الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

باسم يوسف ينتقد "تطرف" الليبراليين

المصدر: "النهار"
A+ A-

كتب مقدم البرامج المصري الساخر باسم يوسف مقالاً في صحيفة "الشروق" المصرية بعنوان "مصر حادفة اليمين" ينتقد فيه الليبراليين المصريين، بعدما تركز هجومه ونقده لفترة طويلة على الاسلاميين المتشددين. ويأتي هذا المقال بعد سلسلة من البلاغات القضائية المقدمة ضد يوسف بسبب نقده للسلطة الجديدة في برنامج "البرنامج" .


ومما جاء في مقال يوسف:


بعد سقوط الإخوان كان من المفترض ان ننعم بكل مميزات النعيم الليبرالي سواء في الاعلام أو في السلطة، لكن بدلاً من ذلك رأيت فى الاعلام والسلطة - حتى بين أصدقائي (الإليت) الذين يعتبرون أنفسهم ليبراليين - شيئا مغايرا تماما.
هؤلاء الليبراليون الذين يتفاخرون بإجادتهم اللغات الاجنبية والسفر للخارج وبارتدائهم آخر صيحات الموضة الغربية. هؤلاء يصدقون نظريات المؤامرة بل وينشرونها. هؤلاء ينقلون من مواقع الانترنت اليمينية المتطرفة ويصدقون "فوكس نيوز" لمجرد انها تهاجم "الاخوان" ولا يدرون ان هؤلاء اليمينيين يحملون نفس قدر الاحتقار لهم لمجرد انهم عرب.
هؤلاء "الليبراليون" يظنون أن العالم يتآمر علينا ويصدقون ان أوباما قادم من عائلة "إخوانية" ويروّجون لترهات أخرى لمجرد وجودها على الانترنت، ولكنهم يتجاهلون ما يتردد على هذه المواقع من لغة عنصرية للعرب والمسلمين.
قلة فقط من رجال أعمالهم يقومون بمشروعات مهمة لمساعدة الفقراء ولكن الغالبية العظمى التي تدعى الليبرالية رأسماليون يمينيون مثلهم مثل "الاخوان" والسلفيين.
يقول مدعو الليبرالية والمدنية انهم ضد الفاشية الدينية ومع حرية الرأي، ولكنهم عند اللزوم سيستخدمون الآيات القرآنية والاحاديث ليبرروا الهجوم على أعدائهم ويطعنون فى شرفهم بنفس الاتهامات التى يستخدمها التيار الديني، فهذا الشخص شاذ أو كافر ويمكن كمان "يهودي" وهي الشتيمة المفضلة لكلا الطرفين، فأنصار "الاخوان" يروجون أن السيسي من أصل يهودي وأعداء "الاخوان" يروجون أن حسن البنا من أصل يهودي، والطرفان يسنون أسلحتهم على ممثلة لمجرد أن والدها يهودي وأسلم، ثم يتشدق الطرفان بمبادئ الاسلام السمحة وطبيعة الشعب المصري المتدين بطبعه.
ربما يكون هناك يسار وربما يكون هناك ليبراليون فعلاً فى مصر وربما يكون هناك فعلا من يحارب من أجل حقوق العمال والمستضعفين ويناضل من أجل برامج التنمية والتكافل الاجتماعي، ولكن هؤلاء ملعونون من الطرفين، فإن لم يكونوا كفرة فهم خونة أو كما أجمع الطرفان عملاء ينفذون أجندة غربية صهيونية.
أستطيع أن اتفهم تعصب التيار الديني وجنوحه ناحية اليمين المتطرف، ففي النهاية هذا هو مكانهم الأيديولوجي الصحيح ولا أستطيع أن ألومهم فهم على الأقل متسقون مع أفكارهم. ولكنني لا أستطيع ان افهم هذا التيار المدعي لليبرالية والحرية، لكنه فى النهاية تيار لا يقل تطرفا عن التيار الديني.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم