جاءت نتائج الاقتراع بالورقة البيضاء محدودة، غير أن نسبة الأوراق الملغاة كانت دسمة. فقد ارتفع عدد المقترعين بالورقة البيضاء الى ما فوق الألف، في كلّ من دائرة بيروت الثانية والجنوب الثانية والجنوب الثالثة والشمال الثانية والشمال الثالثة. وليس الاقتراع بالورقة البيضاء سوى تعبير عن عدم إعجاب الناخب بأي من اللوائح والناخبين، وحرصه على ممارسة حقه في الاقتراع وامتناعه عن المقاطعة، معبرا عن رفضه لأي من المتنافسين. ويدل ذلك على أن هناك كتلة من الناخبين مثلت نفسها بالورقة البيضاء، وهي ترفض جميع المتنافسين.
فاق عدد الأوراق الملغاة الألفين، في دائرة بيروت الثانية والجنوب الثانية والجنوب الثالثة والبقاع الأولى والبقاع الثالثة والشمال الأولى والشمال الثانية والشمال الثالثة وجبل لبنان الثانية. وينتج العدد الأكبر من الأوراق الباطلة من اعتماد القانون الجديد للمرة الأولى في لبنان، وهو يختلف جوهريا من حيث طبيعته وآلية الانتخاب عن نظام الاقتراع السابق الذي ساد لبنان نحو مئة عام منذ تأسيس دولة لبنان الكبير. وكان من الطبيعي الا يلمّ عدد من الناخبين في كيفية التصويت، وهو ما أدى الى ارتكابهم الخطأ خلال لحظة التصويت لخيارهم المفضل، ما أفضى الى إبطال ورقة الاقتراع العائدة اليهم.
وهل التوصيت بالورقة البيضاء تعاطف مع القوى السياسية؟ تساؤل تطرحه "النهار" على الباحث الانتخابي والخبير الدستوري الدكتور عادل يمين، الذي يقول إن "من صوت بورقة بيضاء إما يخشى المقاطعة لأنه أعطى التزامات علنية مخالفة لرغبته، ولم يرد المقاطعة حتى لا يظهر وكأنه لم يمارس الالتزام الذي أعلنه، وإما أنه رافض لكل القوى السياسية المتنافسة، وهذا النوع من الناخبين يلتقي في الطروحات...
لقراءة هذا الخبر، اشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول
يلفت موقع النهار الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.