الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"المدنيون" في كسروان والمتن... تجربة لا بد من التوقف عندها

المصدر: "النهار"
ندى ايوب
"المدنيون" في كسروان والمتن... تجربة لا بد من التوقف عندها
"المدنيون" في كسروان والمتن... تجربة لا بد من التوقف عندها
A+ A-

للمرة الاولى يشكل المجتمع المدني لاعباً جدياً في السباق الانتخابي. بعد الحراك الشعبي عام 2015 احتجاجاً على أزمة النفايات الشهيرة، وبعد تجربة الانتخابات البلدية عام 2016، حان الوقت لرفع الصوت المعارض داخل الندوة البرلمانية، فشكلت القوى المستقلة ومجموعات الحراك عددا كبيرا من "اللوائح المدنية" في معظم الدوائر الانتخابية. فأين "المدنيون" في دائرتي جبل لبنان الأولى والثانية؟ من سينافسون وما هي حظوظهم؟

معركة الزعامة المارونية 

تطغى الخصوصية العائلية والمناطقية في دائرة كسروان- جبيل، فتميّزها عن سائر الدوائر. ومع إقفال باب تسجيل اللوائح، توزع المشهد الكسرواني- الجبيلي بين 5 لوائح، واحدة معارضة تحت اسم "كلنا وطني" ستخوض المعركة ضد اربع لوائح، أولاها مدعومة من "التيار الوطني الحر" هي "لبنان القوي"، والثانية "التغيير الأكيد"، وقد ألّفها حزب "القوات اللبنانية"، والثالثة تشكلت بعد تحالف النائبين السابقين فريد هيكل الخازن وفارس سعيد وحزب الكتائب، وحملت اسم "عنا القرار"، واللائحة الاخيرة "التضامن الوطني" لـ"حزب الله". 

تشكل الارض الكسروانية أساس تحديد الزعامة المارونية. فالمعركة حامية بين أحزاب السلطة وشخصيات شاركت في الحكم. نحو 175 الف ناخب يختارون ثمانية نواب، مارونيان وشيعي في قضاء جبيل و5 موارنة في قضاء كسروان. الصوت الماروني هو المرجح بـ132 ألف ناخب، 18246 شيعياً، 7244 روم أرثوذكس، 6303 روم كاثوليك، 3327 سنّياً، 2580 أرمن أرثوذكس، و1558 أرمن كاثوليك. وإذا سلّمنا جدلاً بأن الانتخابات المقبلة ستشهد نسبة تصويت شبيهة بالعام 2009، أي نحو 67 في المئة، فعندها لن يقلّ الحاصل الانتخابي للفوز بمقعد، عن 14000 صوت. الا أن الخبير الانتخابي كمال فغالي يتوقع في حديث الى "النهار" أن ترتفع نسبة الاقتراع، وقد تصل الى 71 في المئة، وبالتالي تراوح عتبة التمثيل بين 16 و17 ألف صوت، "وهو رقم من الصعب جداً على لائحة "كلنا وطني" الحصول عليه بسبب الحضور القوي والمعروف تاريخياً لبعض القوى السياسية في هذه المنطقة" في رأي فغالي. 

تشكك المرشحة على لائحة "كلنا وطني" جوزفين زغيب في تقديرات الخبراء الانتخابيين، قائلة لـ"النهار" ان "الكسروانيين يشعرون بالقرف، لكنهم يريدون ضمانات أن الخيار البديل سيفي بوعوده، لكونهم اعتادوا طبقة حاكمة لا تعمل لمصلحة المواطن". تتوجه لائحة "كلنا وطني" في كسروان كما في الدوائر الأخرى التي يخوض فيها التحالف المعركة بـ"خطاب واحد وبرنامج انتخابي واحد، لكون هموم اللبنانيين ومعاناتهم واحدة في كل المناطق"، بحسب زغيب التي تعتبر ان "التحالف في كسروان كما خارجها يسوّق لقضية وليس لاشخاص كأحزاب السلطة، وقضيته بناء دولة مدنية قوية ديموقراطية قادرة على التغيير، دولة مواطنة لا محاصصة".

في المتن الفرص أكبر

شهدت دائرة جبل لبنان الثانية حضوراً تاريخياً للأحزاب المسيحية وبعض الشخصيات كالنائب ميشال المر، وإلى جانب "التيار الوطني الحر" و"الكتائب" و"الطاشناق" هناك حضور تاريخي للحزب السوري القومي الاجتماعي وحضور متصاعد لـ "القوات اللبنانية". وفي حلبتها ستتنافس 5 لوائح لتتقاسم تمثيل الدائرة المنحصر بثمانية نواب يتوزعون بين 4 موارنة، 2 أرثوذكس، 1 كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس. يتنافس عليهم 5 لوائح أولها "المتن القوي" لـ"التيار وطني حر" و"الطاشناق"، "الوفاء المتنية" شكلها النائب ميشال المر وشخصيات، أما لائحة "القوات اللبنانية" فحملت اسم "المتن قلب لبنان"، و"نبض المتن" ألفها حزب "الكتائب" ولائحة واحدة لـ"قوى التغيير" باسم "كلنا وطني" يتوقع لها فغالي "خظوظاً أكبر من دائرة كسروان – جبيل، لكونها تضم أسماء عدد من الشخصيات كالوزير السابق شربل نحاس والمحامي اميل كنعان". 

من المتوقع أن ترتفع نسبة الاقتراع الى ما بين 60 و 65 في المئة ليراوح بالتالي الحاصل الانتخابي بين 13500 و 14000 بحديه الأدنى والأعلى في حين أنه بلغ في انتخابات 2009 نحو 13000 صوت يوم بلغت نسبة الاقتراع 57.6 في المئة. وبحسب الاحصاءات يقول فغالي: "سيحصل "التيار الوطني الحر" على مقعدين ومثلهما لـ"الكتائب" ومقعد واحد لكل من "الطاشناق" و"القوات" وميشال المر، ليبقى مقعد شاغر سيكون من حصة من يحصل على الكسر الأكبر". 

بنظر المرشح على لائحة "كلنا وطني" جورج الرحباني "لا يوجد نواب حقيقيون فالبلد محكوم من سبعة زعماء والنواب ينفذون أوامرهم". وفي حديث لـ"النهار" يوضح "يحمل "كلنا وطني" مشروع بناء الدولة القادرة على بناء المؤسسات والمرافق التي عليها ان تقدم الخدمات للمواطن كي تحرره من التبعية للأشخاص الذين يقدمون له الخدمات مقابل اعادة انتخابهم". يصف الرحباني مشروعهم بـ "الحلم" وفي سبيله انتقلوا من الشارع الى اطار منظم ليكونوا بديلاً جدياً. ولا يتوجه للناخبين بلغة مناطقية، فـ"المواطن المتني لديه الهم نفسه تجاه التوريث السياسي والنفايات والفساد وغلاء المعيشة كأي لبناني آخر".

يبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 178530 ناخباً يتوزعون وفق آخر تحديث لوزارة الداخلية كالتالي: 78154 موارنة، 26258 أرثوذكس، 17831 كاثوليك، 25330 أرمن أرثوذكس، 6343 أرمن كاثوليك، 2719 إنجيليون، 3708 سريان أرثوذكس، 1483 سريان كاثوليك، 4054 أقليات، 5387 شيعة، 3764 سنة و2361 دروز. 


على الرغم من صعوبة خرق اللوائح التقليدية الكبرى بحسب الخبراء الانتخابيين الا انه لا بد من التوقف عند هذه التجربة، بصرف النظر عن النتائج الانتخابية، لا سيما أنها عابرة للمناطق والطوائف، مما قد يجعلها حجر أساس لتكوين إطار سياسي يجمع كل مكونات المجتمع الرافضة لعملية توزيع الأدوار بين الأحزاب السياسية في البلاد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم