السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الحلف الثلاثي بمواجهة موسكو... قواعد جديدة للعبة في سوريا؟

المصدر: "النهار"
الحلف الثلاثي بمواجهة موسكو... قواعد جديدة للعبة في سوريا؟
الحلف الثلاثي بمواجهة موسكو... قواعد جديدة للعبة في سوريا؟
A+ A-

 وتقاسمت الدول الثلاث المهمات ليل الجمعة-السبت في ضربات محددة رداً على الهجوم الكيميائي الذي نفذه النظام السوري في دوما الاسبوع الماضي وأدى الى مقتل 1423 مدنياً. وتوزعت الضربات على مركز للبحوث وموقعين للإنتاج، إضافة الى قاعدة صواريخ سابقة على مسافة 15 ميلاً من حمص.  

وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية أوردت الجمعة أن واشنطن بدأت نشر أكبر أسطول لها منذ حرب العراق عام 2003 في البحر المتوسط. وقالت إن ذلك يشمل 10 سفن حربية وغواصتين في البحر المتوسط ومنطقة الخليج، بينها المدمرة "دونالد كوك" التي تحمل 60 صاروخً توماهوك، إضافة إلى 3 مدمرات أخرى قريبة جداً. كما أن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري تورمان"، التي تعمل بالطاقة النووية أبحرت مع 90 طائرة و5 سفن مرافقة، الأربعاء الماضي، من نورفولك بولاية فرجينيا إلى المتوسط.




  والى هذه التعزيزات الاميركية، انتشرت أيضاً قطع بحرية فرنسية، وقطعتان بريطانيتان. وقررت لندن فتح قاعدتها في قبرص أمام الجيش الأميركي للتدخل في سوريا عسكرياً بشكل أوسع من مشاركة بريطانيا ضمن التحالف الدولي لمحاربة "داعش".

  وسبقت الحشود المتعددة الجنسية، مشاورات مكثفة واتصالات بين القيادات السياسية والعسكرية في الدول الثلاث، على رغم الانقسامات التي سادت صفوف الحلفاء، وخصوصاً منذ وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض.

 فالرئيس الفرنسي يعتبر من أشد منتقدي قرار ترامب الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، وتعهد الرد على التعريفات الاميركية على الصلب والألومينيوم، كما دافع بشدة عن الاتفاق النووي الايراني الذي يهدد ترامب بالعودة عنه.

 بدورها، شهدت العلاقات البريطانية-الاميركية توتراً مع الغاء ترامب زيارة للندن كانت مقررة في وقت سابق لافتتاح السفارة الاميركية الجديدة هناك. وفي تشرين الثاني، انتقدت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الرئيس الاميركي لنشره تغريدات لمجموعة يمينية متطرفة.

 وليس خافياً أن العلاقات بين لندن وباريس ليست في أفضل حالها، وخصوصاً في ظل اصرار ماي على انفصال تام عن الاتحاد الاوروبي، في الوقت الذي يسعى ماكرون الى اندماج أوروبي أكثر منذ وصوله الى الاليزيه.

ومع ذلك، نجح الزعماء الثلاثة في تجاوز خلافاتهم والتنسيق في سوريا. وعلى رغم التوتر الاوروبي-الروسي على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق سكريبال، أمكن الاتفاق على ضرورة عدم الاحتكاك مع موسكو لجنب رد فعل واسع قد ينزلق بالمنطقة الى حرب شاملة.

وتنسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الى الباحث أنطونيو باروسو أن "ترامب ليس الشخص الذي يسهل اقامة علاقة معه، ولكن ماكرون يدرك في الوقت نفسه أنه قد يحتاج الى الولايات المتحدة في بعض الظروف ، ومن الواضح أن ضربات على سوريا هي احدى الحالات التي لا يمكن فرنسا تنفيذها وحدها".




وتكتسب ضربة عقابية كهذه أهمية لفرنسا، إذ انها تتيح لها تأكيد سياستها الثابتة في حظر الاسلحة الكيميائية، كما تمكن ماكرون خصوصاً من الظهور بمظهر الرئيس الذي يفي بوعوده، هو الذي تعهد جنباً الى جنب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من فرساي العام الماضي بضرب أية جهة تستخدم السلاح الكيميائي في النزاع السوري.

وفي المقابل، لعب ملف تسميم الجاسوس الروسي ووقوف ترامب الى جانب لندن في معاقبة موسكو دبلوماسياً دوراً حاسماً في قرار ماي الذهاب إلى المشاركة في العمليات العسكرية من دون اللجوء إلى مجلس العموم، خلافاً لما حصل في 2013 عندما فشل رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون في الحصول على موافقة برلمانية.

 لا شك في أن الضربات الغربية لسوريا أعادت ترسيم الخط الاحمر الذي رسمه ترامب في قاعدة الشعيرات قبل سنة، ولكن الاهم بحسب الخبير رياض قهوجي أن القصف الجوي-الصاروخي الأميركي الفرنسي- البريطاني لسوريا هو بداية عودة الحلف الثلاثي ضد روسيا. ففي رأيه "الامر اكبر بكثير من معاقبة النظام السوري أو اسقاطه. هي رسالة لموسكو بأنهم وضعوا قواعد جديدة للعبة الدولية ولن يتوانوا عن استخدام القوة عند الحاجة. الضربات المستقبلية للنظام واردة جداً."







حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم