السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

موسى زغيب مكرّمًا في جامعة الروح القدس: وسام الأرز من رتبة ضابط من رئيس الجمهورية

موسى زغيب مكرّمًا في جامعة الروح القدس: وسام الأرز من رتبة ضابط من رئيس الجمهورية
موسى زغيب مكرّمًا في جامعة الروح القدس: وسام الأرز من رتبة ضابط من رئيس الجمهورية
A+ A-

كرّمت جامعة الروح القدس – الكسليك وجامعة آل زغيب في الوطن والمهجر الشاعر موسى زغيب، بمناسبة صدور وتوقيع كتابه الأخير "خبرة زمن"، في حفل حضره رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ممثّلًا بمدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ممثّلًا بالمطران طانيوس الخوري، النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب كرم رزق، رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، ممثل رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان القنصل جاك حكيم، المدير العام لمديرية أمن الدولة اللواء طوني صليبا، رئيس جامعة آل زغيب في الوطن والمهجر فريد زغيب وأعضاء الجامعة، وجمع من الوزراء والنواب السابقين، وعدد من المرشحين إلى الانتخابات النيابية والقضاة والمدراء العامين وممثلي رؤساء الأحزاب والقيادات الأمنية والقناصل والنقباء ورؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير والشعراء، إضافة إلى فعاليات دينية وعسكرية واجتماعية وثقافية، وعائلة المكرّم وأبناء بلدته حراجل وأصدقائه ومحبيه، الذين غصّت بهم قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في الجامعة.   


وخلال الحفل، قلّده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، تقديرًا لعطاءاته من أجل لبنان. 

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلته كلمة لعريف الحفل الشاعر الياس زغيب. ثم عرض وثائقي بعنوان: "رجل كتبه التاريخ"، أضاء على حياة المكرّم الحافلة بالإنجازات والعطاءات.

زغيب

ثم ألقى رئيس جامعة آل زغيب في الوطن والمهجر فريد زغيب كلمة أشاد فيها بإبداعات المكرم قائلاً: "موسى زغيب نحت ورسم وأبدع في كل حرف كتبه بريشته، فتخانقت الحروف وتسابقت لتترجم أفكاره وإبداعاته وصوره... من الأعالي ولدت الظاهرة المعاصرة للشعر، ففاح عطر كلماته في الوطن والعالم، وتحولت كلمات أبو ربيع إلى إلهام كبير للناس، وأصبح اسمه يشكّل هوية عائلة زغيب التي تفرح وتفخر بشاعرها الذي اعتلى بنجاح سلّم المجد والعالمية".

كما لفت إلى "أن جامعة آل زغيب بكل فروعها قد وضعت خطة لتهيئة الشباب الطموح وتشجيعهم ودعمهم في المجالات كافة"، مؤكدًا "البحث في جذورنا والمحافظة على تاريخنا وأصالتنا وتنمية ثقافة أبنائنا ومعرفتهم".

الأب الحاج

وتحدّث عميد كلية الموسيقى في الجامعة الأب بديع الحاج مشيراً إلى أنّ "موسى زغيب تميّز بسرعة البديهة وبنحته للمعاني والقوافي وبقربه من الجمهور عبر لغة محبّبة. إن الزجل شعر وغناء، يقتضي أداؤه بأن يكون الشاعر ذا أذن موسيقيّة وصوت جميل. وموسى زغيب أستاذ في هذا المجال، فهو لا يؤدّي بشكل صحيح من الناحية الموسيقيّة وحسب، بل هو مدرسة بمثله وأدائه وإرشاداته... كان موسى زغيب يوصي دومًا شعراء الزجل الشباب بأن يدرّبوا أصواتهم ويهذّبوها لتكون مقبولة، كما آذانهم لكي يتوصّلوا إلى غناء الزجل بشكل صحيح. وظهرت ميزة مهمّة عند موسى زغيب، ألا وهي حرصه على استمرار الزجل وديمومته وعدم اندثاره، كما الحرص على جذب الأجيال الطالعة من مؤدّين ومستمعين إلى هذا اللون الجميل من الشعر والمبارزة الشعريّة..."

وعن ديوان "خبرة زمن"، قال الأب الحاج: "خبرة، حقّ لك بأن تفتخر بها يا موسى وتعتزّ. خبرة مثقلة بالغلال والمواسم، خبرة اكتسبتها من خلال تكرّسك لهذا الفنّ الذي حمل اسم لبنان عاليًا، والذي غنّيت من خلاله الفخر والجمال، الوطنيّة والتراث، الأخلاق والمحبّة، وتحدّيت وبارزت كبار أندادك. تميّزت بحضورك المحبّب لدى الجماهير، وبقوّة حنجرتك وجمال صوتك وبقدرتك الخارقة على الارتجال، وطبّقت ما كنت توصي به وتقول: "على الشاعر الزجليّ أن يتمتّع بالذكاء الحادّ وبالذاكرة المتّقدة والصبر، إضافة إلى إلمامه بالحسّ الشعبي".

وختم بالقول: "تكريمك اليوم من جامعة الروح القدس - الكسليك، ومن كليّة الموسيقى، هو تكريم للبنان المقيم والمغترب، إنت يلّي كنت سفيرو بكلّ دول العالم، إنت يلّي بشعرك خلّيت اللبناني وين ما كان ومهما بعدت المسافات، يضلّ يحنّ على لبنان وناسو وبحرو وجبالو وأرزو وهواه وترابو".

الأب رزق 

وبعد وقفة شعرية مع الشاعر نزار فرنسيس، ألقى النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية البروفسور كرم رزق كلمة، وقال فيها: "شرّفني رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة أن ألقي هذه الكلمة في هذا الاحتفال التكريمي وذلك بصفتي أستاذ مادة التراث اللبناني في كلية الآداب منذ ما يقارب العقدين. وانعقدت مؤتمرات لهذه المادّة الدسمة أحيتها هنا بالذات جامعات عالميّة. وانتشرت لها دراسات وأبحاث وأعمال تنطق برصانة مقارباتها العلميّة. وهي تزدهي اليوم عظمة وجلالاً بتكريم أفضل من يمثّلها على الإطلاق، عنيت به الشاعر الفذّ الملهم موسى زغيب، ابن حراجل الأبرّ، وشيخ المراجل والارتجال على المنابر وفي المباريات والمبارزات والمحاورات أينما كان بلا منازع".

وتابع بالقول: "يطرب الزجل اليوم ويُتغنّى به لأنّه لم يعد طعمًا للتسلية والترفيه والترويح عن النفس ليس إلاّ. ويُتهلّل ويُبتهج به لأنه لم يعد مادة منسيّة جامدة عقيمة مهملة عفا عنها الزمن، بل دخل وبأبّهة وكبر إلى حرم الجامعات. الزجل شعر، ولعلّه أزكى وأصفى وأصدق الشعر. والشعر جوهر الآداب وخلاصتها ولبابها. والآداب بمعناها الواسع هي التراث بكل ما يحتوي من فكر ومفاهيم وتصرفات ومعاملات. والتراث هو الخمير والكنز والرصيد والاحتياط وذخر الأمة وخير مدخراتها..."

وخلص إلى القول: "أجل تمنح الآلهة عطاياها أصحاب الفضيلة فقط. وتدفق نعمها على الصالحين بحسب قول الشاعر الفرنسي رونسار. وقد سكبت عُصارة وحيها على موسى. توحي لمن له قلب يذوب، ترشد من له نفس تشعر وتختلج، وتنير من له روح تسمو وتسود. الشاعر هو الرائي المبدع. يتلمّس بصيص أنوار فجر سفر التكوين، ويراه بعيداً سحيقًا أزلياً، مقياسه الأزل. ويتوغل ليسبر أسرار الوجود، ويكشف أغواره العميقة وأطواره الغريبة، وغالبًا ما يلمح القعر والقرار. ويستشرف أبعاد اللامحدود والماورائيّات، ويدرك كم هي خالدة أبدية. لسبعين سنة خلت، شكّلت هذه المهام شغل شاعرنا الشاغل، من دون كلل أو ملل. طرق بكفاءة عالية جميع أنواع الزجل المعروفة ووزعها على جميع ألحانِ سيمفونيات الأوزان، فألّف موسيقى تدغدغ السمع، تُنعش النفسَ، وتخلبُ الألباب. اعتلى منابر الزجل فسيطر وساد. وخرّج نخبة من الزّجالين الواعدين في إطار برنامج "الأوف" على تلفزيون الـ OTV صال وجال في ربوع لبنان قاطبة، وأمّ دنيا الانتشار. حمل رسالة الشعر والزجل والتراث فحلق وتفوّق، وبلغ الحكمة مع ديوانه الجديد "خبرة زمن". فرّحتَ الناس، وآسيتَ المحزونين، ورفعتَ الشعر إلى القمة، فغدوتَ موسى الكليم على جبل لبنان وسائر أنحاء العالم".

ثم كانت قصيدة ألقاها رئيس جوقة القلعة الشاعر سميح خليل، باسم نقابة شعراء الزجل.

السيد حسن

وألقى الوزير السابق عدنان السيد حسين كلمة أكد فيها فيها أنه "عندما تكرّم جامعة الروح القدس - الكسليك الشاعر الكبير موسى زغيب فإنها تكرّم الزجل اللبناني. تكرّم الأصالة الوطنية والشرف اللبناني"، لافتًا إلى أن "مسيرته الشعرية حافلة منذ صباه اليافع، هو المشارك والمؤسس لجوقات الزجل منذ ستين سنة. عرفته منابر المسرح الزجلي بارعاً في الحوار، وسارحاً في خيال الشعر، متنقلاً بين الرومنطيقية والواقعية. وما اطلالته التلفزيونية في السنوات الأخيرة راعياً لشباب يافع في عالم الشعر الزجلي، إلا تأكيد على الأصالة والإبداع".

كما أكد أنه "عندما يكرّمه أربعة رؤساء جمهورية بأوسمة وطنية يرتفع شأن الزجل في بلادنا، مادة غنية من مواد الأدب الشعبي المدرّسة في جامعتنا الوطنية وغيرها من الجامعات المعنية بالفنون والآداب اللبنانية، بيد أن أكبر وسام يعلق على صدره هو وسام الشعب اللبناني".

وأضاف: "في هذه المناسبة العزيزة، مناسبة صدور ديوانه الجديد "خبرة زمن"، نسجل لموسى زغيب اهتمامه بالتوثيق والنشر على خلاف العادة السلبية عند معظم شعراء الزجل الذين أهملوا جمع أشعارهم. لا يكفي الاعتماد على الذاكرة، ولا التسجيل الصوتي، فالتوثيق والكتابة من سمات المسؤولية".

وختم داعيًا "لتكن دواوين موسى زغيب محفوظة في مكتبات الجامعات كما المكتبة الوطنية، ولتتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل. لترعى وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي مهمة جمع وحفظ أروع مقتطفات الزجل اللبناني، مادة جامعة للبنانيين، ومدماكاً ثقافياً لمجتمعنا من عطاءات المدرسة الرحبانية إلى مسارح الفنون والآداب".


زغيب  

وبعد تقليده الوسام من ممثل رئيس الجمهورية، ألقى الشاعر المكرّم موسى زغيب كلمة شكر فيها فخامته على الوسام وجامعة الروح القدس وجامعة آل زغيب على مبادرة التكريم. كما شكر غبطة البطريرك والحضور فردًا فردًا، متوجهًا للجميع بقصيدة شعرية قال في مستهلها:

الريّس بيكرّم رجال الفكر اسمو عا تم المجد ترتيلة

واليوم عا وعد القوافي البكر وسام من عندو مودّيلي

ومن بعد ما شكّو مدير القصر وصفّا عصدري متل تشكيلي

حسيت إنو بانتخاب الشعر الريّس عطاني صوتو التفضيلي

كما جاء فيها:

تلاقيت بالنسيان عا دروب السفر سألتو عن الشاعر شو عندك معطيات

قلّي قدرت نسّي البشر ذكر البشر ووحدو بقي جمرة رماد الذكريات

قلت امنعوا حاجي عا موقدة النظر يحرق عفاف الطهر عا صدور البنات

قلي عملتو غيم فاجأني مطر دفنتو عشق بالأرض زهّر بالنبات

كتّفت شعرو بقلب عود بلا وتر فرّخ حناجر مطربين ومطربات

زرعتو بكرم الدير وسقيتو سهر حوّل عناقيدو مسابح راهبات

الشاعر قلم وحروف وشوية صور بيضل يحكي عالورق لو كان مات

بدنا يا ريّس أمر منك مش خبر يتدرّسو كتبو بصفوف الجامعات

تا الشاعر يلي بيروح وبيترك أثر كل ما انذكرلو اسم تشهقلوا القلوب

           وكل ما انطبعلو كتاب يرجع للحياة

واختتم الحفل بتوزيع الدروع التقديرية على الشاعر المكرّم وتوقيع كتابه للحضور.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم