رحلات "الميدل ايست" فوق سوريا أوقفها تهديد ترامب... "لا يمكن المجازفة"

فيما تزال الاحتمالات قائمة بشأن ضربة عسكرية أميركية لسوريا، علّقت الخطوط الجوية اللبنانية رحلاتها فوق الأجواء السورية وشمال تركيا، خصوصاً وان شركة طيران الشرق الأوسط "الميدل ايست" كانت لا تزال لغاية يوم الثلثاء تستخدمه رغم المعارك التي تدور رحاها هناك. قرار التعليق هذا من المقرر ان ينتهي مع مساء يوم غد الجمعة إن لم تشهد المنطقة أي تطور... لكن كيف مع تزايد وتيرة التهديدات بين #روسيا وأميركا؟

في وقت يضع الرئيس الاميركي #دونالد_ترامب خطوته في خانة الرد على ما وصفه بالهجوم الكيميائي على مدينة دوما السورية، والذي حمّل السلطات السورية المسؤولية عن تنفيذه، توعد الجانب الروسي بالرد الحاسم وإسقاط أي صواريخ أميركية تُطلَق على #سوريا وتهدد حياة العسكريين الروس وضرب مواقع إطلاقها.

وبين هذا التصعيد وذاك أصدرت الوكالة الأوروبية للسلامة الجوية تحذيراً دعت فيه شركات الطيران الى توخي الحذر من سلوك مسار الخطوط الجوية السورية والمسار القبرصي القريب من تركيا والموازي لسوريا خوفا من صواريخ جوية بعيدة المدى أو صواريخ قد تطلق من قواعد بحرية. التحذير الأوروبي لقي صداه في لبنان واستجابت الـ"ميدل ايست" في اجتماع لها مع مديرية الطيران المدني ووزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس لتوصية بحصر الرحلات في مسارين باتجاه الغرب، الأول من بيروت الى قبرص فأوروبا والثاني من بيروت الى قبرص فمصر على أن يجمد مساران باتجاه الشرق عبر الأجواء السورية اضافة الى المسار التركي الموازي لسوريا.

الصواريخ المستخدمة في الحرب السورية من قبل كافة الاطراف لا تطال الطائرات، فهي تحلق على ارتفاع 30 ألف قدم الا أن التصعيد العسكري يفرض بالتأكيد استخدام صواريخ اميركية متطورة جداً وبعيدة المدى تصل الى ارتفاعات عالية وربما صواريخ روسية لاعتراضها مما يهدد سلامة الطائرة في حال اصابتها عرضاً. وحفاظاً على المدنيين اتخذت السلطات اللبنانية قرارها وللغاية نفسها يتوقع مدير عام الطيران المدني محمد شهاب الدين أن "يمدد الوزير فنيانوس قرار تعليق الرحلات فوق الأجواء السورية الى ما بعد مساء الجمعة كما هو مقرر ليشمل نهاية الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل"، لافتاً في حديث لـ"النهار" الى أنه "سيقترح الأمر غداً على الوزير ويتوقع السير به وبتجاوب من الـ"ميدل ايست" على ان يكون الترقب سيد الموقف لتبقى الأمور رهن الظروف ووليدة اللحظة".

شهاب الدين مرتاح لتغيير مسار الرحلات علماً أن المدة الزمنية للرحلة سيزيد الى حدود الساعة تقريباً وبالتالي يرفع تكاليف التشغيل، لكنه يشدد على أن "البقاء في حيز الأمان أفضل من المجازفة لأن أي تطور في لحظة مفاجئة ستكون عواقبه وخيمة في حال تعرض المدنيين للخطر، خاصة وأن تطورات مفاجئة متوقعة ...".

في السياق، أعلنت شركة الخطوط الجوية الكويتية إيقاف رحلاتها المتجهة إلى لبنان اعتباراً من الخميس وحتى اشعار آخر، بناء على تحذيرات أمنية بخطورة الطيران فوق الأجواء المحيطة بلبنان على حد ما ذكرت في بيان لها.

في ظل تقاذف التهديدات بين أميركا وروسيا لاستخدام الساحة السورية لتصفية حسابات سياسية، يعيش لبنان لحظات ترقب لقرب أجوائه من الأجواء السورية. فهل سيصدق ترامب؟ ام أنه سيبتلع تهديداته كسلفه باراك أوباما يوم هدد سوريا بالـ"توماهوك".