الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

Focus - سهرات "الباشلور" موضة غربية في لبنان...هل باتت تتخطى المعقول؟

آية يونس
A+ A-

الى حقبة الـ 1800، زمن الرومان، تعود سهرة وداع العزوبية. لكن هذا النوع من السهرات عاد ليطلّ علينا بحلّة جديدة تختلف عن الأيام السابقة. أصبحت سهرة العروس مع الأهل والعائلة تستبدل بسهرة صبايا، اي صديقات العروس في انتظار منتصف الليل، ليأتي العريس مع اصدقائه الشباب بعدما يكون هو ايضا امضى سهرة "وداع الحرية" قبل الزواج، كما يسميها. وهذه السهرة تسمّى "الباشلور"، وفق تقليد معروف في بلدان الغرب.


سهرات "الباشلور" او "الباشلوريت" تختلف وتتعدد فيها الأفكار، عكس حفلات الاعراس التي باتت تشبه بعضها في ايامنا، والهدف منها مفاجأة العروس بسهرة تبقى ذكرى جميلة مع صديقاتها لن تنساها.
وكما في تحضيرات العرس كذلك تحضيرات الباشلور، الحجز قبل أشهر، وشركات خاصة لتنظيم السهرة وطرح الأفكار. العروض كثيرة والاختيار واحد، فهل تعجب المفاجأة العروس؟
"اخترت بنفسي صديقاتي، فالكل أصبح يعرف انه سيحضّر للعروس سهرة لم تعد مفاجأة، اتفقت مع شقيقتي على اسماء المدعوات "والباقي عليا" وتسأل ريبيكا دكاش "ماذا افعل اذا فوجئت في السهرة بفتاة لا أرغب بوجودها؟ من الأضمن ان أختار انا بنفسي الحضور، حتى الفكرة والألوان، أترك اختيار المكان إلى الصبايا وتضحك قائلة "استطيع ايضاً اختيار لائحة اسماء المعازيم من قبل العريس، فالزواج زواجنا ويجب ان يكون كل شيء كما نريد. تشاطرها الرأي سينتيا العلم "المفاجأة لا تهمّ بقدر ما يهمني الجوّ، ومهما كانت صديقاتي قريبات مني فلا اعتقد ان أحداً يعرف ذوقي وماذا احب 100%.
لكل فتاة وشاب ذوقهما الخاص، لذلك يستطيع كل ثنائي اختيار السهرة بالطريقة التي يريدها وامضاء الليلة الأخيرة مع الأصدقاء قبل الدخول الى "الحياة الثنائية". يتم اختيار اللباس والألوان التي تحبها العروس، وغالبا ما تكون ثيابها مميزة عن باقي الفتيات، وترافق ذلك زينة يبالغ فيها احيانا، اذ تتعلق بالمواضيع الجنسية التي "وصلت مواصيلها" الى قالب الحلوى الذي هو ايضا تحوّل "قالب عار".


"الراقص" و "الراقصة"
فكرة لاقت الكثير من التعليقات والرفض، فيأتي "الضيف الشهير" وهو شاب راقص ويسمى الـ stripper اذ انه يرقص وهو شبه عار، فتتجمع حوله الفتيات ويرقص مع الجميع. الفكرة مأخوذة من بلاد الغرب، لكنها لاقت ترحيبا كبيرا في لبنان، ولاسيما لدى "المتحررين فكريا"، كما قالت ريبيكا كرم التي اختارت هذا النوع من سهرات الباشلور، أو "المنحرفين أخلاقياً"، وفق ماري بركات" التي ترفض هذه الفكرة كلياً متسائلة كيف يرضى العريس ان تسهر زوجته المستقبلية مع رجل عار؟ ومؤكدة ان هذا النوع من السهرات لا ينتهي برقصة، انما يتخطى المعقول والخطوط الحمر، كما ان العريس يمضي ليلته مع فتاة تسمّى "الراقصة" فقط لتغطية حقيقة ما يحصل في هكذا نوع من السهرات التي تنظم من الألف الى الياء من شركات خاصة لبنانية تتذرع بحجّة اضفاء حيوية على الحفل.


سهرة الملهى الليلي
هي واحدة من اكثر انواع سهرات الباشلور اختيارا. عادة تبدأ السهرة في عشاء فاخر في مطعم، يليها المشروب والرقص الصاخب في الملهى. "سيارة ليموزين تقلنا جميعاّ قد تكون فكرة جيدة للسلامة العامة بعد شرب الكحول" تقول لما رزق.


مراكز التدليك والتجميل
هذه الفكرة حديثة وبدأت تنتشر بكمية باعتبار ان العروس تكون مرهقة ومتعبة من التحضير لحفل زواجها، لهذا تكون بحاجة الى الاسترخاء والراحة والاستجمام في الوقت نفسه. من هنا فكرة مراكز التدليك التي شبّهت بليلة الحنّة، فتقوم الفتيات بجلسات تدليك وعناية بالبشرة والأظافر مع أجواء من الموسيقى الهادئة، ويمكن ان ترافق الجلسة وجبة طعام مع مشروب وفواكه. تحب بعض الفتيات الفكرة وترفضها أخريات باعتبارها "تحصيل حاصل " فكل عروس تهتم بأظافرها وبشرتها قبل زواجها، كما قالت رين حبشي.


السهرات البحرية
يحتفل بالسهرة على متن يخت او قارب في البحر، ويرتدي الحضور لباس البحر ويقدم المشروب والأسماك البحرية كعشاء، ويمكن ان تجرى على الشاطىء وتسمى بـ"سهرة هاواي" فتضع البنات اكاليل من الزهور على رؤوسهنّ وتشعلن النار على الرمال فيرقص الجميع حولها. من الطبيعي ان تجرى هذه السهرات في فصل الصيف وتعتبر "الأقل كلفة" كما قالت ليا ضو.
لا يزال لبنان مجتمعا شرقيا على الرغم من كل الانفتاح الفكري الذي يتمتع به بعض اللبنانيين، لهذا السبب السهرات وطريقة التعبير عن الفرحة تعكس شخصية العروسين في مجتمع ينتظر فيه الناس بعضهم بعضاً على "غلطة" للانتقاد، فلماذا اذا المبالغة بالتصرفات والإفراط بالأفكار الجنسية التي تترك انطباعا سلبيا عن العروس وخصوصا عندما تخرج الصور من دائرة الأصدقاء لتنتشر على الفايسبوك ويراها الجميع.


[email protected]
Twitter: @ayayounes01

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم