السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أيّ لبنان وأيّ مفاجآت مساء اليوم؟

أيّ لبنان وأيّ مفاجآت مساء اليوم؟
أيّ لبنان وأيّ مفاجآت مساء اليوم؟
A+ A-

لم يسبق ان عرف لبنان تجربة مماثلة لانعدام صدور التصريحات وانتفاء المهرجانات وغياب الهجمات الكلامية كتلك التي أغرقت المشهد الإعلامي والانتخابي مساء الجمعة الماضي بمثل ما حصل البارحة من صمت انتخابي أملته المادة ٧٨ من قانون الانتخاب الجديد. بمثل كواتم الصوت سرت التحضيرات الجارية لانطلاق العملية الانتخابية الاولى بعد تسع سنوات من الانتخابات النيابية الاخيرة في السابعة صباح اليوم على امتداد الاراضي اللبنانية الموزعة انتخابيا على ١٥ دائرة انتخابية في كل المحافظات والتي ستختبر مستويات إقبال الناخبين اللبنانيين على صناديق الاقتراع بعد طول انقطاع عن ممارسة الحق الديموقراطي والاهم في ظل قانون انتخاب جديد يدخل للمرة الاولى في الممارسة الانتخابية اللبنانية نظاما مركبا يجمع النسبية الى الصوت التفضيلي . كل هذه السوابق سيكون اليوم ، الاحد في السادس من أيار ٢٠١٨ ، مسرحا ماراتونيا لتجربتها واختبارها علما ان نحو ثلاثة ملايين وسبعمئة الف لبناني يحق لهم الاقتراع في هذه الدورة سيكون صعبا الجزم المسبق بنسبة مشاركتهم فيها قبل اتضاح الرؤية في ساعات بعد الظهر .

ويمكن القول ان الاجراءات الامنية واللوجستية والإدارية الضخمة جدا التي تستلزمها العملية الانتخابية التي توجب اجراء الانتخابات في كل لبنان في يوم واحد قد استكملت الى حدود كبيرة حتى ساعات الفجر الاولى علما انها المرة الثانية التي يختبر فيها اجراء الانتخابات في كل الدوائر في يوم واحد وكانت المرة الاولى عام ٢٠٠٩ . واذ استمر توزيع صناديق الاقتراع على مختلف مراكز المحافظات والأقضية والمدن والبلدات والقرى حتى ساعات الليل الفائت مع توزيع رؤساء الاقلام وموظفيها فان انتشارا امنيا واسعا للغاية شهدته مختلف المناطق اللبنانية وفق خطة منسقة بين قيادة الجيش ووزارة الداخلية وقيادة قوى الامن الداخلي ويشارك فيها ما يناهز الثلاثون الف عسكري فيما وضعت كل القوى العسكرية والامنية في اعلى درجات الجهوزية . وليس ثمة ما يشير اطلاقا الى مخاوف من اي عوامل سلبية محتملة على الصعيد الأمني الامر الذي يعني ان المسرح اللبناني سيفتح في السابعة صباح اليوم على مشهد حيوي للغاية تنطلق معه المبارزات الاخيرة الانتخابية في الدوائر ال١٥ الى خطوطها الحاسمة النهائية التي سترتسم معها في نهايات اليوم الانتخابي الماراتوني ابتداء من ساعات المساء المتقدمة ملامح الواقع النيابي والسياسي الجديد الذي سيأتي محمولا على برلمان ٢٠١٨ اللبناني الجديد . لذا يغدو استباقا متسرعا كل رسم للنتائج الانتخابية والتي ان كانت ملامح كبيرة وواسعة لها صارت معروفة من حيث توزع القوى والتقديرات المسبقة التي انتهت اليها قبل يوم الانتخابات فان باب المفاجآت سييبقى مشرعا على الغارب اليوم في ظل عاملين بالغي الاهمية والتأثير على الاقل فضلا عن عوامل اخرى اقل اهمية وهما : اولا نسب الإقبال على الانتخابات في مختلف المناطق التي من شأنها ان تقلب معدلات وحسابات وتقديرات في حال جاءت منافية او مغايرة الى مستويات غير محسوبة سلفا الامر الذي يؤثر تأثيرا حاسما على النتائج بفعل تبدل ارقام الحواصل الانتخابية في كل دائرة انتخابية . وثانيا التحسب لمعارك قد تتجاوز التفاهمات الضمنية التي اجريت بين أعضاء اللوائح نفسها لتوزيع الاصوات التفضيلية التي تعد العامل الاكثر اثارة للحمى الانتخابية في هذه الانتخابات . وفي ظل هذين العاملين ستقرر مصائر وتلو حظوظ وتنهار فرص الامر الذي قد لا يبقي على الارجح اي قوة سياسية او حزب او تحالف انتخابي في منأى عن مفاجآت هذا اليوم ايا تكن حسابات القوى وماكيناتها الانتخابية دقيقة وجدية .  


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم