السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل يحبط القانون الانتخابي الشباب اللبناني؟

كني-جو شمعون
هل يحبط القانون الانتخابي الشباب اللبناني؟
هل يحبط القانون الانتخابي الشباب اللبناني؟
A+ A-

"فإن رفعناهم ورفعوا من شأن المواطن معهم نكون قد رفعنا الوطن. وإن رفعناهم وكانوا غير أمينين على المسؤولية المنوطة بهم، نكون نحن من أسقطنا المستقبل الذي نأمل به. نعم، معاً نقرر مصير لبنان وعائلاتنا بخياراتنا". هذا ما أكده يوم الاثنين الفائت طالب في جامعة الحكمة- فرن الشباك للنهار في جولة وقفنا فيها عند آراء وتطلّعات الشابات والشبان في الجامعات، لننقل صورة مصغّرة رمزيّة عن واقع الشباب اللبناني عشيّة الانتخابات.  

بعد تسع سنوات على غياب انتخابات نيابيّة، على ماذا يبني الشباب اللبناني خياراته؟ ما الفرق الذي يمكنه تحقيقه؟ وهل من مسؤوليّة مولجة إليه؟ "نعم، إنّها مسؤوليّة مصيريّة نوكّل من خلالها الأفراد الذين نعتقد أنهم الأنسب لتمثيلنا ولتحديد سياسة الدولة والحكومة وكيفيّة تعاطيها مع المواطنين". فكيف سيتم الاختيار؟

ما موقف الشباب من قانون الانتخاب وما مدى معرفتهم به؟

رحّب البعض بالقانون الانتخابي وانتقده البعض الآخر. أمّا الصرخة، فكانت نوعاً ما "موحّدة". يقول شاب، "إذا أنا مقتنع بشخص واحد، ليش مضطر أعطي صوتي لمصلحة لايحة بكاملها أو فئة ما بتلائم قناعاتي"؟ ويضيف آخر "إذا في شخصين من لايحتين مختلفتين، ليش ممنوع إختار الأشخاص الكفوئين واللي بيخدموا المصلحة العامة". في حين أنّ طلّاب آخرين يؤكّدون أنّ "القانون النسبي عليه أن يوصل عدداً كبيراً من الوجوه الجديدة والكفوءة، لكنّ الصوت التفضيلي وكيفيّة تركيبة اللوائح في المناطق ستوصل الأشخاص أنفسهم إلى الحكم". فراح البعض يتساءل إن كان صوته قادراً على إحداث فرق، والبعض الآخر يجزم أنّ كلّ صوت وازن.


من يؤثّر على الرأي العام الشبابي اليوم؟

بين الحملات الإعلانيّة، الانتماءات الحزبيّة، القناعات المستقلّة والحالة المعيشيّة التي تزداد سوءاً، انقسمت الآراء. فتصرخ شابّة "ما حدا بأثّر فيّي... جدّي مريض وبيّي وحيد وما حدا رح يرجع يتطلّع فينا بعدين". في حين أنّ عدداً من الطلاب يرى أنّ للدعاية السياسيّة تأثيراً كبيراً على الشباب لأنّها تحرّك المشاعر وتترك بصمة لدى المتلقي بغضّ النظر عن نتيجتها الإيجابية أم السلبية.

ثمّ يقول شابّ مازحاّ - ليبرّر امتناعه عن التصويت-: "أنا ناطر خدمة بس ما حدا دق بابي بعد تإنتخبو".

والتقينا شاباً متحمّساً من قضاء بعبدا، فأخبرنا عن مرشّح حزبي في منطقته، يجود في الكلام عنه وعن نبله ويده الممدودة للجميع.

وتسحب لاحقا شابة مندفعة من المنطقة نفسها من محفظتها إعلانا مرفقاً بصورة لأحد المرشحين على لائحة أخرى شارحة لمَ هي مقتنعة به، فتذكر آداءه، الحزب الذي يمثّل تطلّعاتها، قربه من الشباب ومن الناس، كفّه الذي يعطي دون أي تمييز طائفي.

ثمّ نلتقي شباناً يؤيّدون الأحزاب التقليديّة أو يعملون لمصلحة إحدى الماكينات الانتخابية، يعبّرون عن أملهم بإيصال الأشخاص الكفوئين ليتاح لهم المجال بإحداث تغيير في البلد والمؤسسات بعيداً من الفساد والهدر المستشري.

خلاصة الحديث، البعض لاقى جدوى من خلال الترشيحات لشبان كفوئين خدومين في حزبه والبعض الآخر خذلته أحزابه؛ البعض يعلّق آماله على المجتمع المدني، والبعض الآخر يبحث عن وجوه جديدة ملتزمة بمصلحة الوطن والمواطن.


ولكن، لم الامتناع عن التصويت؟

كما في كلّ الأنظمة الديمقراطيّة عبر العالم، يبقى الذي لم يحسم خياره بعد. والسبب؟ إما أنه غير مقتنع بأحد، أو أنه "مش رح يجي شي"، أو أنه يقول "مش رح غيّر شي طالعين هني ذاتن".

غير أنّ عدداً من الذين التقيناهم جزموا أنهم سيمتنعون عن الإدلاء بصوتهم لأنهم غير مقتنعين بالمرشحين - على الأقل في مناطقهم-، أو أنهم ينتقدون القانون الانتخابي، وضعهم المعيشي والطبقة الحاكمة التي يصنفونها بالفاسدة والناس الذين يقبلون بشراء أصواتهم. فتقول طالبة مازحة "أنا إذا بيدفعولي بقبل بس بعمل ضميري يوم الانتخابات وما بصوتلن".

غير أنه لا بد من طرح السؤال الآتي، اذا كان الشباب رافضاً للتمديد في التسع سنوات الفائتة، فهل هو على حق أن يمتنع عن القيام بواجبه الانتخابي؟ وهل أنّ القانون وتركيبة اللوائح والمال الانتخابي ستوصل نفس الأشخاص؟

وهنا لا بدّ من طرح سؤال جدّي، إذا فقدَ الشبابُ المثقّف اندفاعه، فعلى أي أساس تبنى الأوطان ولمصلحة من تزول؟ وهم، أي الشابات والشبان، أساس الوطن؟


الشباب يريدون البقاء

وتبقى صرخة الشباب تعلو كلّ الصرخات، فمن يؤمّن للمواطن سبل العيش بكرامة وفرص عمل للشباب قبل أن تبتلعهم بلاد الاغتراب؟ فإن عجز الشباب اليوم عن ايجاد فرص للعمل سيكون مصيرهم الهجرة مثل الذين سبقوهم، عدا عن تلامذة المدارس الذين يغادرون البلد فور تخرجهم دون عودة… ونذكر محبة هؤلاء الشبان لوطنهم ورغبتهم في البقاء فيه.


الشباب بين الواقع والأمل

كلّ ما يأمل به الشباب اللبناني هو وصول أشخاص ذوي كفاءة، يتمتّعون بروح الخدمة والإخلاص، يضعون مصلحة وسيادة الدولة اللبنانيّة كأولويّة لهم تزامناً مع خدمة الشعب اللبناني الذي هو بأمسّ الحاجة إلى أناس يضعون أنفسهم في خدمة الآخر ويصونون كرامته دون الانتقاص منها.

أمّا مطالب الشابات والشبان الذين التقيناهم فتتلخّص بالآتي:

- إشراك الشباب المثقّف والكفوء في عمل التشريع.

- الكفّ عن الرشوة والمال الانتخابي.

- إعطاء المواطنين الحدّ الأدنى من مستلزمات الحياة الكريمة والاستماع إلى همومهم.

- الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانيّة وتعزيز دور الجيش اللبناني.

- تأمين فرص عمل للشباب اللبناني لتفعيل دورهم والبقاء في الوطن.

ولا بدّ من الذكر ختاماً أنّ هذا كان رأي بعض الشبان الذين التقيناهم يوم الاثنين 16 نيسان 2018 وآراؤهم لا تمثل ولا تعكس رأي الجامعة التي جلنا فيها والتي تتشكل من كل الطوائف والأحزاب والفئات.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم