الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ميركل تلتقي ترامب في واشنطن: محاولة إقناع جديدة وتلطيف العلاقات الصعبة

المصدر: أ ف ب
ميركل تلتقي ترامب في واشنطن: محاولة إقناع جديدة وتلطيف العلاقات الصعبة
ميركل تلتقي ترامب في واشنطن: محاولة إقناع جديدة وتلطيف العلاقات الصعبة
A+ A-

تزور المستشارة الألمانية #أنغيلا_ميركل #واشنطن اليوم، حيث تجري محادثات مع الرئيس الاميركي #دونالد_ترامب في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، ومنع اندلاع حرب تجارية بين ضفتي الأطلسي، وتحسين علاقتها بالرئيس الأميركي.

ويخيّم على زيارتها استعراض "الاخوة" على مدى ثلاثة ايام هذا الاسبوع بين ترامب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وقال مسؤولون لوكالة "فرانس برس" إن الديبلوماسيين الألمان القلقين سعوا، دون جدوى، كي تحظى ميركل بحفاوة مماثلة في البيت الابيض خلال زيارتها التي تستمر يومين، معولين على أن اللقاء وجها لوجه سيساعد في تلطيف العلاقات الصعبة". 

وفي زيارتها الأخيرة للبيت الأبيض، كانت لميركل الحذرة لقاءات عدة محرجة مع مضيفها الأكثر تهورا، فتصادما علنا بشأن الانفاق الدفاعي والتجارة والهجرة.
وهذه المرة، بالكاد اتسع الوقت لازالة الأعلام الفرنسية، قبيل زيارتها التي تتخذ شكل "زيارة عمل". 

وتقول منى كريويل من جامعة كورنيل إن الفوارق في المظاهر بين زيارتي ماكرون وميركل "بارزة جدا". وتوضح أن تلك الفوارق تشير إلى "علاقة أكثر صعوبة بين ترامب وميركل".

وهذا تغيّر دراماتيكي بالنسبة الى الزعيمة الألمانية التي اعتُبِرت في واشنطن، طوال اكثر من عقد،  ليس محاورا براغماتيا ومنطقيا فحسب، انما أيضا زعيمة لاوروبا بحكم الأمر الواقع.

وعلاقاتها بالرئيس السابق باراك اوباما كانت وثيقة خصوصا، على ما قال مسؤولون من تلك الإدارة، إلى حد تشجيعه اياها على الترشح لولاية رابعة.

وباتت شراكتهما- مع الوسطيين الذين اعتبروها "الزعيمة الجديدة للعالم الحر"- كأسا مسمومة لبرلين في عهد ترامب.

وقبل ساعات على وصول المستشارة في ساعة متأخرة الخميس، بعد نحو 15 شهرا على تولي ترامب مهماته الرئاسية، أكد الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، تعيين سفير إلى ألمانيا.
وبعد وقت قصير على تعيينه، قال ريتشارد غرينيل- المعروف بمواقفه المحافظة والمدافع الشرس عن سياسات ترامب "اميركا أولا"- لوكالة "فرانس برس" إنه يقدر اختياره لمنصب كان يشغله جون كوينسي آدامز، متعهدا العمل في شكل جاد. 

وقال: "هناك مسؤولية خاصة تقع على عاتق جميع المسؤولين الاميركيين، وهي رفض السياسات الحزبية عند تولي وظائف حكومية".

هذا الأسبوع، أكدت ميركل انها تريد، رغم الاختلافات، المحافظة على الشراكة الاستراتيجية الراسخة.
وقالت إن "التحالف بين جانبي الأطلسي، ونظرا إلى التطورات غير الديموقراطية في هذا العالم... كنز عظيم أريد بالتأكيد الحفاظ عليه ورعايته". 

ورغم أسلوبها الأكثر رزانة، من غير المرجح أن تبتعد كثيرا عن أهداف ماكرون.
فستحاول إقناع ترامب بالتخلي عن تهديداته المزدوجة بفرض رسوم جمركية على المعادن قد تؤدي إلى إثارة حرب تجارية على ضفتي الاطلسي، وسعيه الى الغاء الاتفاق النووي الايراني. 

وأعلن ترامب الشهر الماضي عن فرض رسوم نسبتها 25 بالمئة على الواردات من الفولاذ، و10 بالمئة على الالمنيوم، مشيرا إلى أن الواردات الأجنبية تضر بالأمن القومي الأميركي عبر تقويضها الانتاج المحلي اللازم من أجل الجهوزية العسكرية.

ودفعت ردود فعل حلفاء واشنطن الغاضبة ترامب إلى منح شركاء رئيسيين، كالاتحاد الأوروبي، استثناء موقتا تنتهي مدته في 1 أيار.

أما مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي لاري كودلو فقال لشبكة "سي ان بي سي" الخميس إن واشنطن ستواصل اعفاء القوى الاقتصادية الحليفة، بما فيها الاتحاد الأوروبي، في حال قدمت تنازلات على غرار "التعامل في شكل عادل في ما يتعلق (بقطاع) صناعة السيارات".

وعشية زيارة ميركل لواشنطن، تضاءلت آمال برلين في أن يتم اعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية التي تعهد ترامب باتخاذ اجراءات انتقامية لمواجهتها. وقال مصدر في الحكومة الألمانية: "علينا أن نتوقع فرض الرسوم في 1 ايار، من ثم سنرى كيف سنتعامل معها".

ويخيم على اللقاء موعد 12 أيار الذي حدده ترامب للدول الاوروبية لجعل الاتفاق النووي الموقع مع ايران عام 2015 اكثر تشددا.
ووصف ترامب الاتفاق الذي ساهمت ألمانيا في التفاوض عليه بانه "أسوأ اتفاق على الإطلاق"، مطالبا بإصلاح "العيوب الكارثية" التي يتضمنها. 

وتكهن ماكرون، بعد اجتماعاته، أن ينسحب ترامب من الاتفاق. لكن المناقشة لا تزال قائمة.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس أنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن ما اذا كانت واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي الايراني، لكنه شدد على أن بعض نقاط الاتفاق يمكن تحسينها. 

ولم يتضح بعد مدى تأثير تثبيت مايك بومبيو، وزيرا للخارجية، على نتيجة المناقشة.
فرغم آرائه المتشددة ازاء إيران، تراجع انتقاده للاتفاق نوعا ما في المناقشات الداخلية، وفقا لمسؤولين.  فبصفته مديرا لجهاز الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مثلا، اعتمد على رأي مؤسسة الاستخبارات لتحديد ما إذا كانت إيران ملتزمة في شكل كبير بشروط الاتفاق، رغم تصريحات ترامب العلنية. 

وشددت وزارة الخارجية الألمانية على أن "أهم الاولويات هي الحفاظ على الاتفاق النووي القائم"، بينما قالت ميركل إن برنامج إيران للصواريخ البالستية "يدعو الى القلق".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم