الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المفتشون إلى دوما غداً وسط جدل غربي - روسي

المفتشون إلى دوما غداً وسط جدل غربي - روسي
المفتشون إلى دوما غداً وسط جدل غربي - روسي
A+ A-

اتهمت الولايات المتحدة روسيا أمس، بمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى موقع هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق. وقالت إن الروس أو السوريين ربما عبثوا بالأدلة على الأرض. 

وسارعت موسكو الى نفي الاتهام وألقت تبعة التأخير على الضربة الصاروخية التي قادتها الولايات المتحدة ضد سوريا مطلع الأسبوع ردا على الهجوم.

وأفاد المسؤول في وزارة الدفاع الروسية ايغور كيريلوف في مؤتمر صحافي بمدينة لاهاي، أن خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيتوجهون إلى دوما
غداً. 

وعقب الهجوم المشتبه فيه في دوما ورد الغرب بضربة صاروخية لمواقع سورية السبت، تستعد واشنطن أيضا لزيادة الضغط على روسيا، الحليفة الأساسية للرئيس السوري بشار الأسد، بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها. وهدد وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مشابهة.

وفي لندن وباريس، واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات من خصومهما السياسيين لاتخاذهما قرار المشاركة في الضربة الجوية على سوريا.

وتنفي سوريا وروسيا إطلاق الغاز السام خلال هجومهما على دوما هذا الشهر وهو الهجوم الذي انتهى بانتزاع السيطرة على المدينة التي كانت آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة دمشق.

ووصل مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا الأسبوع الماضي لتفقد الموقع، لكنهم لم يتمكنوا مجددا من دخول دوما التي باتت خاضعة لسيطرة الحكومة بعدما انسحب مقاتلو المعارضة منها.

وقال السفير الأميركي لدى المنظمة كينيث وورد خلال اجتماع في لاهاي: "ما فهمناه هو أن الروس ربما زاروا موقع الهجوم... نخشى أن يكونوا ربما عبثوا به بنية إحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال".

وقال السفير البريطاني لدى المنظمة بيتر ويلسون إن الأمم المتحدة سمحت للمفتشين بالذهاب، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى دوما لأن سوريا وروسيا لم تتمكنا من ضمان سلامتهم.

 ويهدف فريق المفتشين إلى جمع عينات وإجراء مقابلات مع شهود وتوثيق أدلة للتأكد مما اذا كانت الذخيرة السامة استخدمت ولكن لن يسمح له بتحديد المسؤولية عن الهجوم.

ونفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عبث موسكو بالأدلة قائلاً: "أؤكد أن روسيا لم تفسد الموقع".

وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "وجهنا دعوة لتحقيق موضوعي. كان هذا في البداية بعدما وردت هذه المعلومات (عن الهجوم)، لذا فإن الاتهامات لروسيا في هذا الشأن لا أساس لها".

ورفرفت الأعلام السورية في دوما أمس، فيما وقف أفراد قوى الأمن في الشوارع وقامت الشرطة العسكرية الروسية بدوريات. ووزعت شاحنات مساعدات تابعة للدولة الخبز والأرز والمعكرونة على السكان الذين عاشوا تحت الحصار سنوات.

ولم تشمل جولة إعلامية نظمتها الحكومة السورية مبنى يقول عمال إنقاذ ومسعفون كانوا في المدينة وقت هجوم دوما إنه شهد مقتل العشرات بالغاز السام.

وأبلغ أطباء في المستشفى الذي تلقى المصابون في الهجوم المشتبه فيه فيه الصحافيين خلال الجولة أنه لم يكن هناك بين الضحايا في تلك الليلة من أصيبوا أسلحة كيميائية، لكنهم كانوا مختنقين بالغبار والدخان جراء قصف.

وادعت منظمة "الخوذ البيض" للإغاثة الطبية التي تعمل في مناطق المعارضة السورية، أن هذه التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي في الأيام الاخيرة انتزعت بالإكراه.


معارضة في الداخل 

ويواجه زعماء غربيون أيضا انتقادات في الداخل بسبب الضربات.

وألقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خطاباً أمام مجلس العموم تناولت فيها قرارها المشاركة في الضربة وكررت مجدداً أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد هي المسؤولة عن هجوم دوما على الأرجح.

وقالت إنه لم يكن في وسع الحلفاء الانتظار "لتخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن هجمات الأسلحة الكيميائية".

لكن الأسئلة انهالت على ماي عن سبب عدم سعيها الى الحصول على موافقة البرلمان على العمل العسكري وهو قرار تقول هي ووزراؤها إنه كان بدافع الحاجة الى التحرك بسرعة.

وشكك زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين في الأساس القانوني لمشاركة بريطانيا في الضربة.

وفي فرنسا انتقد المحافظون وسياسيون من اليمين المتطرف واليسار المتطرف الضربة. وتولى رئيس الوزراء إدوار فيليب الرد على الانتقادات خلال نقاش في الجمعية الوطنية. ولا يسمح الدستور الفرنسي للرؤساء بالذهاب إلى البرلمان لذا لن يستجوب النواب ماكرون.

وبدأت فرنسا اجراءات لسحب وسام جوقة الشرف الذي منح للرئيس الأسد. وأفادت رئاسة الجمهورية ان "الإليزيه يؤكد بدء اجراء تأديبياً بسحب وسام جوقة الشرف" وهو أرفع وسام فرنسي "الممنوح لبشار الأسد".

وقال مصدر كبير في مجلس الشيوخ الأميركي إن وزير الدفاع جيم ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزف دانفورد سيدليان بإفادة امام المجلس في شأن سوريا اليوم.

ويطالب كثير من المشرعين الأميركيين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمزيد من المعلومات عن سياستها حيال سوريا وخصوصاً بعد الضربة الغربية.

وصرحت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز بأن الرئيس ترامب لا يزال يرغب في سحب القوات الأميركية من سوريا، لكنه لم يحدد إطاراً زمنياً لذلك.

وقالت للصحافيين المرافقين لترامب إلى ميامي إن الرئيس لا يزال مستعداً أيضا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن لا اجتماع وشيكاً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم