير التحريضي. لكن أثناء تشييع الشهيد علاء تم إدخال موضوع تشكيل الحكومة في إستشهاد علاء أبو فرج، فما هي علاقة العهد والرئيس الحريري في هذه الحادثة؟

الملف هو ملف إشكال أمني وتبادل إطلاق نار في أكثر من موقع في الشويفات وهذا الملف يجب أن يكون في المحكمة العسكرية لكن بقدرة قادر تحول إلى النيابة العامة في جبل لبنان، فهل هو مشكل فردي؟ أبداً وإطلاقاً ليس كذلك إنما هذا تحريض وابتزاز وكلام نابي غير مسؤول يشعل الفتنة ولا يزن الكلمة الصادرة منه وأثر هذه الكلمة على المجتمع والناس الأبرياء، هذا من يتحمل كل نقطة دم سقطت في أي مكان.

وقال ارسلان: "يا وليد بيك تريد التهدئة والمعالجة فنحن حاضرون، وأنا أنتظر قرارك النهائي لكن بين السياسة وكرامتنا في هذه البلاد نحن نختار كرامتنا ولو بقيت بمفردي لن أعيش في هذه البلاد إلا بكرامتي ورأسي مرفوع مهما حاولت تطويقي وابتزازي والتهويل فلم تعد تنفع لأن الزمن الأول تحول ونحن لسنا طارئون على هذه البلاد. تمد يد نمد الإثنين فلا نائب ولا وزير ولا مجلس سياسي بل نريد أن تكلمنا وجهاً لوجه أنت أو تيمور بيك جنبلاط لأنني لا أريد أن تدخل الأوباش إلى منزلي.

ودعا ارسلان جميع أخوانه واهله في المناطق وتمنى على كل فرد بألّا يتدخل أحد بالحديث بينه وبين جنبلاط كما أنه لا يريد أي إشكال أو إستفزاز أو إهانة في أي منطقة. مضيفاً أنه نحن أولاد موحدون هناك أصول وأخلاق وإذا خاصمنا نخاصم بشرف وإن حالفنا نحالف بشرف وهدفنا من كلامنا و بكل راحة ضمير هو أن تفيق الناس والمسؤولين وان يقوموا بوزن كلامهم وشدد إرسلان على أنه ابتداءً من هذه الساعة أي رد علينا إن كان بالسياسة فلا مشكل إنما بالشخصي وبالإهانات فسنرد الصاع صاعين ولن نقبل به فكرامات الناس ليست لعبة بيد أحد ونحن طلاب تهدئة.

وفقط كي يعلم الرأي العام وكي لا تفسر الأمور بطريقة خاطئة فقد تم توجيه نعوة لطلال إرسلان من قبل إخواننا في عائلة أبو فرج الكرام فإذاً هذا التصوير والاستباح والتزوير هو غير صحيح وفقط شخص واحد هو رأس الفتنة "فيا وليد بيك اما ان تضع له حداً أو نحن لم نعد نستطيع تحمل التطاول على كرامات الناس."

وبالنسبة للقضاء قال إرسلان انه رفع الغطاء عن كل من تثبت إدانته ولديه كل الثقة بالقضاء فاليأخذ مجراه دون أي ضغوطات في الإعلام والسياسة حتى يتبين الخط الأبيض من الأسود.

كما سلط إرسلان الضوء على أن ما قيل بأن مشايخنا الأجلّاء الذين حضروا إلى خلدة وغادروا من منزلي وهم غير راضين فهذا كذب ونفاق فقد وصلت مواصيلكم للمتاجرة حتى بالكلام الذي دار ورجال الدين؟ "عيب".

وقال أرسلان أن كل ما طلب منه نفذ وتم العمل بموجبه إنما الشيخ الذي يضع مهلة 24 ساعة ضمن بيان فهذا لا يتم وضعه لطلال إرسلان كما لا أقبل أن يتم وضعه لوليد بيك جنبلاط فكفى تلاعب بكرامات الناس. وأشار إلى أنه سنستمر بمساعدة القضاء والأجهزة الأمنية ببركة المشايخ ودعواتهم.

وتوجه إرسلان إلى بني معروف قائلاً: "نحن لسنا أعداء، يمكن أن نتخاصم لكن هذا الكم الدفين داخل بعض الناس يذكرني بما كان يقوله الأمير مجيد إرسلان "طيبة القلب من صفات الرجال والحقد من صفات الجبان" وشكراً.